إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تطور المقبرة الملكية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تطور المقبرة الملكية



    تطور المقبرة الملكية


    لقد كان إيمان المصري القديم بحياة ما بعد الموت دافعاً له لكي يهتم بمثواه الأخير، أي المقبرة، وهي التي أشار إليها في النصوص المصرية القديمة على أنها (بر-جت) أي: "بيت الأبدية". وانشغل المصري في حياته المؤقتة بالإعداد لحياته الأبدية الخالدة. لهذا جاءت مقابره محكمة حصينة قادرة على مواجهة عوادي الزمن، كما جاءت جدرانها زاخرة بكل ما كان يمارس من أنشطة في دنياه، وبما يعبر من مناظر عن أخراه، وعن علاقته بالآلهة والإلهات. ويجئ تطور المقبرة الملكية تعبيراً عن فكر ديني، وعن بعد عملي قصد من وراءه الحفاظ على الجسد الذي تضمه المقبرة.

    والحديث عن تطور المقبرة الملكية يعني أن تكون الأسرة الأولى هي البداية، حيث توحد قطرا مصر، فأصبحت مملكة متحدة، ساهم في إرساء قواعدها مجموعة من الحكام.

    وعندما استقرت تقاليد الملكية، كان لابد أن تستقر أمور أخرى كثيرة، من بينها فكرة المقبرة الملكية.

    وقبل أن تبدأ مصر تاريخها المكتوب في الأسرة الأولى، وخلال العصر الحجري الحديث، كانت مقابر المصريين عبارة عن حفر بيضاوية أو مستطيلة داخل المساكن أو خارجها. وبمرور الوقت كانت جدران بعض الحفر تدعم بغصون الأشجار أو الحصير، وتليس بالطين في بعض الأحيان، كما كانت سقوفها تغطى بفروع الأشجار أيضاً، ثم أصبحت تشيد بالطوب اللبن، وتضم مجموعة من الحجرات. وكان سطح الأرض عند المقبرة يحدد ببعض الأحجار. كما كان جسد المتوفى يلف أحياناً بالحصير، ويتخذ وضع القرفصاء، ربما تعبيراً عن وضع الجنين في بطن أمه (وكأنه يبعث من جديد). وكانوا يضعون إلى جوار المتوفى بعض الأواني الفخارية، وبعض أدوات الحياة.


    دفنات في وضع القرفصاء

    ومع بداية الأسرة الأولى اتخذت المقبرة الملكية شكل "المصطبة"، ولعلها تشير إلى ذلك البناء المستطيل الذي يتصدر بعض المنازل في ريف مصر، والذي يخصص للجلوس. وربما رأى العمال الذين كشفوا عن هذه المقابر أنها تماثل من حيث الشكل مصطبة الريف. ويشير اصطلاح المصطبة إلى الجزء الذي يعلو سطح الأرض، والذي يتكون من بناء مستطيل تتسع جدرانه من أسفل وتضيق كلما ارتفعت.

    وتتضمن السطوح الخارجية لهذا البناء دخلات وخرجات تعرف اصطلاحاً باسم "المشكاوات"، والتي يعتقد أن القصد منها كان إحداث التوازن الضروري للجدران الطويلة، وكأنها بمثابة أعمدة ساندة، وربما قصد منها أيضاً إحداث التوازن بين الظلال والضياء. أما الجزء الواقع تحت سطح الأرض فيصل إليه المرء عبر فتحة في أرضيه المصطبة تؤدي إلى بئر، والذي يؤدي بدوره إلى مجموعة من الحجرات، خصصت إحداها للدفن، والأخرى للقرابين والأثاث الجنائزي.

    ورغم أن ملوك الأسرة الأولى قد خرجوا من إقليم "ثني" (ربما من البربا مركز جرجا- سوهاج)، إلا أنهم اختاروا عاصمتهم في موقع متوسط من أرض مصر، وأطلقوا عليه اسم :"إنب-حج"، أي: "الجدار الأبيض"، والتي عرفت فيما بعد باسم "منف"، ثم "ميت رهنت"، وهو الاسم الذي لا تزال تحتفظ به حتى الآن (ميت رهينة، مركز البدرشين، محافظة الجيزة)، فإن بعضهم قد اختار أن يشيد لنفسه قبراً في إحدى جبانات العاصمة منف، وهي جبانة سقارة.


    مقبرة بتاح حتب بسقارة

    وأخيراً في أبيدوس مركز عبادة الإله أوزير، وهو المكان الذي خرج منه حكام هذه الأسرة كما ذكرنا من قبل.

    وثار الجدل بين علماء الآثار عن موقع الجبانة الفعلية التي دفن فيها ملوك الأسرة الأولى وبعض ملوك الأسرة الثانية، وترجح الحفائر التي جرت مؤخراً من قبل البعثة الألمانية في أم الجعاب (أبيدوس) أن تكون أبيدوس هي مكان الدفن الفعلى، أما سقارة فلعلها مكان دفن رمزي، أو ربما تنسب مقابرها لبعض كبار الموظفين. ورغم ذلك فلابد أن نضع في الاعتبار- إذا كان الدفن قد جرى في أبيدوس- اختيار ملوك الأسرة الأولى جبانة لهم على بعد مئات الكيلومترات من العاصمة "منف"، وهو أمر لم نعهده على امتداد التاريخ المصري القديم في إطار العلاقة المكانية بين العاصمة والجبانة والتي عادةً لا تزيد عن بضعة الكيلو مترات.

    الملفات المرفقة

    تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

    قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
    "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
    وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية


  • #2
    على أية حال، فإن المصطبة الملكية، سواء أكانت في أبيدوس أم في سقارة أم في نقادة، أم في غيرها، فإنها كانت تتضمن غرفة كبيرة نسبياً تقع تحت سطح الأرض (هي غرفة الدفن)، تحاط بمجموعة من الحجرات الصغيرة التي كانت مخصصة لحفظ القرابين والأثاث الجنزي. وفيما يتعلق بالمدخل المؤدي إلى غرفة الدفن، فقد كان يتم من خلال السقف، وابتداءًا من عهد الملك "دن" (الأسرة الأولي)، ظهر المدخل الذي يؤدي عبر درج هابط إلى غرفة الدفن، وكان مسقوفاً بالخشب.

    ويظهر أمام الجزء الذي يعلو سطح الأرض نصبان (لوحتان جنائزيتان) من الحجر، يتضمنان اسم صاحب المقبرة، وقد أصبحا بمثابة علامة تعلو سطح الأرض لتقديم القرابين.
    وعادة ما نتساءل: هل الأسلوب الذي شيدت به المصاطب يعبَّر عن فكر معماري فقط، أم أن من ورائه فكر ديني كذلك. ويمكن القول بأنه إذا كانت المصطبة تعتبر بمثابة خطوة على طريق الشكل الهرمي الكامل للمقبرة الملكية، وإذا كان الهرم يمثل التل الأزلي أو أشعة الشمس، فكان لابد أن تجيء المقبرة متضمنة شيئاً من هذا الفكر الديني، وهو ما نراه واضحاً في اتساع المصطبة من أسفل، وضيقها كلما ارتفعت، الأمر الذي يمثل خطوة في اتجاه الشكل الهرمي.


    مصطبة الملكة مرس عنخ الثالثة.الحجرة الرئيسية.الجيزة

    والمصطبة تمثل طرازاً من طرز المقابر المصرية القديمة، والتي قد تكون حفرةً، أو مصطبةً، أو مصطبة مدرجة، أو هرماً، أو مقبرة منقورة في الصخر، فكل هذه الطرز تقع تحت مظلة كلمة "مقبرة". والمقبرة هي وحدة من وحدات الجبانة التي اسماها اليونانيون "نيكروبوليس" أي "مدينة الموتي"، وذلك في مقابل مدينة الأحياء. ويمكن الربط في هذه الحالة بين مدينتي الأحياء والموتي، وبين أحد المسميات التي أطلقت على مصر (وهو "إيدبوي") أي: "الشاطئين"، والذي كان أحدهما غرباً أو شرقاً للموتي، والآخر للأحياء. وكان المصري القديم حريصاً على أن تكون مقابره في تربة جافة صحراوية أو جبلية حفاظاً على الأجساد التي تضمها هذه المقابر من التلف عن وجودها في بيئة رطبة.
    وإذا كانت المصطبة قد استمرت كطراز لمقابر الأفراد بعد ذلك طوال الدولة القديمة، إلا أنها توقفت بالنسبة للملوك (باستثناء مصطبة فرعون للملك شبسكاف)- أسرة 4، ومصطبة الملكة خنتكاوس (أسرة 4) -لتخطو المقبرة الملكية الخطوة التالية، وهي خطوة المصطبة المدرجة التي ظهرت لأول مرة في عهد الملك زوسر، أهم ملوك الأسرة الثالثة.



    مجموعة هرم الملك زوسر اول عمارة هرمية وحجرية في التاريخ
    الملفات المرفقة

    تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

    قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
    "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
    وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

    تعليق


    • #3
      استخدام الحجر على نطاق واسع في مجموعة زوسر، بعدما كان استخدامه في مصاطب الأسرتين الأولى والثانية قاصرا على مدخل المقبرة، والباب الوهمي، ومائدة القرابين.


      الباب الوهمي
      .الاسرة السادسة.متحف فينا


      الملفات المرفقة

      تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

      قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
      "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
      وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

      تعليق


      • #4
        تغيير تصميم المقبرة من مصطبة إلى مصطبة مدرجة (جرى العرف على تسميتها بالهرم المدرج)، وهذا التغيير الذي ابتكره وتبناه "إيمحوتب"، مهندس الملك زوسر، والطبيب صاحب المواهب المتعددة، والذي نال قدسية فيما بعد، وقورن بإله الطب عند أهل اليونان "إسكلبيوس".

        وعبرت عمارة المصطبة المدرجة للملك زوسر، ومكوناتها عن فكر معماري جديد، وعقيدة دينية راسخة، ونظام سياسي وإداري ثابت، وخبرة مكتسبة من سنوات طويلة من العمل في تشييد المصاطب، كما عبرت عن محاكاة رائعة للعمارة النباتية التي خرجت من البيئة المصرية الأصلية كحزم نبات البردي، وجذوع النخيل، وضلف الأبواب الخشبية، والأسوار النباتية، وغيرها.


        هرم زوسر اوالمصطبة المدرجة


        وقد شيدت المصطبة المدرجة على ستة مراحل من خلال إضافات جانبية، وليس كما يتصور البعض من أن المنشأة تتكون من ستة مصاطب إحداها تعلو الأخرى. وبدأ العمل في الجزء السفلي، والذي يتكون من بئر يصل عمقه إلى حوالي 28متراً، يؤدي إلى حجرة الدفن ومجموعة من الممرات المنقورة في الصخر، ثلاثة منه تؤدي إلى مخازن لحفظ الأثاث الجنزي، في حين يؤدي الممر الرابع إلى أربع قاعات غطيت جدرانها بتكوينات من القاشاني الأزرق تتخذ شكل الحصير. وتضم أحد الجدران النقش الذي يمثل الملك زوسر وهو يؤدي بعض طقوس عيد سد.

        الملفات المرفقة

        تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

        قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
        "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
        وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

        تعليق


        • #5
          أما فيما يتعلق بالمراحل التي مرت بها المصطبة المدرجة، فقد بدأت كمصطبة مدرجة يصل ارتفاعها إلى حوالي أربعة أمتار ويصل طول كل جانب من جوانبها الأربعة حوالي 63م. وفي مرحلة تالية زيد من جوانب المصطبة ثلاثة أمتار، بحيث ظلت تتخذ شكل المربع.
          وكانت الإضافة الثالثة من ناحية الشرق لتتخذ المصطبة الشكل المستطيل. وفي المرحلة الرابعة جاءت الإضافات من كل جانب لتبدو المنشأة وكأنها مصطبة مدرجة يصل ارتفاعها إلى حوالي 43م.
          وفي المرحلة الخامسة جرت إضافات من ناحيتي الشمال والغرب، وفي المرحلة السادسة والأخيرة جرت إضافات من كل جانب، ليصل ارتفاع المصطبة المدرجة إلى نحو 60مترا.
          وألحق بالمصطبة المدرجة مجموعة من العناصر المعمارية، هي السور،وبهو المدخل، وفناء عيد "سد"، وبيتا الشمال والجنوب، والمنشأة الواقعة إلى الشمال من المصطبة المدرجة، وسرداب التمثال، والمقبرة الجنوبية.
          وجرت المرحلة الثالثة من مراحل تطور المقبرة الملكية على أرض سقارة أيضا في عهد خليفة زوسر (ابنه الملك سخم خت) إلى الجنوب الغربي من مجموعة أبيه. وكان من المفروض أن تمثل المصطبة المدرجة للملك "سخم خت" والتي تعرف "بالهرم الدفين" -تمثل خطوة على الطريق نحو الوصول بالمقبرة إلى الشكل الهرمي الكامل، وإن رأى البعض أن تخطيطها يشير إلى أنها كانت ستتكون من سبع إضافات، وماعدا ذلك فإن المجموعة الخاصة بالملك سخم خت تماثل إلى حد كبير مجموعة أبيه.
          ثم جرت المحاولة الرابعة على أرض "زاوية العريان" الواقعة إلى الجنوب من الجيزة وإلى الشمال من أبو صير ولكنها ظلت هي الأخري في نفس إطار المصطبة المدرجة التي لو اكتملت لأصبح عدد إضافاتها يتراوح بين ست وسبع.
          وتضم زاوية العريان مصطبتين مدرجتين، إحداهما تعرف باسم "الهرم ذو الطبقات"، وتنسب للملك "خع با"، والثانية تعرف باسم "الهرم الناقص"، وتنسب للملك "نب كا"، والظاهر أن المصطبة المدرجة الأولي (والتي تنسب لخع با) قد أضيفت إليها إضافات أكثر من إضافات المحاولات السابقة. أما المحاولة الثانية (المصطبة المدرجة للملك نب كا) فرغم أنها لم تكتمل، إلا أن الدراسات التي قام بها المكتشفون أكدت تشابهاً بين هذه المصطبة المدرجة ومصطبة الملك زوسر.

          تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

          قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
          "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
          وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

          تعليق


          • #6
            جرت المحاولة الرابعة على أرض "زاوية العريان" الواقعة إلى الجنوب من الجيزة وإلى الشمال من أبو صير ولكنها ظلت هي الأخري في نفس إطار المصطبة المدرجة التي لو اكتملت لأصبح عدد إضافاتها يتراوح بين ست وسبع.

            وتضم زاوية العريان مصطبتين مدرجتين، إحداهما تعرف باسم "الهرم ذو الطبقات"، وتنسب للملك "خع با"، والثانية تعرف باسم "الهرم الناقص"، وتنسب للملك "نب كا"، والظاهر أن المصطبة المدرجة الأولي (والتي تنسب لخع با) قد أضيفت إليها إضافات أكثر من إضافات المحاولات السابقة. أما المحاولة الثانية (المصطبة المدرجة للملك نب كا) فرغم أنها لم تكتمل، إلا أن الدراسات التي قام بها المكتشفون أكدت تشابهاً بين هذه المصطبة المدرجة ومصطبة الملك زوسر.

            وجرت محاولات أخرى للوصول بالمقبرة إلى شكلها الهرمي الكامل في مناطق "سيلا" (على الحافة الشرقية بالفيوم)، وزاوية الأموات (جنوب المنيا)، والكولة (بالقرب من الكاب شمال إدفو)، ولكنها لم تضف شيئاً إلى المحاولات التي تمت من قبل.

            وكانت المرحلة التالية هي تلك التي جرت على أرض ميدوم (مركز الواسطي، محافظة بني سويف) إلى الجنوب من دهشور. ينسب هذا الهرم الذي يعرف باسم "الهرم الناقص" للملك "حونى" آخر ملوك الأسرة الثالثة، والذي توفي قبل أن يتمكن من إكماله، فأكمله الملك سنفرو، مؤسس الأسرة الرابعة.

            هرم ميدوم
            ويمثل هرم ميدوم مرحلة هامة في تطور المقبرة الملكية، حيث زيدت مساحة قاعدته على مساحة قاعدة مصطبة زوسر المدرجة بحوالي الثلث، ووصلت الإضافات الجانبية إلى ثمانية، ولم يتبق منها سوى أربعة، كما وصل ارتفاعه إلى حوالي 67م.
            وخطا المعماري خطوة هامة في هذا الهرم، تمثلت في كساء الإضافات بالحجر الجيري، لتبدو المنشأة وكأنها هرم كامل. وقد سقط هذا الكساء بمرور الزمن، ولهذا سمي بـ "الهرم الناقص".
            ويتميز هرم "حوني" بأنه يضم أقدم مجموعة هرمية تقليدية، تلك التي تتكون من الهرم، والمعبد الجنزي، ومعبد الوادي، ويربط بينهما الطريق الصاعد.
            وشهدت منطقة دهشور الواقعة إلى الجنوب من سقارة -خطوة هامة نحو الوصول للشكل الهرمي الكامل، تمثلت في الهرم الذي شيد في عهد الملك سنفرو (أول ملوك الأسرة الرابعة)، والذي يعرف باسم الهرم المنحني، أو المنكسر الأضلاع، أو المنبعج، وكذلك الهرم القبلي. كان المهندس المعماري يهدف بعد التجارب الطويلة السابقة أن يصل بالمقبرة للشكل الهرمي الكامل، والواضح أنه بدأ بزاوية اتضح (بعد أن قطع العمل شوطاً) أنها تصل بالهرم إلى ارتفاع شاهق قد لا تتحمله أساسات المنشأة من فرط ثقل الأحجار، وقد ينتج عن ذلك تأثر سقف الحجرات، والممرات في داخل الهرم، فكان لا مفر من تغيير زاوية البناء ضماناً لسلامة المنشأة، لهذا بدا الهرم منكسراً وكأنه مصطبة يعلوها هرم صغيرً وقد وصل ارتفاعه إلى حوالي 100 متراً.
            هرم الملك سنفرو أول ملوك الأسرة الرابعة، والذي يعرفبالهرم المنحني، أو المنكسر الأضلاع، أو المنبعج

            الهرم الشمالي للملك سنفرو أول هرم كامل في تاريخ عمارة الأهرام في مصر

            الهرم الشمالي للملك سنفرو

            الممر الهابط المؤدي لإسفل الهرم المؤدي الى داخل الهرم


            السقف المكربل داخل هرم سنفرو الشمالي

            ولم يستسلم المهندس المصري لما أصابه من إحباط لعدم توفيقه في الوصول بالمقبرة إلى الشكل الهرمي الكامل، واختار مكاناً يبعد حوالي 2 كم إلى الشمال من الهرم القبلي. وجاءت زاوية البناء دقيقة هذه المرة ليصبح الهرم الشمالي للملك سنفرو أول هرم كامل في تاريخ عمارة الأهرام في مصر.
            يعرف هذا الهرم أيضا بالهرم الأحمر، إشارة إلى أن لون أحجاره يميل إلى اللون الأحمر، وهي مقطوعة من محاجر الجبل الأحمر بالعباسية. وقد بلغ ارتفاع الهرم نحو 99 م.

            الملفات المرفقة

            تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

            قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
            "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
            وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

            تعليق


            • #7
              اختار الملك خوفو (الذي خلف والده سنفرو) هضبة الجيزة ليشيد فيها هرمه ومجموعته الهرمية، واستفاد مهندس الهرم "حم أيون" من تجارب سابقيه، ليصل بالهرم الأكبر إلى إبداع معماري وهندسي لم تصل إليه المنشأة لا من قبل ولا من بعد، من حيث دقة الزوايا، وكفاءة البنائين، وضخامة وارتفاع المنشأة، وكثرة الأحجار المستخدمة، وروعة تصميم الحجرات والممرات الداخلية، ثم أسلوب إدارة مثل هذا المشروع الضخم، وقوة الاقتصاد المصري، وعمق العقيدة التي دفعت من شاركوا في بناء الهرم في أن يبدعوا من أجل مليكهم صاحب القدسية. وتتسع دائرة الإبداع، ويشيد الهرم على مساحة تبلغ حوالي 13 فداناً، ويصل ارتفاعه إلى 146مترا (أصبحت الآن 138م بفعل عوامل التعرية)، ويشارك في بنائه عشرات الآلاف من العمال، ويستوعب الهرم بضع ملايين من الكتل الحجرية، ويضم ثلاث حجرات دفن، ومدخل في واجهته الشمالية، وممرين يعتبر الكبير منهما (البهو الكبير)، والذي يصل طوله إلى نحو 47 متراً آيةً في فن العمارة.


              هرم الملك خوفو

              ورغم ضخامة الهرم وجمال عمارته، فقد خلا من نقوش أو مناظر أو عناصر زخرفية، باستثناء نص (مخربشة) كتب بخط سريع (هيروغليفي مختصر) في الغرفة الثالثة من غرف تخفيف الضغط التي تعلو غرفة الدفن الرئيسية التي دفن فيها الملك. ويشير النص إلى العام السابع عشر من حكم الملك خوفو.
              وتتسع دائرة المجموعة الهرمية لتشمل (إلى جانب الهرم، والمعبد الجنزي، ومعبد الوادي، والطريق الصاعد) - هرماً جانبياً (ربما هرم للعبادة) والمراكب، والمرفأ، ومدينة الهرم، وقرية العمال، وسور المجموعة الهرمية.
              وتستمر فكرة الشكل الهرمي للمقبرة في عهد كل من الملوك جدف رع، وخفرع، ومنكاورع وإن تخلى الملك شبسكاف عن الشكل الهرمي ليشيد قبره على شكل تابوت، وهو الذي يعرف باسم "مصطبة فرعون" في سقارة القبلية. وفعلت الملكة خنت كاوس نفس الشئ، لتشيد مقبرتها على شكل تابوت أيضا فوق هضبة الجيزة.
              أهرام الجيزة

              وتستمر فكرة الأهرامات في الأسرة الخامسة في مناطق أبو صير، وسقارة، ودهشور، وإن جاءت فقيرة في بنائها قياساً بأهرامات ملوك الأسرة الرابعة.
              ومع نهاية الأسرة الخامسة، وفي عهد الملك أوناس، تسجل لأول مرة في الأهرامات المصرية (في الحجرات الداخلية) تلك النصوص الهيروغليفية التي تعرف بنصوص الأهرام. وتستمر الأهرامات في الأسرة السادسة في سقارة فقيرة في بنائها كذلك، ولكنها غنية بنصوص الأهرام.

              هرم أوناس من الداخل يصور نصوص الاهرام

              وبسقوط الدولة القديمة مع نهاية الأسرة السادسة، تمر مصر بفترة ضعف في كافة جوانب الحضارة المصرية، لكنها ما لبثت أن استعادت قوتها وقدرتها على أن تنفض عن كاهلها فترة السقوط، لتبدأ فترة إبداع جديدة هي عصر الدولة الوسطي (الأسرتان 11،12). فخرج علينا مهندسو الملك "منتوحتب نب حبت رع" (الذي وحد قطري مصر، وأصبح على رأس ملوك الأسرة 11 والدولة الوسطى، واختار طيبة عاصمة لملكه)، فقد خرج المهندسون علينا بتصميم جديد يجمع بين المعبد والمقبرة في مسطح واحد، أحدهما يعلو الآخر، ونفذوه في منطقة الدير البحري التي تضم كذلك معبد الدير البحري للملكة حتشبسوت، ففي قلب مسطح المعبد شيدوا هرماً ليضم رفات مليكهم، وبدا هذا التكوين المعماري فريداً بالنسبة للعمارة المصرية.
              وينتقل زمام الحكم لملوك الأسرة الثانية عشرة (الذين يحملون اسماء أمنمحات وسنوسرت)، والذين اختاروا عاصمة لهم في أرض الفيوم قديماً (وهي "إثت تاوي" أي "القابضة على الأرضين")، والتي أصبحت تعرف حالياً باسم "اللشت" وهوارة، واللاهون، ودهشور، ليشيدوا أهراماتهم. وجاءت أهراماتهم صغيرة في أحجامها، مشيدة من الطوب اللبن، مكسوة بالحجر الجيري أحياناً، وتعلوها هريمات من الحجر، ولكنها في نفس الوقت جاءت غنية في ممراتها الداخلية، وحجرات الدفن فيها.
              وتمر مصر بفترة سقوط أخرى، تراوحت بين صراع داخلي، واحتلال أجنبي (الهكسوس). وتنهض مصر من كبوتها، وتتخلص من نير الاحتلال، وتتعلم الدرس بأنه لا استمرار في الإبداع الحضاري إلا في ظل دولة قوية سياسياً وإدارياً وعسكرياً واقتصادياً.
              ويبدأ عصر الدولة الحديثة (الأسرات من 18-20) أو عصر الإمبراطورية، وتنطلق مصر في الداخل والخارج، تعمر في الداخل، وتوسع في الخارج، وتدخل المقبرة الملكية مرحلة جديدة تختلف تماماً عن المراحل السابقة، وتعبر عن فكر ديني وعملي جديد.

              الملفات المرفقة

              تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

              قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
              "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
              وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

              تعليق


              • #8
                لقد أدرك ملوك الدولة الحديثة ومهندسو هذا العصر أن مقابر ملوكهم السابقين (من مصاطب أو مصاطب مدرجة أو أهرامات) قد تعرضت للنهب حيث فتحت جميعها وعبث بما فيها وبأجساد أصحابها ومن ثم فقد ضاعت فرصة الحياة الأبدية الخالدة في العالم الآخر وأدركوا كذلك أنه إذا كانت الأهرامات ترتبط بالتل الأزلي (الذي بدأت عليه الخليقة) وبإله الشمس (الذي تصوروا أنه يمكن الارتباط به في أخراهم من خلال شكل هرمي يبدو كأشعة الشمس) فإنها على الجانب الآخر لم تنجح في الحفاظ على أجسادهم آمنة من عبث العابثين.
                وتغلب البعد العملي على تفكيرهم، واهتدوا إلى حل جديد يحقق لهم الصلة بإله الشمس.


                وأما هذا البعد العملي، فقد تمثل فيما يلي:

                التخلي عن الشكل الهرمي للمقبرة، وهو برغم ضخامته وتأمين ممراته وحجراته الداخلية، إلا أنه كان ظاهراً أمام من تسول لهم نفوسهم العبث بمقابر الأسلاف، فعبثوا ما شاء لهم العبث.
                اختيار موقع جبلي موحش بعيداً عن كل مظاهر الحياة.
                الفصل بين المقبرة والمعبد، حيث أن الربط يحدد موقع المقبرة، ومن ثم يسهل الأمر للصوص، ولهذا اختاروا أن تنقر لهم مقابر في صخور جبال غرب طيبة في وادي الملوك، ولأسرهم في وادي الملكات.

                وجاء نقر المقابر في الجبل محققاً لآمالهم في أن تضم رفاتهم مقابر في منطقة تتسم بالجفاف، بالإضافة إلى سهولة تضليل اللصوص بأن يهيلوا الأحجار الطبيعية على مدخل المقبرة التي تمتد في عمق الجبل، ليبدو الجبل وكأن يد الإنسان لم تمتد إليه.


                مقبرةرمسيس اللاول بالبر الغربي .الأقصر نموذج لتطور المقبرة الملكية


                الملفات المرفقة

                تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                تعليق


                • #9

                  أما عن الحرص على التعبير عن عبادتهم لإلهة الشمس فقد تحقق من خلال تسجيل أنشودة للشمس في معظم الحالات على جدران الممر الأول للمقبرة عقب المدخل مباشرة، محافظين بذلك على التوازن بين الضرورة الملحة لسلامة المومياء ضماناً للخلود في العالم الآخر، وبين الاستمرار في علاقاتهم في عالمهم الآخر بإله الشمس.
                  مقبرة رمسيس الأول
                  وتراوح تخطيط المقابر الملكية في الدولة الحديثة (ابتداء من عهد تحتمس الأول، أول من نقر مقبرة في وادي الملوك)- بين مقبرة ذات محور واحد، أو ذات محورين متوازيين يلتقيان عند نقطة، أو يكونان معاً زاوية قائمة، أو من ثلاثة محاور، يكون كل محور مع الآخر زاوية قائمة.
                  مقابر البر الغربي.الأقصر
                  ورغم كل وسائل التأمين التي اتخذها المصريون لحماية مقابرهم، فقد سرقت جميعها، باستثناء مقبرة الملك توت عنخ آمون التي غابت عن أيدي اللصوص، ليحتفظ لنا بها القدر، لتعلن لنا بوضوح كيف كانت مقابر الملوك والملكات غنية بكل أنواع الأثاث الجنزي الذي يعبر عن إبداع فني متميز، وعن ثراء نعمت به مصر في عهد الدولة الحديثة.

                  الملفات المرفقة

                  تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                  قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                  "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                  وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                  تعليق


                  • #10
                    مقابر الأفراد



                    كان إيمان المصري القديم بحياة ما بعد الموت، حياةً أبدية خالدة لا موت بعدها، دافعاً له لكي يتخذ كافة الوسائل للحفاظ على جسده، وذلك بوضعه في تابوت، ودفنه في مقبرة ملائمة تزخر جدرانها بمناظر دنيوية ودينية، كما تزخر بالقرابين، والأثاث الجنزي، وكل مقومات المعتقدات الدينية من تماثيل، وموائد قرابين، ولوحات وأبواب وهمية... الخ.

                    أطلق المصري القديم على مقبرته "بر-ﭽت" أي "بيت الأبدية"، أي المكان الذي سيكتب له فيه الخلود حسبما تصور، ولهذا نراه يشيد مقابره من مادة صلبة قوية تقاوم عوادي الزمن، وهي الأحجار، في حين كان يشيد مساكن دنياه من الطوب اللبن، ولهذا اختفى معظمها، وبقيت مقابره شاهدة على حرصه على الخلود.
                    وحرصاً منه على مزيد من تأمين المقبرة، وضمان خلودها، ومن ثم خلود جسده، كان يضع جسده- كلما سنحت له الفرصة- في تابوت من الحجر.
                    واختار تربة جافة في الأرض الصحراوية لبناء مقابره ضماناً لعدم فناء الجسد. وبمرور الزمن أخذ ينقر مقابره في الصخر تحقيقاً لنفس الهدف.
                    ودفن المصري موتاه في غرب النيل وفي شرقه، واضعا، في الاعتبار فكره الديني ومعتقداته، وكذلك الحرص على البعد عن الأرض الرطبة التي لا خلود لجسده معها.
                    ومنذ العصر الحجري الحديث بدأت ملامح المقبرة تتضح، فقد كانت عبارة عن حفرة بسيطة بيضاوية أو شبه مستديرة تحفر في إطار مساكنهم، أو في جبانة مستقلة خارجها. وكان جسد المتوفي يتخذ وضع القرفصاء، راقداً على جانبه الأيمن، وذراعاه عند صدره، ويتجه وجهه ناحية الشرق أحياناً، ويرقد على جانبه الأيسر، حيث يتجه نحو الغرب في أغلب الأحوال.

                    وضع القرفصاء

                    وكان المتوفى يلف في حصير أحياناً أو يوضع في تابوت من أعواد النبات أو أغصان الأشجار. وبعد أن يهال عليه التراب بعد الدفن، كان سطح المقبرة يحدد ببعض الأحجار كعلامة مميزة.

                    وقد شاع هذا الطراز من المقابر في حضارة مرمدة بني سلامة (بالقرب من قرية الخطاطبةعلى بعد 50كم شمال غرب القاهرة)، وفي حضارة المعادي، ودير تاسا بالقرب من البداري بأسيوط. وفي حضارة نقادة الأولى والثانية أصبح يوضع تحت رأس المتوفى وسادة من قش أو جلد مطوي.

                    وقرب نهاية حضارة نقادة الثانية، تطور شكل المقبرة من البيضاوي إلى المستطيل أو المربع، وكانت جدران المقبرة الداخلية تليس بالطين، وتكسى بالبوص أو الحصير، أو أغصان الأشجار.
                    وبدأت تظهر فكرة تخصيص مكان للدفن، وآخر لوضع الأثاث الجنزي ومخازن القرابين، الأمر الذي مهد لتطور التخطيط الذي تضمن الحجرات الجانبية.

                    الملفات المرفقة

                    تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                    قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                    "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                    وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                    تعليق


                    • #11

                      تمثل مقبرة الكوم الأحمر (هراكنبوليس) (في مواجهة الكاب شمال إدفو) والتي تحمل رقم100، والتي تعرف كذلك بالمقبرة المرسومة، تمثل مرحلة هامة من مراحل تطور مقابر الأفراد، حيث شيدت الجدران بالطوب اللبن، وكسيت الأرضيات كذلك بنفس الطوب، وظهرت فكرة استخدام القواطيع لتقسيم الحفرة إلى عدة وحدات.
                      وتتميز المقبرة برسومها التي تمثل قوارب تماثل تلك التي رسمت على السطوح الخارجية للفخار، بالإضافة إلى التمثيل التقليدي لحيوانات كاسرة، ورجال يتعاركون. وفي نقادة(إحدي مدن محافظة قنا، 30كم شمال الأقصر)، والعمرة (جنوب شرق أبيدوس)، وكفر حسن داود (القصاصين- الاسماعيلية)- عثر على مقابر تبدو أكثر دقة وأكثر ثراءًا بمحتوياتها، وهي تعود لعقود قليلة قبل أن تبدأ الأسرة الأولي، أي لعصر ما قبيل الأسرة الأولي. ويتضح تطور المقبرة من اتخاذ حجرة الدفن للشكل المستطيل، وكثرة استخدام الطوب اللبن، والتكسية بالأخشاب، مع تطور استخدام الحواجز من الطوب اللبن لتقسيم الحفرة إلى عدة أقسام، وهو الأسلوب الذي بدأ يظهر في مقبرة الكوم الأحمر التي أشرنا إليها.
                      هكذا بدت المقبرة مكونة من ثلاث أو خمس حجرات، خصصت الوسطى منها للدفن، الأمر الذي يتضح في بعض جبانات بداية الأسرة الأولى في العمرة ونجع الدير.
                      وشهدت أبيدوس (مركز البلينا- سوهاج) تطوراً كبيراً سواء في المقابر الملكية، أو في مقابر الأفراد، في مرحلة الانتقال بين عصر ما قبل الأسرات وبداية الأسرة الأولى.
                      فقد أظهرت حفائر البعثة الألمانية في أبيدوس أن بعض المقابر المتجهة جنوباً في اتجاه موقع الجبانة الملكية تتكون من حجرة واحدة مكسوة بالطوب، إلا أنه قد عثر على مقبرة تتكون من 12غرفة مساحتها 9 ×7.30 م وقد جرى تشييدها على مرحلتين، شملت الأولى بناء حجرة الدفن إلى الشمال الغربي، وتسع غرف للتخزين إلى الشرق منها، ثم أضيفت حجرتان بطول المقبرة في الناحية الجنوبية. وقد تم تسقيف المبنى بالخشب والبوص.

                      تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                      قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                      "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                      وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                      تعليق


                      • #12


                        ابتداءًا من عام 1936 بدأ "إمري" يكشف عن مجموعة من المصاطب الضخمة ذات واجهات القصر في شمال سقارة، وتؤرخ للأسرة الأولى، وكان الرأي السائد لفترة طويلة أنها مقابر لملوك الأسرة الأولى، وهي المقابر الفعلية (كما أشرنا عند الحديث عن تطور المقبرة الملكية)، وما مقابر أبيدوس إلا مقابر رمزية.

                        وجاءت الاكتشافات في جبانة الأسرة الأولى في أبيدوس لتثير الجدل من جديد، ولتطرح الرأي بأنها هي جبانة الدفن الفعلي، وأن مقابر سقارة- رغم ضخامتها- تخص بعض كبار الموظفين من هذه الفترة.
                        تميزت بعض مقابر سقارة بوجود مقصورة جنزية تتكون من عدة حجرات، تقع إلى الشمال من المبنى الواقع فوق سطح الأرض، عثر فيها على أجزاء من تماثيل خشبية.
                        وكانت حجرة الدفن في مقابر الفترة المبكرة من الأسرة الأولي، والغرف المحيطة بها، تقع تحت سطح الأرض، لتصبح المصطبة (الجزء العلوي) كتلة صماء.
                        ومن أهم مقابر هذه الفترة مقبرة "حم كا" أحد موظفي الملك "دن"، (أحد ملوك الأسرة الأولى)، والتي حفرت فيها غرف التخزين حول حجرة دفن ذات سقف خشبي.
                        وقد نتج عن انتقال معظم الغرف إلى باطن الأرض أن قل عدد واجهات القصر في واجهات المصطبة، وبدأت تظهر مقابر ذات دخلتين بسيطتين عند طرفي الواجهة الشرقية، حيث خصصت الجنوبية منها كموضع لتقديم القرابين، ويتضح ذلك في جبانتي حلوان وطرخان.

                        وفي الناحية الشمالية من مصطبة "زوسر" المدرجة، توجد هضبة فسيحة، خصص الجزء الشمالي منها لمقابر بعض كبار موظفي الأسرة الثالثة، حيث احتفظت المصطبة بخصائصها المعمارية الأساسية (من حيث تمثيل واجهة القصر، والاحتفاظ بدخلتين، حيث كانت الدخلة الجنوبية- المخصصة لتقديم القرابين- تحتوي على حشوة حجرية أو خشبية منقوشة بمناظر ونصوص تمثل المتوفي جالسا أمام مائدة قرابين، بالإضافة إلى اسمه وألقابه).
                        ولعل مقبرة "حسي رع" من أهم مقابر هذه الفترة، والتي احتفظت لنا بحشوات خشبية تضم مناظر وكتابات رائعة.


                        تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                        قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                        "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                        وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                        تعليق


                        • #13

                          تتكون مقبرة "حسي رع" في جزئها العلوي من دهليز يضم إحدي عشرة مشكاة تمتد بطول المصطبة، كانت كل مشكاة تتضمن لوحاً خشبياً نقش عليه صاحب المقبرة جالساً أو واقفاً، مصحوباً بنصوص هيروغليفية تحمل اسمه وألقابه. وفي مدخل المقبرة من ناحية الشرق كانت توجد حجرة صغيرة أطلق عليها اسم السرداب، خصصت لوضع تمثال المتوفى، حتى يتيسر للزوار رؤيته.


                          وبالإضافة إلى مصاطب الأسرة الثالثة في سقارة، فهناك مصاطب أخرى ترجع لنفس عهد الأسرة في بيت خلاف (6 كم غرب جرجا)، والجيزة.

                          أما ميدوم (مركز الواسطي محافظة بني سويف)، فقد ضمت العديد من المقابر الشهيرة، مثالشهيران في المتحف المصري، ومقبرة "نفر ماعت"، التي خرجت منها لوحة أوز ميدوم.

                          وفي الأسرة الرابعة، (في عهد الملك خوفو)، شيدت مصاطب الأفراد في صفوف منتظمة، خصوصاً في الجهة الغربية من الهرم. وجاء معظمها كبير الحجم، ومشيداً بالحجر الجيري، وخلت في أغلب الأحوال من الدخلات. وكان يقع أمام الجزء الجنوبي من المصطبة مبنىً يضم ردهة، وحجرة للقرابين، ولوحة جنائزية نقش عليها صاحب المقبرة جالسا أمام مائدة القرابين، حيث كانت تؤدى أمامها الطقوس الدينية.

                          وقد نقرت غرفة الدفن في الصخر أسفل المصطبة، ويمكن الوصول إليها عبر بئر يبدأ من سطح المصطبةل مصطبة "رع حتب" وزوجته "نفرت"، والتي خرج منها تمثالهما وكان مدخل غرفة الدفن يغلق بكتل من الأحجار.

                          وتضمنت مقابر الأفراد في الأسرة الرابعة عدداً من الغرف، وفي الجزء العلوي (المصطبة) زخرت جدرانها بالعديد من المناظر الدنيوية والدينية.

                          وتطورت المصاطب في الأسرة الخامسة من حيث ازدياد عدد الغرف، وكان بعضها يزود بفناء يتقدمه صف من الأعمدة، وأصبحت المناظر أكثر تنوعاً، ويبدو ذلك واضحاً في مقابر هذه الأسرة في سقارة، مثل "تي" وبتاح حوتب، وفي الجيزة مثل مقابر "رع-ور" والقزم "سنب".
                          وفي الأسرة السادسة ازدادت المصاطب فخامة، وتعددت الحجرات والأبهاء، ومنها على سبيل المثال: "مروركا" في سقارة، والتي تضم أكثر من ثلاثين غرفة، وبهواً للأعمدة.


                          تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                          قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                          "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                          وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                          تعليق


                          • #14
                            من أبرز العناصر المعمارية في مقابر أفراد الدولة القديمة: الباب الوهمي، وهو باب رمزي ينفذ في الحجر أو في الخشب، ويتضمن مناظر تمثل صاحب المقبرة وأسرته، ويتضمن كذلك صيغة القرابين، حيث كانت تقدم القرابين أمامه، وكان يعتقد أنه المكان الذي تتلقى فيه "الكا" (قرين المتوفي) القرابين، وقد تنفذ منه الروح إلى جسد صاحبها.


                            مقبرة بتاح حتب.الاسرة الخامسة
                            وعادة ما يثبت الباب الوهمي في الجدار الغربي لحجرة القرابين، أو في واجهة المصطبة، وانتشرت مقابر الأفراد في الدولة القديمة في الأقاليم، سواء أكانت مشيدة، أم منقورة في الصخر، ومنها على سبيل المثال: مقابر أبو صير الملق، ودشاشة، وسدمنت الجبل في بني سويف، ومقابر الشيخ سعيد، وطهنا الجبل، وفريزر في المنيا، ومقابر "مير"، وقصير العمارنة، ودير الجبراوي في أسيوط، ومقابر السلاموني، والحواويش، ونجع الدير في سوهاج، ومقابر النبلاء في غرب أسوان.

                            منظر يصور تقديم القرابين ويظهر بها الباب الوهمي.الدولة القديمة

                            وفي عصر الانتقال الأول ازدادت المقابر الصخرية، وخصوصاً في الأقاليم في العديد من الجبانات، مثل، سدمنت الجبل (غرب أهناسيا)، والحواويش (بالقرب من أخميم)، والمعلا (جنوب شرق إسنا). ومن الأمثلة على ذلك مقبرة "واح-كا" في قاو الكبير (شمال شرقي طهطا)، والتي كانت تبدأ ببهو أعمدة، ثم طريق صاعد ينتهي بصرح يتلوه فناء تحيط به الأساطين، ويؤدي إلى فناء آخر ذي صفة من الأعمدة، يؤدي بدوره إلى صالة أعمدة منقورة بالجبل، تليها حجرات خاصة لتقديم القرابين تؤدي إلى مقصورة التمثال.


                            الملفات المرفقة

                            تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                            قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                            "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                            وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                            تعليق


                            • #15
                              وجاءت مقابر كبار موظفي الدولة الوسطى في الأقاليم على نفس النمط تقريباً، وذلك في مناطق بني حسن والبرشا، ومير، وأسوان وغيرها، حيث يبدأ الزائر من مدخل عند سفح الجبل، يؤدي إلى طريق صاعد، يوصل إلى فناء ذي أعمدة يتقدم مدخل المقبرة الذي نحت في بطن الجبل.
                              وكانت المقبرة الصخرية تتكون من صالة أو اثنتين، حيث نجد في أرضية الأخيرة بئراً يؤدي إلى حجرة الدفن.



                              ومن أمثلة مقابر هذه الفترة مقابر "أمنمحات" و"خنوم حتب" في بني حسن (مركز أبو قرقاص بالمنيا).
                              ثم هناك مقبرة "مكت رع" بالقرب من معبد الملك "منتو حتب نب حبت رع" في الدير البحري.



                              وشيد الأفراد مقابرهم في الدولة الحديثة في جبانات قريبة من جبانات ومعابد ملوكهم. وجاءت منقورة في الصخر وتتكون بوجه عام من فناء، تليه ردهة مستعرضة تؤدي إلى ممر طويل يؤدي إلى مقصورة يتضمن جدارها الخلفي مشكاة تضم تمثالاً لصاحب المقبرة.



                              ويبدو هذا الطراز واضحاً في جبانات شيخ عبد القرنة، وقرنة مرعي وغيرها في البر الغربي للأقصر. ومن أشهر المقابر "رخميرع"، و"سن نفر"، و"رع مس"، و"نخت"، و"منا".


                              أما مقابر الفنانين ورؤساء العمال في دير المدينة، فقد اختلفت بعض الشيء عن مثيلاتها في جبانات غرب الأقصر الأخرى،فمنها ما شيد على أرض منبسطة، وتتكون من مدخل على شكل صرح يوصل إلى فٍناء تحيط به جدران من اللبن كان يتضمن حديقة صغيرة.
                              ويوجد في مؤخرة الفناء هرم من الطوب اللبن شيد على قاعدة منخفضة أعدت فيه مقصورة قربان بسقف مقبي، وفي واجهة الهرم مشكاة حوت تمثالاً لصاحب المقبرة. ويمكن الوصول إلى غرفة الدفن والحجرات الملحقة بها عن طريق بئر منتقور في الفناء. ومن أشهر مقابر دير المدينة: "سن نجم"، و"باشدو" و"إين حري خعو" وغيرها.



                              ومن خلال هذا العرض الموجز عن تطور مقابر الأفراد حتى نهاية الدولة الحديثة، يمكن القول أن المصري أبدى طوال هذه الفترة (وفي الفترات التالية حتي نهاية التاريخ المصري القديم) اهتماماً كبيراً بمقبرته (باعتبارها بيت الأبدية)، وذلك من حيث التخطيط/ وصلابة مواد البناء، والحرص على تسجيل كل ما كان يمارس في دنياه من أنشطة على جدران مقابره، والتي كان يتمنى أن تدب فيها الحياة كما ستدب فيه هو شخصياً حين يُبعث حياً.

                              انتهى

                              منقول للفائدة

                              تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                              قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                              "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                              وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                              تعليق

                              يعمل...
                              X