إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هل توجد قبور ثمينه في منطقة الجوف

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    بوجهة نظري المتواضعة وطبعا لا اقارعكم بهذا المجال فأنتم الخبراء وهو كاركم و لكم الباع, فان الجوف وتيماء والعلا هي اثرى مناطق اثرية في العالم بلا مبالغة واعني بالاثرية هنا الحضارات الضاربة في اعماق التاريخ القديم الضائع والحقبة التي تكلم عنها الاخوان محمد عامر و الاخ سليم .. وقد مرت عليها حضارات مدين و ثمود و الانباط كما و غيركم اللي نقوله هالكلام انه وجد بعض الاثار الفرعونية
    .. اتمنى التفاعل مع هذا الموضوع وأي شخص له اهتمام بهذه المناطق التي ذكرت اتشرف لو تشاركنا الحوار وتبادل خبراتكم حولها


    ملاحظة للاخ ابو فيصل :
    هذه القطعة وجدت بالجوف ارجو ان تعطيني رايك فيها
    http://www.qudamaa.com/vb/f12/حجر-قد...?يبة-30483/
    [CENTER][SIZE=4][B]
    [COLOR=#006600]{[/COLOR][URL="http://www.qudamaa.com/vb/#docu"][COLOR=#006600][FONT=Arabic Transparent][FONT=Arabic Transparent][B][FONT=Arabic Transparent]قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفو[/FONT][/B][B][FONT=Arabic Transparent]ر الرحيم} [/FONT][/B][/FONT][/FONT][/COLOR][/URL]
    [COLOR=#008000]
    [/COLOR][COLOR=#800000]الله اكبر كبيرا
    و له الثنا و الحمد كثيرا
    [/COLOR][/B][COLOR=#800000][B][SIZE=4]ان مع العسر يسرا[/SIZE][/B]
    [/COLOR]
    [COLOR=#000000][U]ضاقت فلما استحكمت حلقاتها .. فرجت و كنت أظنها لا تفرج[/U]
    [/COLOR]


    [/SIZE][/CENTER]

    تعليق


    • #17
      السلام عليكم والله موضوع جميل بس اين توجد الجوف في اي بلاد؟

      تعليق


      • #18
        المشاركة الأصلية بواسطة ابو رماح مشاهدة المشاركة
        السلام عليكم والله موضوع جميل بس اين توجد الجوف في اي بلاد؟
        الله يعطيك العافية يا ابورماح وشكراً على المشاركة

        منطقة الجوف توجد في شمال المملكة العربية السعودية وهي منطقة حدودية مع الاردن

        تعليق


        • #19
          المشاركة الأصلية بواسطة ابو فيصل الحربي مشاهدة المشاركة
          اخوي ابو ميسون

          اذا وجدت هذه الاشارات

          دلني علي مكانها وازهل الباقي

          موفق
          الاشاره موجوده

          تعليق


          • #20
            شميركو

            المشاركة الأصلية بواسطة ابومحمد الحربي مشاهدة المشاركة
            سلم

            الله يعطيك العافية

            انا فعلن قرءة عن الشويحطية لاكن ما تشوف شي منها سوء بعض بيوت الطين القديمة بجانبها بيوت مسكونه من اهل المنطقة ( تستحي تزورها وهي جنب البيوت )

            مع اعتقادي انها ليست هي الشويحطية القديمة

            شكرآ لك

            الاخ المشرف emadhp

            الله يعطيك العافية .... اما ابونواف لا اعرفه ولم يحصل لي الشرف بمقابلته واتمنى مقابلته

            شكرآ لك مشرفنا الغالي





            يكفيك من الجوف فقط ستخراج الذهب الخام والمتواجد فيها بنسب عاليه لان الجوف معروف عنها قديماً بأن ذهب الفراعنه كان يأتي من الجوف

            تعليق


            • #21
              السلام عليكم ورحمه الله و بركاته

              اخوي الغالي ابو محمد انا راح اريحك من الاخير و ابدا معك حبه حبه

              تعليق


              • #22
                الشويحطية قرية تقع في منطقة الجوف شمال السعودية، وتبعد 45 كم شمال غرب سكاكا،[2] بها موقع أثري يعد أقدم مكان استوطنه الإنسان في شبه الجزيرة العربية، ويقع على بعد كيلو ونصف الكيلو إلى الجنوب الغربي منها.[2]

                السكان[عدل]

                يقطن القرية حوالى 18 أسرة بعد أن هجرها أهلها منذ عشرات السنين ومازال البعض مستمراً بالإقامة فيها رغم عدم توافر مقومات الحياة هناك حيث يحصلون على احتياجاتهم اليومية من مدينة سكاكا أو من قرية زلوم التي تبعد 27 كم. كما تضم القرية مدرسة ابتدائية للبنين وأخرى للبنات فيما تفتقد للمدارس ذات الفصول العليا سواء كانت للبنين أو البنات، كما تضم القرية مستوصفاً صحياً يعمل على تقديم الخدمات الطبية اللازمة لمراجعيه.[2]
                الموقع الأثري[عدل]

                تقع القرية الأثرية على بعد كيلو ونصف الكيلو جنوب غرب الشويحطية، وتشير أعمال المسح الأثري إلى أن الموقع يعد أقدم مكان استوطنه الإنسان في شبه الجزيرة العربية وتدل على ذلك الشواهد الأثرية التي تبين أن المنطقة مرت بفترة من الازدهار التاريخي منذ العصرين الآشوري والبابلي، الذي يجيء فيهما بداية ذكر المنطقة في المصادر المدونة. يعد موقع الشويحطية أقدم موقع أثري استوطنه الإنسان في الجزيرة العربية،[3] حيث يعود تاريخه إلى مليون وربع المليون سنة، وهي من الآثار التي تعود إلى العصر الباليوليشي.[2] الموقع عبارة عن تجمع لأدوات حجرية منتشرة على ضفاف وادي الشويحطية، ومجموعة من المواقع الأثرية الغير ظاهرة على سطح الأرض، وقد بيّنت الاكتشافات الأثرية أنها احتوت على مواقع لتصنيع الأدوات الحجرية التي استخدمت في توفير الماء والطعام وسبل العيش، وتوضح استقرار الإنسان في هذا المكان


                تعليق


                • #23
                  شوق كبير .. و عظيم تقدير .. و جمال وتميز فريدين .. هي ما يدفعني لكتابة هذا الموضوع عن بلد عشت بين أهل وأحباب فيه بدون عرف سالف .. قبل أن يكون بين أكناف بلد نعت ببلد التاريخ والآثار .. عشت فيه قرابة العام فلم أجد سوى الجمال .. جمال المكان والمحتوى .. وجمال الترحيب والتقدير من قبل أهله الكرام …———————————————————{ بسم الله الرحمن الرحيم }الـحَـمْـدُ لِلّه وَحْـدَهُ والْـصََّـلَاةُ والـسّـلَامُ عَـلَـىْ مَـنْ لَا نَبـِـيًّ بـَعْـدَهُ وعَـلَـىْ آَلِـهِ وصَـحْـبـَه … وبـَعْـد:-رحلتي إلى دومة الجندل ( بلد التاريخ والآثار )شوق كبير .. و عظيم تقدير .. و جمال وتميز فريدين .. هي ما يدفعني لكتابة هذا الموضوع عن بلد عشت بين أهل وأحباب فيه بدون عرف سالف .. قبل أن يكون بين أكناف بلد نعت ببلد التاريخ والآثار .. عشت فيه قرابة العام فلم أجد سوى الجمال .. جمال المكان والمحتوى .. وجمال الترحيب والتقدير من قبل أهله الكرام …فحي هلاً بكم في :دومة الجندلالإحداثي
                  29.48.721
                  039.51.935
                  الارتفاع
                  632 متر
                  مقدمة ( استعراض تاريخي ) :دومة الجندل أو الجوف قديماً كانت القاعدة الإدارية للمنطقة ليس فقط في عهد الدولة السعودية الثالثة بل حتى قبل زمن بعيد موغل في القدم وقبل 2700 سنة … و لكن مقر الإمارة انتقل إلى مدينة سكاكا سنة 1351 هـ وأطلق على المنطقة عامة منطقة الجوف …
                  و لوجود مواقع كثيرة تسمى دومة إلا أن هذه المدينة و التي نحن بصددها هي دومة الجندل … و سميت بالجندل نسبة إلى صخورها الشديدة الصلابة فقد عرف الجندل بالقوة و شدة الصلابة .. و لتميز هذه المدينة بهذا النوع من صخورها فقد أصبح اسمها دومة الجندل تمييزا لها عن غيرها …

                  على أن هناك من يرجع سبب تسميتها نسبة لأحد حكامها القدامى حين اشتهر بأنه قتال سفاح طغت شهرته لجندلته الكثير من الخصوم … و لك هذا التعليم لا يصمد أمام التعليل الأول لوجود الشواهد و الثوابت المادية المؤيدة له …

                  أما ما يتعلق بلفظ دومة فقد عرفا الأشوريون باسم ( أدوماتو ) و عرفها العبرانيون باسم ( دومة ) … و قد ورد في عدد من المؤلفات الرومانية باسم ( دومانا ) … و يرجع بعض المؤرخين أن تسمية دومة الجندل إنما جاءت نسبة إلى احد أبناء إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام و الذي قيل أن اسمه ( دومان ) أو ( دوماء ) أو ( دما ) …
                  وذكر الحموي في معجم البلدان أنها سميت بذلك نسبة إلى حصن بناه دوماء بن إسماعيل .. أما الجندل: فهي الحجارة ومفرده: جندلة … وعلى هذا يكون معناه: الحصن الذي بناه دوماء في منطقة مليئة بالحجارة … وكان يُضرب المثل بمناعة حصن دومة وشدته …تقع محافظة دومة الجندل جنوب غرب مدينة سكاكا حيث تقع على صخور تنتمي إلى الدرع العربي وهي من أهم المناطق الجيولوجية بالمملكة … وتبعد عن مدينة سكاكا عاصمة منطقة الجوف 50 كيلومتر تقريباً …وهي من أهم المواقع التاريخية والأثرية والحضارية في المملكة حيث تحتضن قلعة مارد الشهيرة ومسجد عمر بن الخطاب وحي الدرع وغيرها ( يأتي بيانها في ثنايا الموضوع ) كما تشتهر بوفرة مياهها العذبة …وكانت دومة الجندل عاصمة لعدد من الملكات العربيات مثل (تلخونو) و (تبؤه) أو (تاربو) … وأشير إلى الملكات الأخريات بالاسم مثل (زبيبة) و(سمسي) و(اياتي) وقد أشير إلى هؤلاء الملكات بعبارات عامة كملكات عربيات دون تسمية عاصمتهن …كان للعرب في الجاهلية أسواق في أنحاء مختلفة من شبه الجزيرة العربية يتجمعون فيها في مواسم معينة ويتبادلون البيع والشراء … وقد عدت دومة الجندل من أقدم أسواق العرب وأهمها نتيجة لموقعها الجغرافي وتواجد عدد من القبائل العربية في المناطق المجاورة لها …ففي الجاهلية (من القرن الخامس الميلادي وما قبله) كان من عادة القبائل أن تتجمع في دومة الجندل في أول يوم من ربيع الأول وحتى آخره لأغراض البيع والشراء … وكان البيع في هذا السوق بيع الحصاة ( وهو نوع من أنواع المقامرة أبطله الإسلام ) كما ورد أن الاكيدر صاحب دومة الجندل كان يرعى الناس ويقوم بأمرهم أول يوم فتقوم سوقهم إلى نصف الشهر … فتقوم سوقهم إلى آخر الشهر …وقد ذكر أن سوق دومة الجندل كانت بين الاكيدر العبادي من السكون وبين قنافة الكلبي … وكانت غلبة الملكين أن يتحاجيا فأيهما غلب صاحبه بما يلقى عليه تركه والسوق يفعل بها ما يشاء ولا يبيع فيها أحد من الشام ولا من العراق إلا بإذنه … ولم يشتر ولم يبع حتى يبيع الملك كل شيء يريد بيعه …كان سوق دومة الجندل من الأسواق الكبرى للعرب إذ كان يشترك فيها الكثير من قبائلهم وخاصة كلب وغسان وطي … وقد كان المتولون لأمر السوق يأخذون عشور التجار ولهم جباه يجوبون السوق ليأخذوا عشر ما يباع …ويجب أن ننظر إلى سوق دومة الجندل من حيث أهميته التجارية فدومة الجندل تقع على الطرق الممتدة من وسط وشرق الجزيرة إلى سورية وجنوب فلسطين حيث كانت غزة ميناء رئيسياً حيث يشتري منه التجار منتجات المناطق الواقعة على البحر المتوسط …ويرى بعض المؤرخين أن أسواق العرب تلك – سواء سوق دومة الجندل أو غيرها – إنما كانت بالأصل مواقع مقدسة بها أصنام تعبدها القبائل وتأتي للتقرب إليها في مواسم معينة هي مواسم حجها فتتحول تلك المواسم إلى أسواق للبيع والشراء .. وقد ذكر أن بني وبره كانوا يفدون إلى دومة الجندل للتقرب إلى صنم ( ود ) المذكور في القرآن الكريم والموجود فيها …بعد ظهور الإسلام وإرساء قواعد الدولة الإسلامية في المدينة المنورة في السنة الأولى للهجرة سعى المسلمون لنشر الدعوة في كل الاتجاهات بقدر ما تسعفهم به إمكاناتهم …وفي حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وبعد مماته اتجه الموفدون إلى مختلف أرجاء الجزيرة العربية لنشر الدعوة … وتم تنظيم الغزوات من أجل هذا الهدف العظيم ومن الغزوات التي خرجت من المدينة المنورة كانت الغزوة الأولى لدومة الجندل والتي يقال أن الرسول صلى الله عليه وسلم قادها بنفسه وكان ذلك في السنة الخامسة للهجرة(626م) …ابتدأت الغزوة الأولى لدومة الجندل في 25 من شهر ربيع الأول 5 هـ وعادت إلى المدينة في 19 من شهر ربيع الثاني كما ذكر الواقدي … وقد كان مع الرسول صلى الله عليه وسلم ألف رجل ودليل من بني عذرة اسمه مدكور … فلما وصل المسلمون إلى دومة الجندل وجدوها خالية لأن سكانها فروا بعد سماعهم بتقدم المسلمين وخلفوا وراءهم ماشيتهم وأمتعتهم التي غنمها المسلمون وعندما أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم رجالا للبحث عن الفارين من الأهالي لم يجدوا إلا واحداً أقنعوه بالرجوع معهم واعتنق الرجل الإسلام على يد الرسول صلى الله عليه وسلم …ويظهر من الأسباب التي أدت بالرسول صلى الله عليه وسلم إلى القيام بغزوته هذه إلى دومة الجندل قيام جنود الاكيدر بالاعتداءات المتكررة على قوافل التجار المتجهة من المدينة إلى الشام ونهبهم لبضائعهم ومؤنهم …الغزوة الثانية: كانت في شهر شعبان 6 هـ (يناير – فبراير 628م ) وعن سبب هذه الغزوة أن شر أهل دومة الجندل لم ينقطع عن تجار المدينة فأرسل الرسول صلى الله عليه وسلم إليهم سرية عليها عبد الرحمن بن عوف وأوصاه حين دفع إليه اللواء بقوله : ( خذه يا ابن عوف فاغزوا جميعاً في سبيل الله فقاتلوا من كفر بالله ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا فهذا عهد الله وسيرة نبيه فيكم ) …ولما بلغ عبد الرحمن بن عوف دومة الجندل دعا أهلها إلى الإسلام فأسلم الأصبغ بن عمرو الكلبي – من كبار كلب – وأسلم معه ناس كثيرون من دومة الجندل …الغزوة الثالثة: رغم حصول الغزوتين الأولى والثانية لدومة الجندل إلا أن الإسلام يبدو أنه لم يستتب فيها وهذا ما كان سببا للقيام بالغزوة الثالثة في السنة التاسعة للهجرة(630م) ويبدو أن الاكيدر حاكم دومة الجندل وعامل الإمبراطور البيزنطي (هرقل) واصل تعرضه للقوافل التجارية القادمة من المدينة المنورة بسبب إعراض التجار عن التوقف في مدينته … وقد قام الرسول صلى الله عليه وسلم بإرسال خالد بن الوليد على رأس غزوة إلى دومة الجندل في السنة التاسعة للهجرة يرافقه أربعمائة وعشرون فارساً … ويختلف المؤرخون فيما حققته هذه الغزوة ولهم في نتائجها أقوال كثيرة فمنهم من يقول أن خالداً أخضع دومة الجندل بالقوة وأخذ ملكها أسيراً إلى المدينة المنورة حيث أعلن الاكيدر إسلامه أمام الرسول صلى الله عليه وسلم بينما هناك الكثير من الروايات التي تذكر أن الاكيدر قد دفع الجزية مما يعني أنه لم يسلم …وإذا ما افترضنا أن الاكيدر قد أعلن إسلامه فان من الثابت أنه قد ارتد عن الإسلام بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وهنا يختلف المؤرخون في مصيره بعد ذلك فمنهم من يقول أن الخليفة عمر بن الخطاب أجلاه من دومة الجندل إلى الحيرة فنزل في موضع فيها قرب عين تمر و بنى فيها منازل وسماها دومة وقيل دوماء …آثار ما زالت شاهدة على تاريخ عريققلعة مارد ( قصر الاكيدر )إحداثي القلعة
                  29.48.710
                  039.52.030
                  تقع على تل مرتفع في دومة الجندل وتشرف على المدينة وتمثل حصناً منيعاً أمام الأعداء وهي شبه دائرية الشكل لها أبراج مخروطية الشكل بنيت في أربع جهات منها … وأقدم ذكر لها يعود إلى حوالي القرن الثالث الميلادي عندما غزت ملكة تدمر زنوبيا دومة الجندل وفيها قالت : ( تمرد مارد وعز الأبلق ) والمارد في اللغة صفة لكل شيء تمرد ويستعصي … يرجع تاريخ مدينة دومة الجندل وقلعة مارد إلى أكثر من ألفي عام عندما ورد ذكرها في مدونات من العصر الأشوري خصوصاً أن هناك نصوصاً مكتوبة ومفصلة تتحدث عن الجوف وتعود إلى القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد وتحدثت تلك النصوص عن مدينة دومة الجندل بوصفها عاصمة لعدد من الملكات العربية كما أسلفنا …قلعة مارد تحتوي على مبان من مراحل متعددة بعضها محكمة البناء تعود إلى عهود حضارية مزدهرة وهي الأقدم وبعضها مضاف مكان قديم متهالك مختلف في مستوى إتقان البناء يمكن أن ينسب إلى فترة متوسطة بعد ظهور الإسلام وبعض المباني رديء الأسلوب في البناء ومبني بمواد طينية ينسب إلى فترة متأخرة يعتقد أنها تعود إلى ما يقارب الثمانين سنة … تتكون القلعة من حجرات وسور أرضي والقلعة المرتفعة …مسجد عمر بن الخطابيقع في وسط مدينة دومة الجندل القديمة ملاصقاً لحي الدرع من الجهة الجنوبية ويعد من المساجد الأثرية المهمة – إن لم يكن أهمها – على مستوى المملكة ويتبع أهمية المسجد من تخطيطه حيث يمثل استمرارية لنمط تخطيط المساجد الأولى … ويذكر بتخطيط مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة في مراحله الأولى وكذلك تبرز أهمية هذا المسجد إلى كونه من أقدم المساجد الأثرية التي لم يتبدل تخطيطها …تقع مئذنة المسجد الشهيرة ( التي تعتبر أقدم مئذنة في جزيرة العرب ) في الركن الجنوبي الغربي وتنحرف عن مستوى جدار القبلة وقاعدة المئذنة مربعة الشكل طول ضلعها 3م وجدرانها الحجرية تضيق إلى الداخل كلما ارتفعا إلى الأعلى حتى تنتهي بقعة شبه مخروطية … يبلغ ارتفاعها الحالي 12.7م وقد استخدم الحجر في بناء المسجد والمئذنة كما هو الحال في القلعة ( مارد ) والحي المجاور ( حي الدرع ) …وقد بني المسجد من الحجر … ورمم أكثر من مرة … وتوجد حوله مدينة دومة الجندل القديمة (وهي مهجورة) … أعيد ترميم بناء المسجد مؤخراً كما هو الظاهر إلا أن المئذنة بقيت محافظة على شكلها منذ أن بنيت قديماً …ينسب المسجد إلى الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه … ويقال أنه بناه سنة 17 هـ أثناء توجهه إلى بيت المقدس … إلا أن أحد كبار الباحثين السعوديين يرى أن نسبة المسجد إلى الخليفة الثاني غير مؤيد بدليل … ومهما يكن من الأمر فإن الناس قد تعارفوا على إطلاق اسم عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – على المسجد …حي الدرع الأثرييحيط بالمسجد والقلعة الحي القديم للمحافظة والمسمى بحي الدرع الأثري … يحوي الحي الكثير من الأبنية الحجرية الآيلة للسقوط …سبق وتكلمت عن القلعة والمسجد والحي في موضوع سابق ..ولمن يزيد الاستزادة يرجى الرجوع إليه ( (قلعة مارد ، مسجد عمر ، حي الدرع ) هـــنا)سور دومة الجندلبدايات السور من جهة الجبل وأثره في خط أسود …سور دومة الجندل الذي يقع في الجهة الشمالية الغربية من دومة الجندل وهو مبني من حجر الجندل كشف عن جزء منه في عام 1986م من قبل وكالة الآثار والمتاحف آنذاك ويعتقد بأنه كان يحيط بالمدينة قديماً مشيرين بأهمية تتبع السور والكشف عنه كاملاً حيث تؤكد المصادر التاريخية بإحاطته بمدينة دومة الجندل كنوع من الحماية الحربية آنذاك …الجزء المكتشف منه ليس بالكبير وإنما الواقع في بطن الوادي من جهة مزارع حسياء …يحيط سور دومة الجندل بالمدينة القديمة وقد بني من حجارة الجندل الصلبة … ويبلغ سمكه متراً واحداً وارتفاعه يصل إلى خمسة أمتار … وهو أحد المواقع التي تتطلب سرعة إعادة بنائه من جديد والتدخل كمعالجة أثرية …صورة تبين سمك السور من أعلى … والبناء الطيني من داخل السور الذي قد يكون للدرجات أو السلالم التي تصعد لأعلى السور …الباحث في الآثار والكتابات النبطية الموجودة في الجزيرة العربية الدكتور خليل المعيقل قال : إن فترة بناء سور دومة الجندل تشير إلى الفترة ما قبل النبطية … مشيرا إلى أن فترة بنائه لا بد أن تكون في وجود سلطة محلية قوية وموارد مالية ضخمة …يظهر هنا جودة بناءه وصلابته والتي حافظة على هذا الجزء منه كل هذه السنوات رغم عوامل التعرية و وقوعه في بطن وادي ….صورة أخيرة للسد الذي كان يحمي البلدة وهو الآن يحتاج للحماية ! …العــيــون – القنوات المائية ( الكظائم أو سراديب الماء )هنا مقولة قديمة تقول : « إن في الجوف ألف بئر وألف راكية وألف عين جارية »الآبار المقدرة لدى الجهات الرسمية الموجودة حالياً في دومة الجندل بـ670 بئراً تعود إلى مئات السنين … والتي اندثر أكثرها أو تهالك و انطمر بسبب إهماله أو وجود البديل عنه …
                  ما زالت الحوط ( جمع حوطة وهي المزارع الصغيرة كما يسميها أهل البلد ) تحيط بدومة الجندل من أغلب الجهات … و يوجد فيها أشجار النخيل وأشهرها الحلوة و كذا أشجار العنب والموالح وغيرها وإن كان الكثير منها أهمل وترك عرضة للتخريب والكساد … إلا أن جزء من أهل البلد ما زال يحتفظ بحوطته ويعيرها اهتمامه وعنايته … وكذلك المزارع الأكبر مساحة التي تلاقي اهتماماً أكبر من قبل ملاكه والتي تبعد مسافة أكبر عن البلد مثل مزارع أجربه ومزارع حسياء …من مزارع حسياء تبدأ قنوات مائية شقت تحت الأرض ومن آبار قديمة خارجة السور مثل بئر الجديلية وتمتد لكيلوات حتى قلعة مارد وأسفل دومة الجندل القديمة عامة …لعل من أعظم الانجازات التقنية للبشر في المناطق المدارية الجافة هو اختراع نظام الري بالكظائم كما تسمى سراديب الماء أو القنوات المائية تحت الأرض … فبفضل هذا النظام الذكي نشأت مستوطنات وعاشت أمم وزراعة في أراض ليس بها ما يكفي من الأمطار أو الأنهار …


                  النظام ببساطة هو قناة تحفر من مكان مرتفع نسبياً تتوفر به مياه جوفية أو عين ثم ينقل الماء تحت الأرض إلى مسافات طويلة عبر نفق طويل … وتتخلل هذا النفق بئر عمودية كل عدة أمتار … ( لم أتكمن من تصوير القنوات لاختفاء أكثرها وما ظهر فهو في أراض مملوكة أو يصعب الوصول لها )

                  من العيون التي مازلت آثارها موجودة في دومة الجندل : عين خذما – المصيرعية – الجنوب – الرحيبيين – عين الغرب – السعيدان – عين العباس – عين اللافي … وغيرها …

                  تقنية القنوات المائية في هذا النظام طريقته بأن ينسل الماء بفعل الجاذبية انسلالاً بسيطا إلى أن يصل إلى (مظهر) القناة حيث المستوطنة والأرض الخصبة ليسقيها …



                  ويكاد يتفق الباحثون أن هذه التقنية بدأت في بلاد فارس ولكن هناك اختلاف حول زمن اختراعه ويرجح البعض أنه نشأ حوالي 3000 سنة قبل الميلاد ومن فارس انتشرت إلى باقي المناطق خاصة في الشرق الأوسط لكنها وصلت إلى بلاد تركستان شرقاً وبلاد المغرب والأندلس غرباً ومنها إلى المكسيك …

                  ولا زالت هذه التقنية تتركز في إيران بل إن كثيراً من مدن إيران ومنها طهران كانت تعتمد في مياهها وزراعتها على الكظائم التي تأتي من مسافات بعيدة وصلت في بعضها إلى 25كم … وقد انتشرت القنوات الأرضية في جزيرة العرب منذ عصور قديمة خاصة في المناطق المتحضرة التي تحتك بفارس كالبحرين والقطيف وعمان وتسمى في عمان بالأفلاج …. كذلك توجد في اليمن .. وهذا ليس بمستغرب إذا عرفنا أن الدولة الساسانية كان لها نفوذ قوي في شرق الجزيرة العربية وفي البمن … ويبدو أن أهل الحجاز كانوا يعرفون الكظائم فقد روي أثر عن عبد الله بن عمرو يقول : ( فإذا رأيت مكة قد بعجت كظائم ورأيت البناء يعلو رؤوس الجبال فاعلم أن الأمر قد أظلك ) قال أَبو إسحق: هي الكَظيمة والكِظامة معناه أي حُفِرت قنوات …


                  أيضاً من المهم أن نشير إلى أن تقنية القنوات الأرضية عرفت في الشام أيضاً وقد زاد عددها وانتشرت أيام الدولة الأموية … والقنوات في السعودية توجد في دومة الجندل كما ذكرنا ( وتحتاج لبحث واكتشاف ) وكذا في الأفلاج ويبرين والخرج والأسياح …


                  هذا التقرير لمعرفه الاماكن التراثيه بمنطقة الجوف يتبع

                  تعليق


                  • #24
                    رحلتي إلى الجوف2/2( آثار الرجاجيل ، حصن زعبل ، بئر سيسرا )
                    مرحباً بكم أحبتي الكرام في الجزء الثاني والذي هو استكمال لرحلتنا السريعة إلى الجوف والتي تكلمنا في الجزء الأول منها عن :
                    بعد أن تجولنا في دومة الجندل وبعض آثارها توجهنا منها نحو سكاكا مروراً بقاع مويسن والذي كان ممتلئاً بالماء … وقبل سكاكا بـ 15 كم و مع الطريق المتجه نحو : المزيرير – المدرة … قصدنا :
                    أثار الرجاجيل

                    إحداثي المنطقة
                    29.48.779
                    40.13.
                    261
                    الارتفاع
                    589 متر
                    آثار الرجاجيل عبارة عن أعمدة حجرية يتراوح ارتفاعها بين 30 سم و 3.5 متر … تبعد 22 كم جنوبي سكاكا … تحتوي على العديد من الكتابات الثمودية وأخرى مجهولة وكذا بعض لأوسمة القبائل … تتجه ناحية المشرق والمغرب … وهي عبارة عن مجموعات من الأعمدة الحجرية التي تعود إلى العصر التشالكوليثي في الألف الرابع قبل الميلاد … و يوجد مثيل لها في بعض مدن أوروبا مثل آثار ستون هنج في قرية أفيبري جنوب إنجلترا والتي تعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد … على أن من الواضح أن التسمية حديثة فهي إحدى صيغ جمع كلمة رجل في اللهجة المحلية فهي تبدو من بعيد كرجال واقفين …
                    يوجد خمسون مجموعة من الأعمدة الحجرية المنتصبة في دائرة كبيرة غير منتظمة يبلغ نصف قطرها أربعمائة متر تقريباً … ويقول بعض المؤرخين أنها ربما تعود لمعبد أو قصر قديم … إلا أنه لم يتم القيام بحفريات تكشف أسرار الموقع الذي يعود للألف الرابع قبل الميلاد ! … يحتوي الموقع مجموعة من الأعمدة الحجرية المنتصبة والكثير من الأعمدة محطم وملقى على الأرض … وتتوزع المجموعات في تلك الدائرة الكبيرة التي تشرف على سهل رملي واسع وتضم كل مجموعة من عمودين إلى عشرة أعمدة … ويذكر عالم الآثار د.عبد الرحمن الأنصاري أن الافتراضات الأثرية تعتقد بأن الموقع يعود إلى الألف الرابع قبل الميلاد … والموقع بحاجة إلى إجراء تنقيبات مختلفة للوقوف على أسراره وغوامضه …ويشير الأنصاري إلى أن هذا الشكل الحجري قد يكون مرتبطاً بطقوس عقائدية في أغلب الظن … أو هو بمثابة أحد الأشكال الاستدلالية بعلم النجوم والفلك … وهناك من يقول أن هذه الأعمدة ما هي إلا شواهد على قبور علية القوم من الشعوب القديمة التي سكنت منطقة الجوف والله أعلم …
                    من آثار الرجاجيل توجهنا نحو سكاكا لنتجول فيها وفي شوراعها وأحيائها الجميلة وتوجهنا نحو معلم مميز فيها وهو :
                    حصن زعبل
                    إحداثي القلعة
                    29.59.553
                    040.12.127
                    الارتفاع
                    572 متر
                    يقوم على مرتفع في الشمال الغربي من سكاكا ويطل عليها … وهناك كثير من الأساطير التي تدور حوله … إلا أن من المعتقدات الحصن قد شيد في القرن السابع قبل الميلاد … وقد أضيفت إليه إنشاءات من اللب تعود إلى القرن الثالث … ولا يمكن الوصول إليه إلا من جهة واحدة … ويدعى هذا الحصن باسم قلعة زعبل .. وقصر زعبل .. وحصن زعبل …
                    زعبل حصن حربي أقيم فوق جبل وهو قديم جداً أعيد بناؤه عدة مرات وآخرها قبل 200 سنة … وهو مبني من الطين وبعض الأحجار وفيه خزان ماء منحوت من الصخر وفي زواياه الأربعة أبراج مخروطية الشكل للمراقبة والاستعمال الحربي … وبجوار القلعة يوجد جبل صغير يسمى : برنس … وقد تعلل تسمية الجبل بهذا الاسم لتطاوله وتدرجه الحاد من أسفل إلى أعلى …
                    يقف حصن زعبل شامخاً فوق جبل … وتبلغ مساحة الحصن المبني من الحجر الرملي والطين نحو 5600 م2 … ويقوم على مرتفع في شمال غرب سكاكا ويطل عليها … ويتألف من سور يحيط به وأربعة أبراج للمراقبة وخزان للمياه … وأضيفت إليه إنشاءات طينية تعود للقرن الثالث … ولا يمكن الوصول إليه إلا من جهة واحدة بواسطة درج حجري وقد رممته وكالة الآثار … كما قامت لجنة تحسين سكاكا بإضافة مظلة حجرية مغطاة بالجريد في أسفل القلعة …
                    لقد عرف الناس اسم القلعة الحديث نسبياً مع عمرها الحقيقي حيث أن زعبل عاش قبل 300 عام فقط كآخر من استخدم القلعة بينما عمرها الحقيقي يتجاوز الـ 5500 سنة ولقد أثبتت الحفريات التي عملت أثناء ترميمها الأخير هذا الشيء … فالقلعة بنيت على أنقاض قلعة سيسرا …
                    وقفت القلعة حامية للمدينة ردحاً من الزمن بسبب قوة تحصيناتها وصعوبة الوصول إليها … ويتداول الأهالي قصصاً أسطورية عن هذه القلعة ووقوفها صامدة في وجه الغزاة الذين أرادوا هدمها لأهميتها الإستراتيجية …
                    يمثل حصن زعبل المرتبة الثانية من حيث الأهمية الحربية بعد قلعة مارد و قد وصفته الرحالة ( آن بلانت ) فقالت : و سكاكا كالجوف ذات قلعة قديمة تجثم على مرتفع يبلغ طوله حوالي 100 قدم و تسيطر على المدينة ….
                    يوجد في القلعة العديد من الحفر المحفورة في الصخر و التي تقوم بحفظ المياه لمدة طويلة وبعضها يكون بالقرب من أبراج المراقبة وقد تستخدم لأغراض أخرى …
                    فتحات ومنافذ أبراج المراقبة صغيرة و قليلة الارتفاع و لا نعلم هل هي هكذا في الأصل أم بعد الترميم جعلت بهذا الشكل ! …
                    الحصن كما أسلفنا يطل على المدينة بكاملها … المدينة التي تشتهر بوفرة أشجار النخيل في جميع النواحي منها ولا يكاد منزل يخلو منها …
                    صورة أخيرة من أعلى الحصن ويظهر موقع الحصن بالنسبة للمدينة .. والمدينة بامتدادها وأشجارها الباسقة القديمة وبيوتاتها المتناثرة بغير نسق …
                    في الطرف الشمالي من مدينة سكاكا بالقرب من حصن زعبل يقع معلم آخر فريد يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالحصن فهو لا يبعد عنه أكثر من 200 متر ألا وهو :
                    بئر سيسرا
                    الإحداثي
                    29.59.553
                    040.11.882
                    الارتفاع
                    585 متر
                    بئر سيسرا عبارة عن بئر محفورة في الصخر الجيري … تعود تسميتها للقائد العسكري الكنعاني سيسرا والذي حارب اليهود في فلسطين وكان قائداً لجيش الكنعانيين ويرد ذكر اسمه في النصوص التوراتية والنصرانية على أنه عدو لليهود … شكلها بيضاوي وقطرها 8 × 9 م وعمقها نحو 15م ونحتت على جوانبها الداخلية درجات تصل إلى قاعها … وتوجد قناة محفورة في الصخر في داخلها كانت تستخدم لنقل المياه إلى المزارع … وهذا النوع من أنظمة الري كان معروفاً خلال الفترة النبطية (القرن الميلادي الأول) … وقد رمم الموقع وأحيط البئر بجذوع للحماية ورصفت المنطقة المحيطة به بالحجارة وهناك طريق معبد يصل إلى الموقع … سيسرا ليست مجرد بئر بل مشروع زراعي متطور حيث يمتد من وسط البئر نفق إلى خارج المنحدر أسفل منطقة البئر ليصب بساقية يمتد طولها إلى 4 كم تسقى عن يمينها ويسارها مزارع البلدة القديمة … ومثل هذا المشروع والبئر بحد ذاته بذاك الزمان بالتأكيد يحتاج لوجود حصن وحاميه بالقرب منه كذلك العكس كل حصن أو قلعة تحتاج إلى بئر بوسطها أو بالقرب منها ولا يصلها الأعداء … وحصن زعبل شيد على أنقاض قلعة سيسرا … هذه صورة أخيرة و قديمة للبئر قبل الترميم ويظهر الدرج الذي ينزل إلى أسفلها …

                    تعليق


                    • #25
                      اثار قصر قدير تقع غرب بلدة قارا ويقع بجوارها ممر بين مرتفعين ويطلق محلياً سوق العصر وفي هذا الموقع بقايا أطلال قلعة مبنية من الحجر الرملي والطين تتألف من غرفة وبرج للمراقبة، و يعود تاريخ بنائها إلى عام 518هـ، بجوارها صخور كبيرة متناثرة عليها نقوش ثمودية قديمة وبعض رسوم الحيوانات، وبعض مشاهد الصيد، والموقع محاط بسور للمحافظة عليه.

                      تعليق


                      • #26
                        شوق كبير .. و عظيم تقدير .. و جمال وتميز فريدين .. هي ما يدفعني لكتابة هذا الموضوع عن بلد عشت بين أهل وأحباب فيه بدون عرف سالف .. قبل أن يكون بين أكناف بلد نعت ببلد التاريخ والآثار .. عشت فيه قرابة العام فلم أجد سوى الجمال .. جمال المكان والمحتوى .. وجمال الترحيب والتقدير من قبل أهله الكرام …فحي هلاً بكم في :دومة الجندلالإحداثي
                        29.48.721
                        039.51.935
                        الارتفاع
                        632 متر
                        مقدمة ( استعراض تاريخي ) :دومة الجندل أو الجوف قديماً كانت القاعدة الإدارية للمنطقة ليس فقط في عهد الدولة السعودية الثالثة بل حتى قبل زمن بعيد موغل في القدم وقبل 2700 سنة … و لكن مقر الإمارة انتقل إلى مدينة سكاكا سنة 1351 هـ وأطلق على المنطقة عامة منطقة الجوف …
                        و لوجود مواقع كثيرة تسمى دومة إلا أن هذه المدينة و التي نحن بصددها هي دومة الجندل … و سميت بالجندل نسبة إلى صخورها الشديدة الصلابة فقد عرف الجندل بالقوة و شدة الصلابة .. و لتميز هذه المدينة بهذا النوع من صخورها فقد أصبح اسمها دومة الجندل تمييزا لها عن غيرها …

                        على أن هناك من يرجع سبب تسميتها نسبة لأحد حكامها القدامى حين اشتهر بأنه قتال سفاح طغت شهرته لجندلته الكثير من الخصوم … و لك هذا التعليم لا يصمد أمام التعليل الأول لوجود الشواهد و الثوابت المادية المؤيدة له …

                        أما ما يتعلق بلفظ دومة فقد عرفا الأشوريون باسم ( أدوماتو ) و عرفها العبرانيون باسم ( دومة ) … و قد ورد في عدد من المؤلفات الرومانية باسم ( دومانا ) … و يرجع بعض المؤرخين أن تسمية دومة الجندل إنما جاءت نسبة إلى احد أبناء إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام و الذي قيل أن اسمه ( دومان ) أو ( دوماء ) أو ( دما ) …
                        وذكر الحموي في معجم البلدان أنها سميت بذلك نسبة إلى حصن بناه دوماء بن إسماعيل .. أما الجندل: فهي الحجارة ومفرده: جندلة … وعلى هذا يكون معناه: الحصن الذي بناه دوماء في منطقة مليئة بالحجارة … وكان يُضرب المثل بمناعة حصن دومة وشدته …تقع محافظة دومة الجندل جنوب غرب مدينة سكاكا حيث تقع على صخور تنتمي إلى الدرع العربي وهي من أهم المناطق الجيولوجية بالمملكة … وتبعد عن مدينة سكاكا عاصمة منطقة الجوف 50 كيلومتر تقريباً …وهي من أهم المواقع التاريخية والأثرية والحضارية في المملكة حيث تحتضن قلعة مارد الشهيرة ومسجد عمر بن الخطاب وحي الدرع وغيرها ( يأتي بيانها في ثنايا الموضوع ) كما تشتهر بوفرة مياهها العذبة …وكانت دومة الجندل عاصمة لعدد من الملكات العربيات مثل (تلخونو) و (تبؤه) أو (تاربو) … وأشير إلى الملكات الأخريات بالاسم مثل (زبيبة) و(سمسي) و(اياتي) وقد أشير إلى هؤلاء الملكات بعبارات عامة كملكات عربيات دون تسمية عاصمتهن …كان للعرب في الجاهلية أسواق في أنحاء مختلفة من شبه الجزيرة العربية يتجمعون فيها في مواسم معينة ويتبادلون البيع والشراء … وقد عدت دومة الجندل من أقدم أسواق العرب وأهمها نتيجة لموقعها الجغرافي وتواجد عدد من القبائل العربية في المناطق المجاورة لها …ففي الجاهلية (من القرن الخامس الميلادي وما قبله) كان من عادة القبائل أن تتجمع في دومة الجندل في أول يوم من ربيع الأول وحتى آخره لأغراض البيع والشراء … وكان البيع في هذا السوق بيع الحصاة ( وهو نوع من أنواع المقامرة أبطله الإسلام ) كما ورد أن الاكيدر صاحب دومة الجندل كان يرعى الناس ويقوم بأمرهم أول يوم فتقوم سوقهم إلى نصف الشهر … فتقوم سوقهم إلى آخر الشهر …وقد ذكر أن سوق دومة الجندل كانت بين الاكيدر العبادي من السكون وبين قنافة الكلبي … وكانت غلبة الملكين أن يتحاجيا فأيهما غلب صاحبه بما يلقى عليه تركه والسوق يفعل بها ما يشاء ولا يبيع فيها أحد من الشام ولا من العراق إلا بإذنه … ولم يشتر ولم يبع حتى يبيع الملك كل شيء يريد بيعه …كان سوق دومة الجندل من الأسواق الكبرى للعرب إذ كان يشترك فيها الكثير من قبائلهم وخاصة كلب وغسان وطي … وقد كان المتولون لأمر السوق يأخذون عشور التجار ولهم جباه يجوبون السوق ليأخذوا عشر ما يباع …ويجب أن ننظر إلى سوق دومة الجندل من حيث أهميته التجارية فدومة الجندل تقع على الطرق الممتدة من وسط وشرق الجزيرة إلى سورية وجنوب فلسطين حيث كانت غزة ميناء رئيسياً حيث يشتري منه التجار منتجات المناطق الواقعة على البحر المتوسط …ويرى بعض المؤرخين أن أسواق العرب تلك – سواء سوق دومة الجندل أو غيرها – إنما كانت بالأصل مواقع مقدسة بها أصنام تعبدها القبائل وتأتي للتقرب إليها في مواسم معينة هي مواسم حجها فتتحول تلك المواسم إلى أسواق للبيع والشراء .. وقد ذكر أن بني وبره كانوا يفدون إلى دومة الجندل للتقرب إلى صنم ( ود ) المذكور في القرآن الكريم والموجود فيها …بعد ظهور الإسلام وإرساء قواعد الدولة الإسلامية في المدينة المنورة في السنة الأولى للهجرة سعى المسلمون لنشر الدعوة في كل الاتجاهات بقدر ما تسعفهم به إمكاناتهم …وفي حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وبعد مماته اتجه الموفدون إلى مختلف أرجاء الجزيرة العربية لنشر الدعوة … وتم تنظيم الغزوات من أجل هذا الهدف العظيم ومن الغزوات التي خرجت من المدينة المنورة كانت الغزوة الأولى لدومة الجندل والتي يقال أن الرسول صلى الله عليه وسلم قادها بنفسه وكان ذلك في السنة الخامسة للهجرة(626م) …ابتدأت الغزوة الأولى لدومة الجندل في 25 من شهر ربيع الأول 5 هـ وعادت إلى المدينة في 19 من شهر ربيع الثاني كما ذكر الواقدي … وقد كان مع الرسول صلى الله عليه وسلم ألف رجل ودليل من بني عذرة اسمه مدكور … فلما وصل المسلمون إلى دومة الجندل وجدوها خالية لأن سكانها فروا بعد سماعهم بتقدم المسلمين وخلفوا وراءهم ماشيتهم وأمتعتهم التي غنمها المسلمون وعندما أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم رجالا للبحث عن الفارين من الأهالي لم يجدوا إلا واحداً أقنعوه بالرجوع معهم واعتنق الرجل الإسلام على يد الرسول صلى الله عليه وسلم …ويظهر من الأسباب التي أدت بالرسول صلى الله عليه وسلم إلى القيام بغزوته هذه إلى دومة الجندل قيام جنود الاكيدر بالاعتداءات المتكررة على قوافل التجار المتجهة من المدينة إلى الشام ونهبهم لبضائعهم ومؤنهم …الغزوة الثانية: كانت في شهر شعبان 6 هـ (يناير – فبراير 628م ) وعن سبب هذه الغزوة أن شر أهل دومة الجندل لم ينقطع عن تجار المدينة فأرسل الرسول صلى الله عليه وسلم إليهم سرية عليها عبد الرحمن بن عوف وأوصاه حين دفع إليه اللواء بقوله : ( خذه يا ابن عوف فاغزوا جميعاً في سبيل الله فقاتلوا من كفر بالله ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا فهذا عهد الله وسيرة نبيه فيكم ) …ولما بلغ عبد الرحمن بن عوف دومة الجندل دعا أهلها إلى الإسلام فأسلم الأصبغ بن عمرو الكلبي – من كبار كلب – وأسلم معه ناس كثيرون من دومة الجندل …الغزوة الثالثة: رغم حصول الغزوتين الأولى والثانية لدومة الجندل إلا أن الإسلام يبدو أنه لم يستتب فيها وهذا ما كان سببا للقيام بالغزوة الثالثة في السنة التاسعة للهجرة(630م) ويبدو أن الاكيدر حاكم دومة الجندل وعامل الإمبراطور البيزنطي (هرقل) واصل تعرضه للقوافل التجارية القادمة من المدينة المنورة بسبب إعراض التجار عن التوقف في مدينته … وقد قام الرسول صلى الله عليه وسلم بإرسال خالد بن الوليد على رأس غزوة إلى دومة الجندل في السنة التاسعة للهجرة يرافقه أربعمائة وعشرون فارساً … ويختلف المؤرخون فيما حققته هذه الغزوة ولهم في نتائجها أقوال كثيرة فمنهم من يقول أن خالداً أخضع دومة الجندل بالقوة وأخذ ملكها أسيراً إلى المدينة المنورة حيث أعلن الاكيدر إسلامه أمام الرسول صلى الله عليه وسلم بينما هناك الكثير من الروايات التي تذكر أن الاكيدر قد دفع الجزية مما يعني أنه لم يسلم …وإذا ما افترضنا أن الاكيدر قد أعلن إسلامه فان من الثابت أنه قد ارتد عن الإسلام بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وهنا يختلف المؤرخون في مصيره بعد ذلك فمنهم من يقول أن الخليفة عمر بن الخطاب أجلاه من دومة الجندل إلى الحيرة فنزل في موضع فيها قرب عين تمر و بنى فيها منازل وسماها دومة وقيل دوماء …آثار ما زالت شاهدة على تاريخ عريققلعة مارد ( قصر الاكيدر )إحداثي القلعة
                        29.48.710
                        039.52.030
                        تقع على تل مرتفع في دومة الجندل وتشرف على المدينة وتمثل حصناً منيعاً أمام الأعداء وهي شبه دائرية الشكل لها أبراج مخروطية الشكل بنيت في أربع جهات منها … وأقدم ذكر لها يعود إلى حوالي القرن الثالث الميلادي عندما غزت ملكة تدمر زنوبيا دومة الجندل وفيها قالت : ( تمرد مارد وعز الأبلق ) والمارد في اللغة صفة لكل شيء تمرد ويستعصي … يرجع تاريخ مدينة دومة الجندل وقلعة مارد إلى أكثر من ألفي عام عندما ورد ذكرها في مدونات من العصر الأشوري خصوصاً أن هناك نصوصاً مكتوبة ومفصلة تتحدث عن الجوف وتعود إلى القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد وتحدثت تلك النصوص عن مدينة دومة الجندل بوصفها عاصمة لعدد من الملكات العربية كما أسلفنا …قلعة مارد تحتوي على مبان من مراحل متعددة بعضها محكمة البناء تعود إلى عهود حضارية مزدهرة وهي الأقدم وبعضها مضاف مكان قديم متهالك مختلف في مستوى إتقان البناء يمكن أن ينسب إلى فترة متوسطة بعد ظهور الإسلام وبعض المباني رديء الأسلوب في البناء ومبني بمواد طينية ينسب إلى فترة متأخرة يعتقد أنها تعود إلى ما يقارب الثمانين سنة … تتكون القلعة من حجرات وسور أرضي والقلعة المرتفعة …مسجد عمر بن الخطابيقع في وسط مدينة دومة الجندل القديمة ملاصقاً لحي الدرع من الجهة الجنوبية ويعد من المساجد الأثرية المهمة – إن لم يكن أهمها – على مستوى المملكة ويتبع أهمية المسجد من تخطيطه حيث يمثل استمرارية لنمط تخطيط المساجد الأولى … ويذكر بتخطيط مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة في مراحله الأولى وكذلك تبرز أهمية هذا المسجد إلى كونه من أقدم المساجد الأثرية التي لم يتبدل تخطيطها …تقع مئذنة المسجد الشهيرة ( التي تعتبر أقدم مئذنة في جزيرة العرب ) في الركن الجنوبي الغربي وتنحرف عن مستوى جدار القبلة وقاعدة المئذنة مربعة الشكل طول ضلعها 3م وجدرانها الحجرية تضيق إلى الداخل كلما ارتفعا إلى الأعلى حتى تنتهي بقعة شبه مخروطية … يبلغ ارتفاعها الحالي 12.7م وقد استخدم الحجر في بناء المسجد والمئذنة كما هو الحال في القلعة ( مارد ) والحي المجاور ( حي الدرع ) …وقد بني المسجد من الحجر … ورمم أكثر من مرة … وتوجد حوله مدينة دومة الجندل القديمة (وهي مهجورة) … أعيد ترميم بناء المسجد مؤخراً كما هو الظاهر إلا أن المئذنة بقيت محافظة على شكلها منذ أن بنيت قديماً …ينسب المسجد إلى الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه … ويقال أنه بناه سنة 17 هـ أثناء توجهه إلى بيت المقدس … إلا أن أحد كبار الباحثين السعوديين يرى أن نسبة المسجد إلى الخليفة الثاني غير مؤيد بدليل … ومهما يكن من الأمر فإن الناس قد تعارفوا على إطلاق اسم عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – على المسجد …حي الدرع الأثرييحيط بالمسجد والقلعة الحي القديم للمحافظة والمسمى بحي الدرع الأثري … يحوي الحي الكثير من الأبنية الحجرية الآيلة للسقوط …سبق وتكلمت عن القلعة والمسجد والحي في موضوع سابق ..ولمن يزيد الاستزادة يرجى الرجوع إليه ( (قلعة مارد ، مسجد عمر ، حي الدرع ) هـــنا)سور دومة الجندلبدايات السور من جهة الجبل وأثره في خط أسود …سور دومة الجندل الذي يقع في الجهة الشمالية الغربية من دومة الجندل وهو مبني من حجر الجندل كشف عن جزء منه في عام 1986م من قبل وكالة الآثار والمتاحف آنذاك ويعتقد بأنه كان يحيط بالمدينة قديماً مشيرين بأهمية تتبع السور والكشف عنه كاملاً حيث تؤكد المصادر التاريخية بإحاطته بمدينة دومة الجندل كنوع من الحماية الحربية آنذاك …الجزء المكتشف منه ليس بالكبير وإنما الواقع في بطن الوادي من جهة مزارع حسياء …يحيط سور دومة الجندل بالمدينة القديمة وقد بني من حجارة الجندل الصلبة … ويبلغ سمكه متراً واحداً وارتفاعه يصل إلى خمسة أمتار … وهو أحد المواقع التي تتطلب سرعة إعادة بنائه من جديد والتدخل كمعالجة أثرية …صورة تبين سمك السور من أعلى … والبناء الطيني من داخل السور الذي قد يكون للدرجات أو السلالم التي تصعد لأعلى السور …الباحث في الآثار والكتابات النبطية الموجودة في الجزيرة العربية الدكتور خليل المعيقل قال : إن فترة بناء سور دومة الجندل تشير إلى الفترة ما قبل النبطية … مشيرا إلى أن فترة بنائه لا بد أن تكون في وجود سلطة محلية قوية وموارد مالية ضخمة …يظهر هنا جودة بناءه وصلابته والتي حافظة على هذا الجزء منه كل هذه السنوات رغم عوامل التعرية و وقوعه في بطن وادي ….صورة أخيرة للسد الذي كان يحمي البلدة وهو الآن يحتاج للحماية ! …العــيــون – القنوات المائية ( الكظائم أو سراديب الماء )هنا مقولة قديمة تقول : « إن في الجوف ألف بئر وألف راكية وألف عين جارية »الآبار المقدرة لدى الجهات الرسمية الموجودة حالياً في دومة الجندل بـ670 بئراً تعود إلى مئات السنين … والتي اندثر أكثرها أو تهالك و انطمر بسبب إهماله أو وجود البديل عنه …
                        ما زالت الحوط ( جمع حوطة وهي المزارع الصغيرة كما يسميها أهل البلد ) تحيط بدومة الجندل من أغلب الجهات … و يوجد فيها أشجار النخيل وأشهرها الحلوة و كذا أشجار العنب والموالح وغيرها وإن كان الكثير منها أهمل وترك عرضة للتخريب والكساد … إلا أن جزء من أهل البلد ما زال يحتفظ بحوطته ويعيرها اهتمامه وعنايته … وكذلك المزارع الأكبر مساحة التي تلاقي اهتماماً أكبر من قبل ملاكه والتي تبعد مسافة أكبر عن البلد مثل مزارع أجربه ومزارع حسياء …من مزارع حسياء تبدأ قنوات مائية شقت تحت الأرض ومن آبار قديمة خارجة السور مثل بئر الجديلية وتمتد لكيلوات حتى قلعة مارد وأسفل دومة الجندل القديمة عامة …لعل من أعظم الانجازات التقنية للبشر في المناطق المدارية الجافة هو اختراع نظام الري بالكظائم كما تسمى سراديب الماء أو القنوات المائية تحت الأرض … فبفضل هذا النظام الذكي نشأت مستوطنات وعاشت أمم وزراعة في أراض ليس بها ما يكفي من الأمطار أو الأنهار …


                        النظام ببساطة هو قناة تحفر من مكان مرتفع نسبياً تتوفر به مياه جوفية أو عين ثم ينقل الماء تحت الأرض إلى مسافات طويلة عبر نفق طويل … وتتخلل هذا النفق بئر عمودية كل عدة أمتار … ( لم أتكمن من تصوير القنوات لاختفاء أكثرها وما ظهر فهو في أراض مملوكة أو يصعب الوصول لها )

                        من العيون التي مازلت آثارها موجودة في دومة الجندل : عين خذما – المصيرعية – الجنوب – الرحيبيين – عين الغرب – السعيدان – عين العباس – عين اللافي … وغيرها …

                        تقنية القنوات المائية في هذا النظام طريقته بأن ينسل الماء بفعل الجاذبية انسلالاً بسيطا إلى أن يصل إلى (مظهر) القناة حيث المستوطنة والأرض الخصبة ليسقيها …



                        ويكاد يتفق الباحثون أن هذه التقنية بدأت في بلاد فارس ولكن هناك اختلاف حول زمن اختراعه ويرجح البعض أنه نشأ حوالي 3000 سنة قبل الميلاد ومن فارس انتشرت إلى باقي المناطق خاصة في الشرق الأوسط لكنها وصلت إلى بلاد تركستان شرقاً وبلاد المغرب والأندلس غرباً ومنها إلى المكسيك …

                        ولا زالت هذه التقنية تتركز في إيران بل إن كثيراً من مدن إيران ومنها طهران كانت تعتمد في مياهها وزراعتها على الكظائم التي تأتي من مسافات بعيدة وصلت في بعضها إلى 25كم … وقد انتشرت القنوات الأرضية في جزيرة العرب منذ عصور قديمة خاصة في المناطق المتحضرة التي تحتك بفارس كالبحرين والقطيف وعمان وتسمى في عمان بالأفلاج …. كذلك توجد في اليمن .. وهذا ليس بمستغرب إذا عرفنا أن الدولة الساسانية كان لها نفوذ قوي في شرق الجزيرة العربية وفي البمن … ويبدو أن أهل الحجاز كانوا يعرفون الكظائم فقد روي أثر عن عبد الله بن عمرو يقول : ( فإذا رأيت مكة قد بعجت كظائم ورأيت البناء يعلو رؤوس الجبال فاعلم أن الأمر قد أظلك ) قال أَبو إسحق: هي الكَظيمة والكِظامة معناه أي حُفِرت قنوات …


                        أيضاً من المهم أن نشير إلى أن تقنية القنوات الأرضية عرفت في الشام أيضاً وقد زاد عددها وانتشرت أيام الدولة الأموية … والقنوات في السعودية توجد في دومة الجندل كما ذكرنا ( وتحتاج لبحث واكتشاف ) وكذا في الأفلاج ويبرين والخرج والأسياح …



                        تعليق


                        • #27
                          شوق كبير .. و عظيم تقدير .. و جمال وتميز فريدين .. هي ما يدفعني لكتابة هذا الموضوع عن بلد عشت بين أهل وأحباب فيه بدون عرف سالف .. قبل أن يكون بين أكناف بلد نعت ببلد التاريخ والآثار .. عشت فيه قرابة العام فلم أجد سوى الجمال .. جمال المكان والمحتوى .. وجمال الترحيب والتقدير من قبل أهله الكرام …فحي هلاً بكم في :دومة الجندلالإحداثي
                          29.48.721
                          039.51.935
                          الارتفاع
                          632 متر
                          مقدمة ( استعراض تاريخي ) :دومة الجندل أو الجوف قديماً كانت القاعدة الإدارية للمنطقة ليس فقط في عهد الدولة السعودية الثالثة بل حتى قبل زمن بعيد موغل في القدم وقبل 2700 سنة … و لكن مقر الإمارة انتقل إلى مدينة سكاكا سنة 1351 هـ وأطلق على المنطقة عامة منطقة الجوف …
                          و لوجود مواقع كثيرة تسمى دومة إلا أن هذه المدينة و التي نحن بصددها هي دومة الجندل … و سميت بالجندل نسبة إلى صخورها الشديدة الصلابة فقد عرف الجندل بالقوة و شدة الصلابة .. و لتميز هذه المدينة بهذا النوع من صخورها فقد أصبح اسمها دومة الجندل تمييزا لها عن غيرها …

                          على أن هناك من يرجع سبب تسميتها نسبة لأحد حكامها القدامى حين اشتهر بأنه قتال سفاح طغت شهرته لجندلته الكثير من الخصوم … و لك هذا التعليم لا يصمد أمام التعليل الأول لوجود الشواهد و الثوابت المادية المؤيدة له …

                          أما ما يتعلق بلفظ دومة فقد عرفا الأشوريون باسم ( أدوماتو ) و عرفها العبرانيون باسم ( دومة ) … و قد ورد في عدد من المؤلفات الرومانية باسم ( دومانا ) … و يرجع بعض المؤرخين أن تسمية دومة الجندل إنما جاءت نسبة إلى احد أبناء إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام و الذي قيل أن اسمه ( دومان ) أو ( دوماء ) أو ( دما ) …
                          وذكر الحموي في معجم البلدان أنها سميت بذلك نسبة إلى حصن بناه دوماء بن إسماعيل .. أما الجندل: فهي الحجارة ومفرده: جندلة … وعلى هذا يكون معناه: الحصن الذي بناه دوماء في منطقة مليئة بالحجارة … وكان يُضرب المثل بمناعة حصن دومة وشدته …تقع محافظة دومة الجندل جنوب غرب مدينة سكاكا حيث تقع على صخور تنتمي إلى الدرع العربي وهي من أهم المناطق الجيولوجية بالمملكة … وتبعد عن مدينة سكاكا عاصمة منطقة الجوف 50 كيلومتر تقريباً …وهي من أهم المواقع التاريخية والأثرية والحضارية في المملكة حيث تحتضن قلعة مارد الشهيرة ومسجد عمر بن الخطاب وحي الدرع وغيرها ( يأتي بيانها في ثنايا الموضوع ) كما تشتهر بوفرة مياهها العذبة …وكانت دومة الجندل عاصمة لعدد من الملكات العربيات مثل (تلخونو) و (تبؤه) أو (تاربو) … وأشير إلى الملكات الأخريات بالاسم مثل (زبيبة) و(سمسي) و(اياتي) وقد أشير إلى هؤلاء الملكات بعبارات عامة كملكات عربيات دون تسمية عاصمتهن …كان للعرب في الجاهلية أسواق في أنحاء مختلفة من شبه الجزيرة العربية يتجمعون فيها في مواسم معينة ويتبادلون البيع والشراء … وقد عدت دومة الجندل من أقدم أسواق العرب وأهمها نتيجة لموقعها الجغرافي وتواجد عدد من القبائل العربية في المناطق المجاورة لها …ففي الجاهلية (من القرن الخامس الميلادي وما قبله) كان من عادة القبائل أن تتجمع في دومة الجندل في أول يوم من ربيع الأول وحتى آخره لأغراض البيع والشراء … وكان البيع في هذا السوق بيع الحصاة ( وهو نوع من أنواع المقامرة أبطله الإسلام ) كما ورد أن الاكيدر صاحب دومة الجندل كان يرعى الناس ويقوم بأمرهم أول يوم فتقوم سوقهم إلى نصف الشهر … فتقوم سوقهم إلى آخر الشهر …وقد ذكر أن سوق دومة الجندل كانت بين الاكيدر العبادي من السكون وبين قنافة الكلبي … وكانت غلبة الملكين أن يتحاجيا فأيهما غلب صاحبه بما يلقى عليه تركه والسوق يفعل بها ما يشاء ولا يبيع فيها أحد من الشام ولا من العراق إلا بإذنه … ولم يشتر ولم يبع حتى يبيع الملك كل شيء يريد بيعه …كان سوق دومة الجندل من الأسواق الكبرى للعرب إذ كان يشترك فيها الكثير من قبائلهم وخاصة كلب وغسان وطي … وقد كان المتولون لأمر السوق يأخذون عشور التجار ولهم جباه يجوبون السوق ليأخذوا عشر ما يباع …ويجب أن ننظر إلى سوق دومة الجندل من حيث أهميته التجارية فدومة الجندل تقع على الطرق الممتدة من وسط وشرق الجزيرة إلى سورية وجنوب فلسطين حيث كانت غزة ميناء رئيسياً حيث يشتري منه التجار منتجات المناطق الواقعة على البحر المتوسط …ويرى بعض المؤرخين أن أسواق العرب تلك – سواء سوق دومة الجندل أو غيرها – إنما كانت بالأصل مواقع مقدسة بها أصنام تعبدها القبائل وتأتي للتقرب إليها في مواسم معينة هي مواسم حجها فتتحول تلك المواسم إلى أسواق للبيع والشراء .. وقد ذكر أن بني وبره كانوا يفدون إلى دومة الجندل للتقرب إلى صنم ( ود ) المذكور في القرآن الكريم والموجود فيها …بعد ظهور الإسلام وإرساء قواعد الدولة الإسلامية في المدينة المنورة في السنة الأولى للهجرة سعى المسلمون لنشر الدعوة في كل الاتجاهات بقدر ما تسعفهم به إمكاناتهم …وفي حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وبعد مماته اتجه الموفدون إلى مختلف أرجاء الجزيرة العربية لنشر الدعوة … وتم تنظيم الغزوات من أجل هذا الهدف العظيم ومن الغزوات التي خرجت من المدينة المنورة كانت الغزوة الأولى لدومة الجندل والتي يقال أن الرسول صلى الله عليه وسلم قادها بنفسه وكان ذلك في السنة الخامسة للهجرة(626م) …ابتدأت الغزوة الأولى لدومة الجندل في 25 من شهر ربيع الأول 5 هـ وعادت إلى المدينة في 19 من شهر ربيع الثاني كما ذكر الواقدي … وقد كان مع الرسول صلى الله عليه وسلم ألف رجل ودليل من بني عذرة اسمه مدكور … فلما وصل المسلمون إلى دومة الجندل وجدوها خالية لأن سكانها فروا بعد سماعهم بتقدم المسلمين وخلفوا وراءهم ماشيتهم وأمتعتهم التي غنمها المسلمون وعندما أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم رجالا للبحث عن الفارين من الأهالي لم يجدوا إلا واحداً أقنعوه بالرجوع معهم واعتنق الرجل الإسلام على يد الرسول صلى الله عليه وسلم …ويظهر من الأسباب التي أدت بالرسول صلى الله عليه وسلم إلى القيام بغزوته هذه إلى دومة الجندل قيام جنود الاكيدر بالاعتداءات المتكررة على قوافل التجار المتجهة من المدينة إلى الشام ونهبهم لبضائعهم ومؤنهم …الغزوة الثانية: كانت في شهر شعبان 6 هـ (يناير – فبراير 628م ) وعن سبب هذه الغزوة أن شر أهل دومة الجندل لم ينقطع عن تجار المدينة فأرسل الرسول صلى الله عليه وسلم إليهم سرية عليها عبد الرحمن بن عوف وأوصاه حين دفع إليه اللواء بقوله : ( خذه يا ابن عوف فاغزوا جميعاً في سبيل الله فقاتلوا من كفر بالله ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا فهذا عهد الله وسيرة نبيه فيكم ) …ولما بلغ عبد الرحمن بن عوف دومة الجندل دعا أهلها إلى الإسلام فأسلم الأصبغ بن عمرو الكلبي – من كبار كلب – وأسلم معه ناس كثيرون من دومة الجندل …الغزوة الثالثة: رغم حصول الغزوتين الأولى والثانية لدومة الجندل إلا أن الإسلام يبدو أنه لم يستتب فيها وهذا ما كان سببا للقيام بالغزوة الثالثة في السنة التاسعة للهجرة(630م) ويبدو أن الاكيدر حاكم دومة الجندل وعامل الإمبراطور البيزنطي (هرقل) واصل تعرضه للقوافل التجارية القادمة من المدينة المنورة بسبب إعراض التجار عن التوقف في مدينته … وقد قام الرسول صلى الله عليه وسلم بإرسال خالد بن الوليد على رأس غزوة إلى دومة الجندل في السنة التاسعة للهجرة يرافقه أربعمائة وعشرون فارساً … ويختلف المؤرخون فيما حققته هذه الغزوة ولهم في نتائجها أقوال كثيرة فمنهم من يقول أن خالداً أخضع دومة الجندل بالقوة وأخذ ملكها أسيراً إلى المدينة المنورة حيث أعلن الاكيدر إسلامه أمام الرسول صلى الله عليه وسلم بينما هناك الكثير من الروايات التي تذكر أن الاكيدر قد دفع الجزية مما يعني أنه لم يسلم …وإذا ما افترضنا أن الاكيدر قد أعلن إسلامه فان من الثابت أنه قد ارتد عن الإسلام بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وهنا يختلف المؤرخون في مصيره بعد ذلك فمنهم من يقول أن الخليفة عمر بن الخطاب أجلاه من دومة الجندل إلى الحيرة فنزل في موضع فيها قرب عين تمر و بنى فيها منازل وسماها دومة وقيل دوماء …آثار ما زالت شاهدة على تاريخ عريققلعة مارد ( قصر الاكيدر )إحداثي القلعة
                          29.48.710
                          039.52.030
                          تقع على تل مرتفع في دومة الجندل وتشرف على المدينة وتمثل حصناً منيعاً أمام الأعداء وهي شبه دائرية الشكل لها أبراج مخروطية الشكل بنيت في أربع جهات منها … وأقدم ذكر لها يعود إلى حوالي القرن الثالث الميلادي عندما غزت ملكة تدمر زنوبيا دومة الجندل وفيها قالت : ( تمرد مارد وعز الأبلق ) والمارد في اللغة صفة لكل شيء تمرد ويستعصي … يرجع تاريخ مدينة دومة الجندل وقلعة مارد إلى أكثر من ألفي عام عندما ورد ذكرها في مدونات من العصر الأشوري خصوصاً أن هناك نصوصاً مكتوبة ومفصلة تتحدث عن الجوف وتعود إلى القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد وتحدثت تلك النصوص عن مدينة دومة الجندل بوصفها عاصمة لعدد من الملكات العربية كما أسلفنا …قلعة مارد تحتوي على مبان من مراحل متعددة بعضها محكمة البناء تعود إلى عهود حضارية مزدهرة وهي الأقدم وبعضها مضاف مكان قديم متهالك مختلف في مستوى إتقان البناء يمكن أن ينسب إلى فترة متوسطة بعد ظهور الإسلام وبعض المباني رديء الأسلوب في البناء ومبني بمواد طينية ينسب إلى فترة متأخرة يعتقد أنها تعود إلى ما يقارب الثمانين سنة … تتكون القلعة من حجرات وسور أرضي والقلعة المرتفعة …مسجد عمر بن الخطابيقع في وسط مدينة دومة الجندل القديمة ملاصقاً لحي الدرع من الجهة الجنوبية ويعد من المساجد الأثرية المهمة – إن لم يكن أهمها – على مستوى المملكة ويتبع أهمية المسجد من تخطيطه حيث يمثل استمرارية لنمط تخطيط المساجد الأولى … ويذكر بتخطيط مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة في مراحله الأولى وكذلك تبرز أهمية هذا المسجد إلى كونه من أقدم المساجد الأثرية التي لم يتبدل تخطيطها …تقع مئذنة المسجد الشهيرة ( التي تعتبر أقدم مئذنة في جزيرة العرب ) في الركن الجنوبي الغربي وتنحرف عن مستوى جدار القبلة وقاعدة المئذنة مربعة الشكل طول ضلعها 3م وجدرانها الحجرية تضيق إلى الداخل كلما ارتفعا إلى الأعلى حتى تنتهي بقعة شبه مخروطية … يبلغ ارتفاعها الحالي 12.7م وقد استخدم الحجر في بناء المسجد والمئذنة كما هو الحال في القلعة ( مارد ) والحي المجاور ( حي الدرع ) …وقد بني المسجد من الحجر … ورمم أكثر من مرة … وتوجد حوله مدينة دومة الجندل القديمة (وهي مهجورة) … أعيد ترميم بناء المسجد مؤخراً كما هو الظاهر إلا أن المئذنة بقيت محافظة على شكلها منذ أن بنيت قديماً …ينسب المسجد إلى الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه … ويقال أنه بناه سنة 17 هـ أثناء توجهه إلى بيت المقدس … إلا أن أحد كبار الباحثين السعوديين يرى أن نسبة المسجد إلى الخليفة الثاني غير مؤيد بدليل … ومهما يكن من الأمر فإن الناس قد تعارفوا على إطلاق اسم عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – على المسجد …حي الدرع الأثرييحيط بالمسجد والقلعة الحي القديم للمحافظة والمسمى بحي الدرع الأثري … يحوي الحي الكثير من الأبنية الحجرية الآيلة للسقوط …سبق وتكلمت عن القلعة والمسجد والحي في موضوع سابق ..ولمن يزيد الاستزادة يرجى الرجوع إليه ( (قلعة مارد ، مسجد عمر ، حي الدرع ) هـــنا)سور دومة الجندلبدايات السور من جهة الجبل وأثره في خط أسود …سور دومة الجندل الذي يقع في الجهة الشمالية الغربية من دومة الجندل وهو مبني من حجر الجندل كشف عن جزء منه في عام 1986م من قبل وكالة الآثار والمتاحف آنذاك ويعتقد بأنه كان يحيط بالمدينة قديماً مشيرين بأهمية تتبع السور والكشف عنه كاملاً حيث تؤكد المصادر التاريخية بإحاطته بمدينة دومة الجندل كنوع من الحماية الحربية آنذاك …الجزء المكتشف منه ليس بالكبير وإنما الواقع في بطن الوادي من جهة مزارع حسياء …يحيط سور دومة الجندل بالمدينة القديمة وقد بني من حجارة الجندل الصلبة … ويبلغ سمكه متراً واحداً وارتفاعه يصل إلى خمسة أمتار … وهو أحد المواقع التي تتطلب سرعة إعادة بنائه من جديد والتدخل كمعالجة أثرية …صورة تبين سمك السور من أعلى … والبناء الطيني من داخل السور الذي قد يكون للدرجات أو السلالم التي تصعد لأعلى السور …الباحث في الآثار والكتابات النبطية الموجودة في الجزيرة العربية الدكتور خليل المعيقل قال : إن فترة بناء سور دومة الجندل تشير إلى الفترة ما قبل النبطية … مشيرا إلى أن فترة بنائه لا بد أن تكون في وجود سلطة محلية قوية وموارد مالية ضخمة …يظهر هنا جودة بناءه وصلابته والتي حافظة على هذا الجزء منه كل هذه السنوات رغم عوامل التعرية و وقوعه في بطن وادي ….صورة أخيرة للسد الذي كان يحمي البلدة وهو الآن يحتاج للحماية ! …العــيــون – القنوات المائية ( الكظائم أو سراديب الماء )هنا مقولة قديمة تقول : « إن في الجوف ألف بئر وألف راكية وألف عين جارية »الآبار المقدرة لدى الجهات الرسمية الموجودة حالياً في دومة الجندل بـ670 بئراً تعود إلى مئات السنين … والتي اندثر أكثرها أو تهالك و انطمر بسبب إهماله أو وجود البديل عنه …
                          ما زالت الحوط ( جمع حوطة وهي المزارع الصغيرة كما يسميها أهل البلد ) تحيط بدومة الجندل من أغلب الجهات … و يوجد فيها أشجار النخيل وأشهرها الحلوة و كذا أشجار العنب والموالح وغيرها وإن كان الكثير منها أهمل وترك عرضة للتخريب والكساد … إلا أن جزء من أهل البلد ما زال يحتفظ بحوطته ويعيرها اهتمامه وعنايته … وكذلك المزارع الأكبر مساحة التي تلاقي اهتماماً أكبر من قبل ملاكه والتي تبعد مسافة أكبر عن البلد مثل مزارع أجربه ومزارع حسياء …من مزارع حسياء تبدأ قنوات مائية شقت تحت الأرض ومن آبار قديمة خارجة السور مثل بئر الجديلية وتمتد لكيلوات حتى قلعة مارد وأسفل دومة الجندل القديمة عامة …لعل من أعظم الانجازات التقنية للبشر في المناطق المدارية الجافة هو اختراع نظام الري بالكظائم كما تسمى سراديب الماء أو القنوات المائية تحت الأرض … فبفضل هذا النظام الذكي نشأت مستوطنات وعاشت أمم وزراعة في أراض ليس بها ما يكفي من الأمطار أو الأنهار …


                          النظام ببساطة هو قناة تحفر من مكان مرتفع نسبياً تتوفر به مياه جوفية أو عين ثم ينقل الماء تحت الأرض إلى مسافات طويلة عبر نفق طويل … وتتخلل هذا النفق بئر عمودية كل عدة أمتار … ( لم أتكمن من تصوير القنوات لاختفاء أكثرها وما ظهر فهو في أراض مملوكة أو يصعب الوصول لها )

                          من العيون التي مازلت آثارها موجودة في دومة الجندل : عين خذما – المصيرعية – الجنوب – الرحيبيين – عين الغرب – السعيدان – عين العباس – عين اللافي … وغيرها …

                          تقنية القنوات المائية في هذا النظام طريقته بأن ينسل الماء بفعل الجاذبية انسلالاً بسيطا إلى أن يصل إلى (مظهر) القناة حيث المستوطنة والأرض الخصبة ليسقيها …



                          ويكاد يتفق الباحثون أن هذه التقنية بدأت في بلاد فارس ولكن هناك اختلاف حول زمن اختراعه ويرجح البعض أنه نشأ حوالي 3000 سنة قبل الميلاد ومن فارس انتشرت إلى باقي المناطق خاصة في الشرق الأوسط لكنها وصلت إلى بلاد تركستان شرقاً وبلاد المغرب والأندلس غرباً ومنها إلى المكسيك …

                          ولا زالت هذه التقنية تتركز في إيران بل إن كثيراً من مدن إيران ومنها طهران كانت تعتمد في مياهها وزراعتها على الكظائم التي تأتي من مسافات بعيدة وصلت في بعضها إلى 25كم … وقد انتشرت القنوات الأرضية في جزيرة العرب منذ عصور قديمة خاصة في المناطق المتحضرة التي تحتك بفارس كالبحرين والقطيف وعمان وتسمى في عمان بالأفلاج …. كذلك توجد في اليمن .. وهذا ليس بمستغرب إذا عرفنا أن الدولة الساسانية كان لها نفوذ قوي في شرق الجزيرة العربية وفي البمن … ويبدو أن أهل الحجاز كانوا يعرفون الكظائم فقد روي أثر عن عبد الله بن عمرو يقول : ( فإذا رأيت مكة قد بعجت كظائم ورأيت البناء يعلو رؤوس الجبال فاعلم أن الأمر قد أظلك ) قال أَبو إسحق: هي الكَظيمة والكِظامة معناه أي حُفِرت قنوات …


                          أيضاً من المهم أن نشير إلى أن تقنية القنوات الأرضية عرفت في الشام أيضاً وقد زاد عددها وانتشرت أيام الدولة الأموية … والقنوات في السعودية توجد في دومة الجندل كما ذكرنا ( وتحتاج لبحث واكتشاف ) وكذا في الأفلاج ويبرين والخرج والأسياح …



                          تعليق


                          • #28
                            كل عام وانتم بخير

                            تعليق

                            يعمل...
                            X