إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الفخار في عصور ما قبل التاريخ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الفخار في عصور ما قبل التاريخ

    تماثلت أعمال الفخار في عصر ما قبل الوركاء 3500 ق.م وعصور ما قبل التاريخ، ابتداء من طور حسونة وسامراء وحلف والعنيد، حيث تميزت الفخار فيها باستخدام الطين يدويا وبشكل مبسط لأعداد بعض الأواني الخاصة بالاستعمالات البسيطة وكانت خصائص هذا الفخار بسيطة جدا وليست نقية لان الطين تميز بكثرة الشوائب. لكن الفخار لم يظل على حالته التي ذكرناها وإنما ابتدأ تطوراً واضحاً وملحوظاً من حيث الطينة النظيفة وآلية العمل الأكثر تطوراً بسبب تراكم الخبرة لدى الإنسان واكتساب المهارة نظراً لحاجة الإنسان للفخار في ديانته وحياته البيئية. وحصلت الانتقالة المهمة في تطور عمل الفخار في اللحظة التي تم فيها اختراع دولاب الفخار في طور العبيد وفي زمن الوركاء 3500 ق.م ويعتبر هذا الاختراع أعظم ما أنجزه العراقي القديم في مجال التقنية الجديدة

    التي لعبت دورا بارزا في إنتاج الفخار الممتاز والذي اتصف بعدد من العناصر الفنية التي أضفت عليه تقدما جيدا ومنها السطوح المستوية والملساء والمتوازنة وتميز أعمال الفخار بالشط، أي ازالة الزوائد والنتوءات بواسطة الضغط على الجسم الطري وذلك بالاستعانة بجسم حاد وصلب وأيضا عبر اللجوء إلى عملية الدلك التي تمنح الفخار حتى الاستواء وإزالة الزوائد تماماً وقال الناقد الفني المعروف هربرت ريد عن الفخار هو الفن الصعب والأبسط في آن واحد من بين الفنون. فهو الأبسط لأنه الأكثر أولوية وهو أصعبها لأنه أكبرها تجريداً وكانت البدايات الأولى قائمة على أساس التشكيل بلفائف الصلصال للحصول على الآنية والجرار الصغيرة بأنواعها والتي كانت تترك تحت أشعة الشمس ومن تم تستخدم وهي جافة تميز هذا الفخار بالبساطة والسذاجة، لكن فن الفخار شهد تطوره المعروف في بدايات الألف السادس ق.م
    لقد اصدر أ.د عبد الهادي العزام كتابه الجديد " تاريخ فن الفخار عصور ما قبل التاريخ، وتضمن أربعة فصول. وتميز ثلاثة من فصول الكتاب الثاني والثالث والرابع، حيث تكرس الفصل الثاني بالبدايات الفخارية في العراق القديم وحصراً فخار حسونة وسامراء وأيضا فخار حلف والعبيد والوركاء وتمثل هذه البدايات لحظة الفخار العراقي ويمكن التعامل معه – الفخار بوصفه بداية الفن في العراق القديم وبلدان الشرق القديم لان الفخار هو المعبر الوحيد عن قدرات الإنسان الفنية ومنها ابتدأت العلاقة مع الفن ووظائفه الأخرى وقدم الباحث عبد الهادي العزام توصيفا دقيقا للفخار في الأطوار المختلفة وتميز فخار حسونة بوجود الوحدات الزخرفية المنفذة على سطوح الفخاريات وهي زخرفيات خطية وهندسية شكلية وتحريزات وتميزت هذه الفخاريات باحتوائها على رموز هندسية كالمثلث مثلاً والذي كان شكلا هندسيا ورمزيا في آن وهو ينطوي على دلالات عقائدية وطقوسية وأيضا رمزية حيث تعاملت معه الحضارة السومرية بوصفه دالاً على المثلث العاني الذكري والانوثي وقال د. العزام. ورافق ذلك ظهور الشكل المثلث كوحدة زخرفية قائمة والذي ربما كان أول أشكال الفكر الرافديني المجرد وتم استخدام الوحدات الزخرفية بشكل مجرد ومتكرر كشفرات ذات مضامين سحرية أو طقوسية لكنه ينطوي حتما على قيم جمالية
    أما فخار سامراء فقد تميز بوجود رسوم إنسانية او حيوانية وتحميل الفخار بالزخارف الهندسية المجردة وأيضا بوجود زخارف خطية، متداخلة أو متقاطعة وأشار د. العزام إلى إن هذا الأسلوب يعتبر أسلوبا تصويريا رفيعا، بل طبيعيا في الواقع لان التصميم لا يزال في إطار منظومة الشكل الرباعي، والمتحول فيه يعد اختزالاً للشكل الواقعي للنساء الراقصات اللاتي يتحركن بعكس اتجاه الريح من اليمين إلى اليسار، وكل امرأة تمثل جهة من الجهات الأربعة، كذلك العقارب الثمانية تدور مع دورة النساء المتصالبات بإيقاع متكرر للإشكال والحجوم والتنغيمات على المربع مركز الصحن وأشار د. زهير صاحب إلى النساء الراقصات يطلبن الحمل بدليل وجود العقارب المشهورة بكثرة تناسلها، فالعقارب هي طوطم اتخذته النساء الراقصات للحمل فالمظهر الحركي للنسوة وصرخاتهن لا تفيد إلا في الفرادة ذاتية في خصوصية الروح كوسيلة للإيحاء بالمضمون الذي يجد خصوصيته في إشباع الرغبة والإرادة والطموح في التقاط القادم قبل حدوثه مرحباً على حدوثه. وأشار العالم طه باقر بان دور سامراء لم يكن متميزا حضاريا وإنما يمثل نوعا من الفخار اللون المنقوش ويفترض ان يلحق بدور حسونة باعتباره طوراً من أطواره وتداخل معه في بعض المواقع الاثارية مع فخار دور حلف وتميز فخار سامراء باللون الواحد والزخارف الهندسية المرتبة في نقطة أفقية ومتوازية وأشار د. عبد الهادي العزام للخصائص الفنية لفخار حلف وهي اختزال وتحوير الأشكال والسعي نحو الجوهر ومحاولة الوصول إليه من خلال تشبيه الشيء بذاته . فالورقة في الوحدات الزخرفية لم تكن تمثل نهاية ولكنها تمتد إلى أصل آخر وهكذا تتكرر مرات لا حصر لها ويرتبط هذا بحقيقة ان موضوع الزخرفة يقوم في العادة على أساس مبدأ الترابط اللانهائي كما أشار لذلك الأستاذ فراس السواح في كتابه دين الإنسان، أما الأشكال الهندسية التي تستوحي قواعدها في قواعد الرياضة فما هي إلا تكرار للموضوع الرئيس وهو الرغبة في حل معادلة اللانهائية
    واختصر د. العزام استفادات فخار حلف من الأشكال الحيوانية والنباتية وكذلك توظيف الأشكال الهندسية كالمربع والمثلث والخطوط والنقاط وتم تنفيذها بإتباع نظام التكرار والتماثل والتناوب ورسمت جميعها باللون الأسود على خلفية الطين المحروق أما الأستاذ طه باقر فقد أشار إلى عناصر فخار حلف في كتابه مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة وهي النقوش الزاهية المصبوغة بعدة ألوان مثل الأصفر والبرتقالي والأحمر والأسود على أرضية من الطين المفخور والواقع إن براعة صنع هذا الفخار وجودة تزويقه تضاهي أجمل ما صنع من الفخار الملون في تأريخ الحضارات القديمة وما يثير الإعجاب بها ان الأواني الفخارية مصنوعة باليد حيث لم يخترع دولاب الخزاف، وتميز فخار حلف بالرقة وجودة الطين وانتظام الأشكال ومازالت مدعاة للدهشة والإعجاب وأكد الأستاذ طه باقر على وجود الأشكال المتناسقة والجميلة والخطوط المتعالية وأشكال المراوح وإشكال المحار المروحي والدوائر الصغيرة والأطيار الحاطة والغزلان ورؤوس الثيران المرسومة بصورة مختصرة ومن الأشكال الخاصة الفأس ذات الرأسين وما يسمى بالمربع المالطي وهو مربع في كل من زوايا ه الأربع مثلث صغير واختلف الباحثون في أصل فخار حلف، منهم من اعتبره سورياً والأرجح هو فخار محلي من شمال العراق وخصوصاً منطقة نينوى بسبب وجود تراث قديم في شمال العراق في صناعة الفخار الملون مثل فخار حسونة وسامراء. ولم يصل هذا الفخار إلى المنطقة الوسطى في العراق وأكد الأستاذ طه باقر على بطلان الرأي القائل بإغريقية فخار حلف لان المكتشفات أكدت على عراقيته. وقال د. زهير صاحب بان الفخار السومري الوعاء يبلغ بالمشاهد التي تزين سطحه التصويري عن جميع المفاهيم والإشكالات التي تجتاز حركة الفكر الاجتماعي فالإناء يعلن ويخبئ في ذات الآن عن قيم فكرية ذات مدلولات مهمة في زمانها ومكانها، ذلك ان الأشكال كانت محررة من وجودها المادي، فهي عبارة عن رؤى روحية ورموز اعتقادية معبرة عن قوى ضاغطة في الفكر الإنساني
    http://www.ghoraba.net/upp/00/7_1249870506.jpg

  • #2
    احببت ان الفت انتباه الاخوه المهتمين بالفخار ان اقدم قطعه اثريه ترجع الى 7000ق م ان صح تقدير عمرها وجدت في شمال العراق اشير الى انه لم يذكر الى الساعه عن وجود قطعه فخار اقدم من هذه التي ذكرت منوها الى انه من الممكن ان تكون القطعه من فخار حضارات قبل الاكاديين الذين بدأ تاريخهم 3800ق م

    تعليق

    يعمل...
    X