إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المسالك والممالك

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #61
    لبيت المال على الناس والزموم أبواب المال، التي تطبق عليها الدواوين، من خراج الأرضين والصدقات وأعشار السفن وأخماس المعادن والمراعي والجزية وغلة دار الضرب والمراصد والضياع والمستغلات وأثمان الماء وضرائب الملاحات والآجام؛ فأما خراج الأرضين فعلى ثلاثة أصناف: على المساحة والمقاسمة والقوانين التي هي مقاطعات معروفة لا تزيد ولا تنقص زرع أم لم يزرع؛ وأما المساحة والمقاسمة فإن زرع أخذ خراجه، وأن لم يزرع لم يؤخذ، وعامة فارس مساحة إلا الزموم فإنها مقاطعات إلا شيئاً يسيراً من المقاسمات، وتختلف الأخرجة في البلدان على المساحة، فأثقلها بشيراز، وعلى كل صنف من الزرع شيء مقدر، فعلى الجريب الكبير من الأرض يزرع فيه الحنطة والشعير السيح مائة وتسعون درهماً، والشجر بالسيح مائة واثنان وتسعون درهماً، والرطاب والمقاثي السيح للجريب الكبير مائتان وسبعة وثلاثون درهماً ونصف، وعلى الريب الكبير من القطن السيح مائتان وستة وخمسون درهماً وأربعة دوانيق، وعلى الجريب الكبير من الكروم ألف وأربعمائة وخمسة وعشرون درهماً، والجريب الكبير ثلاثة أجربة وثلثان بالجريب الصغير، ستون ذراعاً في ستين ذراعاً بذراع الملك تسع قبضات، وهذا خراج شيراز للسيح. وخراج كوار على الثلثين من هذا، لأن جعفر بن أبي زهير السامي كلم الرشيد فردة إلى ثلثي الربع؛ وخراج إصطخر ينقص من جراج شيراز في الزرع بشيء يسير، هذا خراج السيح. والبخوس خراجه على ثلث السيح، والطوي والمنضح والمندى على ثلثي الخراج، والسقي ما ندى وسقي سقية فينقص الربع من الخراج، وإذا ندى وسقي سقيتين فهو السيح، وقد استتم الخراج؛ وكوردار أبجرد وأرجان وسابور زراعتهم ومقادير الخراج على أرضيهم بخلاف هذا يزيد أو ينقص. وأما المقاسمة فإنها على وجهين، ضياع في أيدي قوم من أهل الزموم وغيرهم، معهم عهود من على بن أبي طالب عليه السلام ومن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وغيرهما من الخلفاء، فيقاسمون على العشر والثلث والربع وغير ذلك، والوجه الآخر مقاسمات على قرى صارت لبيت المال، فيزارع الناس عليها. وأما أبواب أموال الضياع فإن الضياع السلطانية خارجة عن المساحة، وإنما تؤخذ من السلطان بالمقاسمة أو المقاطعة، وعلى الأكرة فيها ضرائب من الدراهم يؤدونها. وأما الصدقات وأعشار السفن وأخماس المعادن والجزية ودار الضرب والمراصد وضرائب الملاحات والآجام وأثمان الماء والمراعي فإنها تقرب في الرسم مما في سائر الأمصار. وليس بفارس دار ضرب إلا بشيراز، وأما المستغلات فإنها تربة أسواق بشيراز وغير شيراز، أبنيتها للناس ويؤدون أجرة الأرض والطواحين للسلطان وأجرة الدور التي يعمل فيها ماء الورد، وكان الرسم القديم بفارس أن كل حومة بفارس لا خراج على الكروم فيها، ولا على الأشجار بجميع فارس، إلى أن ولي علي بن عيسى الوزارة سنة اثنتين وثلاثمائة فألزمهم فيها كلها الخرج، وبفارس ضياع قد ألجأها أربابها إلى الكبراء من حاشية السلطان بالعراق، فهي تجري بأسمائهم وخفف عنهم الربع، فهي في أيدي أهلها بأسماء هؤلاء يتبايعونها ويتوارثونها.
    بلاد كرمان
    وأما كرمان فإن شرقيها أرض مكران ومفازة ما بين مكران والبحر من وراء البلوس، وغربيها أرض فارس، وشماليها مفازه خراسان وسجستان، وجنوبيها بحر فارس، ولها في حد الشريجان دخلة في حد فارس مثل الكم، وفيما يلي البحر لها تقويس،
    [CENTER] [/CENTER]

    تعليق


    • #62
      وكرمان لها صرود وجروم، وصرودها تقصر عن صرود فارس في البرد، وليس في جرومها شئ من الصرود، وفي صرودها ربما عرض بعض الجروم؛ وأما ما يقع فيها من المدن التي أعرفها فهي الشريجان وجيرفت وبم وهرموز، وفي أضعاف ذلك ما بين فارس وجيرفت مدينة روبين، وبعضهم يزعم أنها مدينة ليست من كرمان، وبعضهم يقول إنها من كرمان، ومدينة كشستان وجيروقان ومرزقان والسورقان وولاشكرد ومغون، ومما يلي جيرفت إلى الشريجان ناجت وخير، وما بين الشيرجان وبم: الشامات وبهار وخناب وغبيرا وكوغون ورائين وسروستان ودارجين، وما بين جيرفت وبم مدينة هرمز تعرف بقرية الجوز، وما بين الشيرجان وفارس أناس وكردكان وبيمند، وبين الشيرجان وبين فارس أيضاً إلى حدود دارابجرد حسناباذ وكاهون، ومن الشيرجان إلى ما يلي المفازة بردشير وجنزروذ وزرند وفيرزين وماهان وخبيص، ومما يلي المفازة بناحية بم نرماشهر وفهرج وسنيج، إلا أن سنيج في وسط المفازة منقطعة الحدود كرمان وإن كانت مضمومة إليها، وصورناها في مفازة فارس وخراسان والأخواش، على أن منهم من زعم أن الاخواش من عمل سجستان، فصورناها على حدود كرمان؛ وحوالي جبل بارز: الريقان ومدينة قفير وحومة قوهستان أبي غانم، وفيما يلي هرموز وجيرفت مدينة كومين ونهر زنجان ومنوجان، فأما شهروا على البحر فليس بها منبر، وهذا ما علمته. ومن مشاهير جبالها المنيعة جبال القفص وجبال البارز وجبال معدن الفضة، وليس ببلاد كرمان نهر عظيم ولا بحور إلا بحر فارس، إلا أن خليجاً من بحر فارس يخترق إلى هرموز يسمى الجير، فتدخل في السفن من البحر وهو مالح، وفي أضعاف مدن كرمان مفاوز كثيرة، وليس اتصال عماراتها مثل اتصال عمارات فارس؛ وجبل القفص هي جبال جنوبيها البحر، وشماليها حدود جيرفت والروذبار وقوهستان أبي غانم، وشرقيها الأخواش ومفازة بين القفص ومكران، وغربيها البلوص وحدود المنوجان ونواحي هرموز، ويقال إنها سبعة أجبل، وبها نخيل كثير وخصب من زرع وضرع، وهي جبال منيعة، ولكل جبل رئيس، وهم ممتنعون، وللسلطان عليهم جراية يستكفهم بها، وهم مع ذلك يقطعون الطريق في عامة كرمان إلى مفازة سجستان وإلى حد فارس، وهم رجالة الدواب لهم، والغالب على خلقتهم النحافة والسمرة وتمام الخلق، ويزعمون أنهم من العرب وتوصف بلادهم أن بها من الأموال المجموعة والذخائر ما يكثر عن الوصف؛ وأما البلوص فهم في سفح جبل القفص، ولا يخاف القفص من أحد إلا من البلوص، وهم أصحاب نعم وبيوت شعر مثل البادية، ولا يقطعون الطريق ولا يتأذى بهم أحد؛ وأما جبال البرز فإنها جبال خصبة، فيها أشجار بلد الصرود، وتقع فيها الثلوج، وهي جبال منيعة، وأهلها لا يتأذى بهم أحد، ولم يزل أهلها على المجوسية أيام بني أمية كلها لا يقدر عليهم، وكانوا شراً من القفص، فلما ولي الأمر بنو العباس أسلموا، وكانوا مع ذلك في منعة شديدة إلى أيام السجزية، فأخذ يعقوب وعمرو أبنا الليث رؤوسهم وملوكهم وأخلوا تلك الجبال من عيالهم، وهي أخصب من جبال القفص وبها معادن حديد؛ وأما جبال المعادن فهي جبال بها فضة، وتمتد من ظهر جيرفت على شعب يعرف بدرباي إلى جبل الفضة مرحلتين، ودرباي هذه شعب خصب عامر بالبساتين والقرى نزه جداً. وجروم كرمان أكثر من صرودها، ولعل صرودها نحو الربع، وهي مما يلي الشرجان فيما حواليها إلى جهة فارس والمفازة وإلى ما يلي بم، والجروم فيها من حد هرموز إلى حد مكران وحد فارس وحد الشيرجان، فيقع في أضعافها هرموز والمنوجان وجيرفت وجبال القفص ودشت رويست وبشت خم، وما في أضعاف ذلك من المدن والرساتيق، وكذلك بم وما في أضعافها إلى المفازة، وإلى حد مكران وإلى خبيص؛ والغالب على أهل كرمان نحافة الجسم والسمرة لغلبة الحر، وليس بعد جيرفت وبم مما يلي المشرق شئ من الصرود، ومما يلي المغرب من جيرفت صرود، تقع فيها الثلوج ما بين جبل الفضة إلى درباي،إلى أن تشرف على جيرفت، وكذلك في وجه جبل بارز، وبقرب جيرفت موضع يعرف بالميجان، وعامة فواكه جيرفت والحطب والثلوج تحمل إليها من ميجان ودرباي، ويخترقها نهر بديوروذ، شديد الجري له وجبة وخرير شديد، يجري بالصخور ولا يستطع أحد أن ينزله، إلا متوقياً على رجليه من تلك الحجارة، وهو مقدار ما يدير عشرين رحي؛ وهرموز إنما هي مجمع تجارة كرمان، وهي فرضة البحر وموضع السوق، وبها مسجد
      [CENTER] [/CENTER]

      تعليق


      • #63
        جامع ورباط، وليس بها كثير مساكن، وإنما مساكن التجار في رستاقها، متفرقين في القرى نحو فرسخين، وبلدهم كثير الدخل، والغالب على زرعهم الذرة.امع ورباط، وليس بها كثير مساكن، وإنما مساكن التجار في رستاقها، متفرقين في القرى نحو فرسخين، وبلدهم كثير الدخل، والغالب على زرعهم الذرة.
        وأما جيرفت فإن طولها نحو ميلين، وهي متجر خراسان وسجستان، ويجتمع فيها مايكون بالصرود والجروم، من الثلج والرطب والجوز والأترج، وماؤهم من نهر ديوروذ، وهي خصبة جداً وزروعهم سقي، وإما بم فإن فيها نخيلا، ولها قرى كثيرة، وهي أصح هواءً من جيرفت، ولها قلعة منيعة مشهورة وهي في المدينة؛ وبمدينة بم ثلاثة مساجد يجمعون فيها الجمعات، فمنها مسجد للخوارج في السوق عند دار منصور بن خردين، ومسجد جامع في البزازين لأهل الجماعة، ومسجد جامع في القلعة، وفي المسجد جامع للخوارج بيت مالهم للصدقات، وشراتهم قليلون، إلا أن لهم يساراً، وبم أكبر من جيرفت. وفهرج مدينة صغيرة، وعامة حشيشها النرجس والسوسن وحطبهم كله من الآس. وأما الشيرجان فمياههم من القني في المدينة، ومياه رساتيقها من الآبار، وهي أكبر مدينة بكرمان، وأبنيتها من آزاج لقلة الخشب بها، والغالب على أهل الشيرجان مذهب أهل الحديث، والغالب على أهل جيرفت الرأي، والغالب على أهل الروذبار وقوهستان أبي غانم والبلوص والمنوجان التشيع، ومن حد مغون وولاشجرد إلى ناحية هرموز يزرع النيل والكمون ويحمل منها إلى الآفاق، ويتخذ بها الفانيذ وقصب السكر، والغالب على طعامهم الذرة، وبها نخيل كثير حتى ربما بلغ بها وبسائر الجروم من جيرفت التمر مائة من بدرهم، ولهم سنة حسنة لا يرفعون من تمورهم ما أسقطه الريح، فيأخذه غير أربابه، وربما كثرت الرياح فيصير إلى الضعفاء من التمور في التقاطهم إياها أكثر مما يصير للأرباب، وليس عليهم فيها إلا العشور للسلطان، مثل ما بالبصرة. وأما ناحية رويست فإنه بلد قشف، والغالب على أهلها الصوصية. وشهروا قرية على البحر بها صيادون، وإنا هي منزل لمن أراد أن يأخذ من فارس إلى هرموز، وليس بها منبر. ولسان أهل كرمان الفارسية، إلا أن القفص لهم مع لسان الفارسية لسان القفص، وكذلك البلوص والبارز لهم مع لسان الفارسية لسان آخر.
        ويرتفع من بم ثياب قطن تحمل إلى الآفاق؛ ومن ناحية زرند ترفع بطائن معرفة تحمل إلى فارس والعراق. والخواش إنما هي أخواش مثل البراري، وهم بادية أصحاب إبل وغنم ومراع، ولهم اختصاص ينزلون فيها، ولهم نخيل كثير؛ وأما الأخواش فإنه يرتفع منها الفانيذ، الذي يحمل إلى سجستان.
        وأما نقودهم فإن الغالب عليها الدراهم، ولا يستعملون الفلوس ولا شيئاً من النقرة، والدنانير فيما بينهم كالعرض لا يتبايعون بها.
        [CENTER] [/CENTER]

        تعليق


        • #64
          وأما المسافات بين مدن كرمان فإن من الشيرجان إلى رستاق الرستاق من حد فارس: من الشيرجان إلى كاهون مرحلتان، ومن كاهون إلى حسناباذ نحو من فرسخين، ومن حسناباذ إلى رستاق الرستاق نحو من مرحلة؛ ومن الشيرجان إلى الروذان مما يلي فارس: منها إلى بيمند 4 فراسخ، ومن بيمند إلى كردكان فرسخان، ومن كردكان إلى أناس مرحلة كبيرة، ومن أناس إلى الروذان من حد فارس مرحلة خفيفة؛ ومن الشيرجان إلى رباط السرمقان من حد فارس مرحلتان كبيرتان، وليس فيما بينهما منبر، وبشت خم بين الشيرجان وبين رباط السرمقان منزل، ومن الشيرجان إلى بم: أول مرحلة منها الشامات وتعرف بكوهستان، ومن الشامات إلى بهار مرحلة خفيفة، ومن بهار إلى خناب مرحلة خفيفة، ومن خناب إلى غبيرا مرحلة خفيفة، ومن غبيرا إلى كوغون فرسخ، ومن كوغون إلى رائين مرحلة، ومن رائين إلى سروستان مرحلة خفيفة، ومن سروستان إلى دارجين مرحلة، ومن دارجين إلى بم مرحلة؛ ومن الشيرجان إلى جيرفت- إن شئت سرت على طريق بم إلى سروستان، ثم تعطف عن يمينك إلى هرمز -قرية الجوز- مرحلة، ومنها إلى جيرفت مرحلة، وإن شئت خرجت من الشيرجان إلى ناجت مرحلتين، ومن ناجت إلى خير مرحلة، ومن خير إلى جبل الفضة مرحلة، ومن جبل الفضة إلى درباي مرحلة، ومن درباي إلى جيرفت مرحلة. ومن الشيرجان إلى الخبيص: منها إلى فرزين مرحلتان، ومن فرزين إلى ماهان مرحلة، ومن ماهان إلى خبيص 3 مراحل؛ ومن الشيرجان إلى زرند: منها إلى بردشير مرحلتان، ومن بردشير إلى جنزروذ مرحلة كبيرة، ومن جنزروذ إلى زرند مرحلة كبيرة، ومن زرند إلى حد المفازة مرحلة كبيرة؛ ومن بم إلى المفازة: منها إلى نرماشهر مرحلة، ومن نرماشهر إلى الفهرج على طرف المفازة مرحلة، ومن بم إلى جيرفت: منها إلى دارجين مرحلة، ومن دارجين إلى هرمز مرحلة، ومن هرمز إلى جيرفت مرحلة؛ ومن جيرفت إلى فارس -منها إلى قناة الشاة مرحلة، ومن قناة الشاه إلى مغون مرحلة، ومن مغون إلى ولاشكرد مرحلة، ومن لاشكرد إلى السورقان مرحلة، ومن السورقان إلى المرزقان مرحلة، ومن المرزقان إلى جيروقان فرسخ، ومن جيروقان إلى كشيستان مرحلة خفيفة، ومن كشيستان إلى روبين مرحلة خفيفة، ومن روبين إلى فارس مرحلة خفيفة. ومن جيرفت إلى هرموز تسير إلى ولاشكرد، ثم تعدل منها إلى يسارك إلى كومين مرحلة كبيرة، ومنها إلى نهر زنكان مرحلة، ومن نهر زنكان إلى المنوجان مرحلة، ومن المنوجان إلى هرموز مرحلتان. والطريق من هرموز إلى فارس: من هرموز إلى شهروا على شط البحر مرحلة، وعن شهروا إلى رويست 3 مراحل، ومن رويست إلى تارم 3 مراحل، فهذه جوامع مسافات كرمان.
          بلاد السند
          وأما بلاد السند وما يصاقبها مما قد جمعناه في صورة واحدة، فهي بلاد السند وشيء من بلاد الهند ومكران وطوران والبدهة، وشرقي ذلك كله بحر فارس، وغربية كرمان ومفازة سجستان وأعمال سجستان، وشمالية بلاد هند، وجنوبيه مفازة بين مكران والقفص، ومن ورائها بحر فارس، وإنما صار بحر فارس يحيط بشرقي هذه البلاد والجنوبي من وراء هذه المفازة، من أجل أن البحر يمتد من صيمور على الشرقي إلى نحو تيز مكران، ثم ينعطف على هذه المفازة إلى أن يتقوس على بلاد كرمان وفارس.
          والذي يقع من المدن في هذه البلاد فبناحية مكران: التيزوكيز وقنزبور ودرك وراسك وهي مدينة الخروج، وبه وبند وقصر قند واصفقه وفهلفهره ومشكي وقنبلي وأرمائيل.
          وأما طوران فإن مدنها محالي وكيز كانان وسورة وقصدار. وأما البدهة فإن مدينتها قندابيل.
          وأما مدن السند فإنها المنصورة واسمها بالسندية برهمناباذ والديبل والبيرون وقالري وأنري وبلري والمسواهي والبهرج وبانية ومنحاتري وسدوسان والرور.
          وأما مدن الهند فهي قامهل وكنباية وسوبارة وسندان وصيمور والملتان وجندراور بسمد، فهذه من مدن هذه البلاد التي عرفناها. ومن كنباية إلى صيمور من بلد بلهلرا بعض ملوك الهند، وهي بلاد كفر إلا أن هذه المدن فيها المسلمون، ولا عليهم من قبل بلهر إلا مسلم، وبها مساجد يجمع فيها الجمعات، ومدينة بلهرا التي يقيم فيها ما نكير، وله مملكة عريضة.
          [CENTER] [/CENTER]

          تعليق


          • #65
            والمنصورة مدينة مقدارها في الطول والعرض نحو ميل في ميل، ويحيط بها خليج من نهر مهران وهي في شبيه بالجزيرة، وأهلها مسلمون وملكهم من قريش، يقال إنه من ولد هبار بن الأسود، قد تغلب عليها هو وأجداده، إلا أن الخطبة بها للخليفة، وهي مدينة حارة بها نخيل، وليس لهم عنب ولا تفاح ولا كثرى ولا جوز، ولهم قصب سكر، وبأرضهم ثمرة على قدر التفاح تسمى الليمونة، حامضة شديدة الحموضة، ولهم فاكهة تشبه الخوخ يسمونها الأنبج، تقارب طعم الخوخ، وأسعارهم رخيصة، وفيها خصب، ونقودهم القاهريات- كل درهم نحو خمسة دراهم، ولهم درهم يقال له الطاطريّ، في الدرهم وزن درهم وثلثين، ويتعاملون بالدنانير أيضاً، وزيهم زى أهل العراق، إلا أن زي ملوكهم يقارب زي ملوك الهند في الشعور والقراطق. وأما الملتان فهي مدينة نحو نصف المنصورة، ويسمى فرج بيت الذهب، وبها صنم تعظمه الهند وتحج إليه من أقاص بلدانها، وتتقرب إلى الصنم في كل سنة بمال عظيم، لينفق على بيت الصنم والعاكفين عليه منهم، وسميت الملتان بهذا الصنم، وبيت هذا الصنم قصر مبنى في أعمر موضع، بسوق الملتان بين سوق العاجيين وصف الصفارين، وفي وسط القصرقبة والصنم فيها، وحوالي القبة بيوت يسكنها خدم هذا الصنم ومن يعكف عليه، وليس بالملتان من الهند والسند الذين يعبطون الأوثان غير هؤلاء، الذين هم في هذا القصر مه الصنم، وهذا الصنم صورة على خلقة إنسان، متربع على كرسي من جص وآجر، والصنم قد البس جميع جسده جلداً يشبه السختيان أحمر، حتى لا يبين من جثته شئ إلا عيناه، فمنهم من يزعم أن بدنه خشب، ومنهم من يزعم أنه من غير الخشب، إلا أنه لا يترك بدنه ينكشف، وعيناه جوهرتان، وعلى رأسه أكليل ذهب مرتفع على ذلك الكرسي، قد مد ذراعيه عبي ركبته، وقد فرق أصابع كل يد له كما تحسب أربعة، وعامة ما يحمل إلى هذا الصنم من المال فإنما يأخذه أمير الملتنان، وينفق على السدنة منه، فإذا قصدهم الهند للحرب وانتزاع هذا الصنم منهم أخرجوا الصنم، فأظهروا كسر وأحراقه فيرجعون، ولولا ذلك لخربوا الملتان، وعلى الملتان حصون ولها منعة، وهي خصبة إلا أن المنصورة أخصب وأعظم منها، والملتان إنما سمي فرج بيت الذهب لأنها لما فتحت في أول الإسلام كان في الإسلام ضيق وقحط، فوجدواً فيها ذهباً كثيراً فاتسعوا به، وخارج الملتان على مقدار نصف فرسخ أبنية كثيرة تسمى جندراور وهي معسكر للأمير، لا يدخل الأمير منها إلى الملتان إلا في الجمعة، فيركب الفيل ويدخل إلى صلاة الجمعة، وأميرهم قرشي من ولد سامة بن لؤي، قد تغلب عليها ولا يطع صاحب المنصورة، إلا أنه يخطب للخليفة. وأما بسمد فهي مدينة صغيرة، وهي والملتان وجندراور عن شرقي نهر مهران، وبين كل واحدة منها وبين النهر نحو فرسخ، وماؤها من الآبار، وبسمد خصبة، والديبل هي غربي مهران على البحر، وهي متجر كبير وفرضه لهذا البلاد وغيرها، وزروعهم مباخس، وليس لهم كثير الشجر ولا نخيل، وهو بلد قشف وإنما مقامهم للتجارة.
            والبيرون مدينة بين الديبل ومنصورة على نحو من نصف الطريق، وهي إلى المنصورة أقرب؛ ومنحاترى على غربي مهران، وبها يعبر من جاء من الديبل إلى المنصورة، وهي بحذائها؛ والمسواهي والبهرج وسد وسان هذه كلها غربي مهران؛ وأما أنرى وقالري فهما شرقي مهران على طريق المنصورة إلى الملتان، وهما بعيدتان عن شط مهران؛ وأما بلري فهي على شط مهران عن غربية، بقرب الخليج الذي ينفتح من مهران على ظهر المنصورة؛ وأما بانية فهي مدينة صغيرة ومنها عمر بن عبد العزيز الهباري القرشي، جد هؤلاء المتغلبين على المنصورة؛ وقامهل مدينة من أول حد الهند إلى صيمور، فمن صيمور إلى قامهل من بلد الهند؛ ومن قامهل إلى مكران والبدهة وما وإلى ذلك إلى حد الملتان- هي كلها من بلد السند، والكفار في حدود بلد السند إنما هم البدهة وقوم يعرفون بالميد.
            [CENTER] [/CENTER]

            تعليق


            • #66
              وإنما البدهة فهي مفترشة ما بين حدود طوران ومكران والملتان ومدن المنصورة، وهم في غربي مهران، وهم أهل إبل، وهذا الفالج الذي يحمل إلى الآفاق بخرسان وفارس وسائر البلاد التي يكون بها البخاتي إنما يحمل منهم؛ ومدينة بدهة التي يتجرون إليها قندابيل، وهم مثل البادية لهم اختصاص وأجام. وأما الميد فهم على شطوط مهران من حد الملتان إلى البحر، ولهم في البرية التي بين مهران وبين قامهل مراع ومواطن كثيرة، ولهم عدد كثير؛ وبقامهل وسندان وصيمور وكنباية مساجد جوامع، وفيها أحكام المسلمين ظاهرة وهي مدن خصبة واسعة، وبها النارجيل والموز والأنبج، والغالب على زروعهم الأرز، وبها عسل كثير، وليس بها نخيل؛ والراهوق وكلوان ورستاقان متجاوران وهما بين كيز وأرمائيل، فأما كلوان فهي من مكران، وأما الراهوق فهي من حد المنصورة، وهي مباخس قليلة الثمر قشفة، إلا أن لهم مواشي كثيرة.
              والطوران قصبتها القصدار، وهي مدينة لها رستاق ومدن، والغالب عليها رجل يعرف بمغير بن أحمد يخطب للخليفة فقط، ومقامه بمدينة تعرف بكيز كانان، وهي ناحية خصبة واسعة رخيصة الأسعار، وبها أعناب ورمان وفواكه الصرود، وليس بها نخيل؛ وبين بانية وقامهل مفاوز، ومن قامهل إلى كنابية أيضاً مفاوز، ثم يكون حينئذ من كنباية إلى صيمور قرى متصلة وعمارة للهند. وزي المسلمين والكفار بها واحد في الباس وإرسال الشعر، ولباسهم الأزر والميازر لشدة الحر ببلدانهم، وكذلك زي أهل الملتان لباسهم الأزر والميازر؛ ولسان أهل المنصورة والملتان ونواحيها العربية والسندية، ولسان أهل مكران الفارسية والمكرية، ولباس القراطق فيهم ظاهر، إلا التجار فإن لباسهم القمص والأردية وسائر زي أهل الفارس والعراق.
              ومكران ناحية واسعة عريضة، الغالب عليها المفاوز والقحط والضيق، والمتغلب عليها رجل يعرف بعيسى ابن معدان، ويسمى بلسانهم مهراج، ومقامه بمدينة كيز وهي مدينة نحو النصف من الملتان، وبها نخيل كثيرة، وفرضت مكران وتلك النواحي تيز، وتعرف بتيز مكران، وأكبر مدينة بمكران القنربور، وبه وبند وقصر قند ودرك وفلفهرة كلها مدن صغار، وهي كلها جروم، ولهم رستاق يسمى الخروج، ومدينتها راسك ورستاق يسمى جدران، وبها فانيذ كثير ونخيل وقصب سكر، وعامة الفانيذ الذي يحمل إلى الآفاق منها، إلا شيئاً يحمل من ناحية ماسكان، ويقصدار أيضا فانيذ؛ وماسكان هذه رستاق الشراة، ويتصل بنواحي كرمان ناحية تسمى مشكي وهي مدينة قد تغلب عليها رجل يعرف بمطهر بم رجاء، وهو لا يغلب وليخطب إلا للخليفة، ولا يطع أحداً من الملوك المصاقبين له، وحدود عمله نحو ثلاث مراحل، وبها نخل قليل وشئ من فواكه الصرود، على أنها من الجروم. وأرمائيل وقنبلي مدينتان كبيرتان وبينهما مقدار منزلتين، وبين أرمائيل والبحر مقدار نصف فرسخ، وهما بين ديبل ومكران. وقندابيل مدينة كبيرة، ليس بها نخيل وهي في برية، وهي ممتار البدهة؛ وبين كيز كانان وقندابيل رستاق يعرف بإيل، وفيه مسلمون وكفار من البدهة، وأكثر زروعهم البخوس، ولهم كروم ومواش، وهي ناحية خصبة، وإيل هو اسم رجل تغلب على هذه الكورة فنسبت إليه.
              [CENTER] [/CENTER]

              تعليق


              • #67
                وأما المسافات بها فمن تيز إلى كيز نحو 5 مراحل، ومن كيز إلى قنزبور مرحلتان، ومن أراد من قنزبور إلى تيز مكران فطريقه على كيز، ومن قنزبور إلى درك 3مراحل، ومن درك إلى رأسك 3مراحل، ومن راسك إلى فهلفهرة 3 مراحل، ومن فهلفهرة إلى أصفقة مرحلتان خفيفتان، ومن أصفقة إلى بندر مرحلة، ومن بند إلى به مرحلة، ومن به إلى قصر قند مرحلة، ومن كيز إلى أرمائيل 6 مراحل، ومن أرمائيل إلى قنبلي مرحلتان، ومن قنبلي إلى الديبل 4مراحل، ومن المنصورة إلى الديبل 6 مراحل، ومن المنصورة إلى الملتان 12 مرحلة، ومن المنصورة إلى طوران نحو 15 مرحلة، ومن قصدار- إلى الملتان نحو 20 مرحلة، وقصدار مدينة طوران، ومن المنصورة إلى أول حد البدهة 5 مراحل، ومن كيز مسكن عيسى بن معدان إلى البدهة نحو 10 مراحل، ومن البدهة إلى تيز نحو 15 مرحلة، وطول عمل مكران من تيز إلى قصدار نحو 12 مرحلة، ومن الملتان إلى أول حدود الاستان المعروف ببالس نحو 10 مراحل، وتحتاج إلى عبور مهران إذا أردت بلاد البدهة من المنصورة إلى مدينة تسمى سد وسان على شط مهران، ومن قندابيل إلى مستنج مدينة بالس 4مراحل، ومن قصدار إلى قندابيل نحو 5فراسخ، ومن قندابيل إلى المنصورة نحو 8 مراحل، ومن قندابيل إلى النلتان نحو مفاوز نحو 10 مراحل، وبين المنصورة وبين قامهل 8 مراحل، ومن قامهل إلى كنباية 4 مراحل، وكنباية على نحو فرسخ من البحر، ومن كنباية إلى سوبارة نحو 4 مراحل، وسوبارة من البحر على نصف فرسخ، وبين سوبارة وسندان نحو 5 مراحل؛ وهي أيضاً على نصف فرسخ من البحر، وبين صيمور وبين سندان نحو 5 مراحل، وبين صيمور وسر نديب نحو 15 مرحلة، وبين الملتان وبسمد نحو مرحلتين، ومن بسمد إلى الرور 3 مراحل، ومن الرور إلى أنري 4 مراحل، ومن أنري إلى قلري مرحلتان، ومن قلري إلى المنصورة مرحلة، ومن الديبل إلى بيرون 4 مراحل، ومن بيرون إلى منحاتري مرحلتان، ومن قلري إلى بلري نحو 4 فرسخ، وبانية هي بين المنصورة وبين قامهل على مرحلة من المنصورة. وأما أنهارها فإن لهم نهراً يعرف بمهران، وبلغني أن مخرجه من ظهر جبل يخرج منه بعض أنهار جيحون، فيظهر مهران بناحية الملتان فيجري على حد بسمد والرور، ثم على المنصورة حتى يقع في البحر شرقي الديبل، وهو نهر كبير عذب جداً، ويقال إن فيه تماسيح مثل ما في النيل، وأنه مثل النيل في الكبر وجريه مثل جريه، يرتفع على وجه الأرض ثم ينضب، فيزرع عليها مثل ما ذكرناه في أرض مصر. والسندروذ من الملتان على نحو من ثلاث مراحل وهو نهر كبير عذب، بلغي أنه يفرغ إلى مهران؛ وأما مكران فإن الغالب عليها البوادي والمباخس؛ وهي قليلة الأنهار جداً، ولهم ما بين المنصورة ومكران مياه من نهر مهران كالبطائح، عليها طائفة من السند يعرفون بالزط؛ فمن قارب منهم هذا الماء فهم في أخصاص، وطعامهم السمك، وطير الماء في جملة ما يتغذون به، ومن بعد منهم في البراري فهم مثل الأكراد.
                قد انتهينا في حد المشرق إلى آخر حدود الإسلام، ونرجع إلى حد الروم غرباً، فنصف أقاليمها إلى آخر الإسلام في حد المشرق، فالذي نبتدئ به أرمينية والران وأذربيجان، وقد جعلناها إقليماً واحداً.
                أرمينية والران وأذربيجان
                فأما أرمينية والران وأذربيجان فإن جمعناها في صورة واحدة، وجعلناها لإقليما واحدا، والذي يحيط بها مما يلي المشرق الجبال والديلم وغربي بحر الخزر، الذي يحيط بها مما يلي المغرب حدود الأرمن واللارن وشئ من حد الجزيرة، والذي يحيط بها مما يلي الشمال اللارنج وجبال القبق، والذي يحيط بها مما يلي الجنوب حدود العراق وشئ من حدود الجزيرة.
                [CENTER] [/CENTER]

                تعليق


                • #68
                  فا أذربيجان فإن أكبر مدينة بها أردبيل، وبها المعسكر ودار الإمارة، وهي مدينة تكون نحو ثلثي فرسخ في مثلها، وعليها سور فيه ثلاثة أبواب، وبناؤها الغالب عليه الطين، وهي مدينة خصبة وأسعارها رخيصة، ولها رساتيق وكور، وبها جبال نحو فرسخين يسمى سبلان عظيم مرتفع، ولا يفارقه الثلج شتاءً ولا صيفاً، ولا يكون به عمارة؛ وتلي أردبيل في الكبر المراغة، وكانت في قديم الأيام المعسكر ودار الإمارة، والمراغة نزهة جداً، خصبة كثيرة البساتين والرساتيق والزروع، وكان عليها سور خربه ابن أبي الساج؛ ثم تلي المراغة في الكبر ارمية، وهي مدينة نزهة خصبة كثيرة الخير رخيصة الأسعار، على شط بحيرة الشراة؛ وأما الميانج والخونج وأجن ودخراقان وخوى وسلمان ومرند وتبريز وبرزند وورثان وموقان وجابروان واشنه، فإنها مدن صغار متقاربة في الكبر، وأما جابروان وتبريز وأشنه الذرية فإن هذه الثلاث مدن وما تحتف به تعرف بالرديني؛ وأما برذعة فإنها مدينة كبيرة جداً، تكون أكبر من فرسخ في فرسخ، وهي نزهة خصبة كثيرة الزرع والثمار جداً، وفيما بين العراق وخراسان بعد الري وأصبهان مدينة أكبر ولا أخصب ولا أحسن موضعاً ومرافق من برذعة، ومنا على أقل من فرسخ موضع يسمى الأندراب، مابين كرنة ولصوب ويقطان أكثر من مسيرة في يوم، مشتبكة البساتين والباغات كلها فواكه، وفيها البندق الجيد أجود من بندق سمرقند، وبها شاهبلوط أجود من شاهبلوط الشام، ولهم فاكهة تسمى الروقال في تقدير الغبيراء، وله نوى حلو الطعم إذا أدرك، وفيم مرارة قبل أن يدرك، وأما الشاهبلوط فإنه على تقدير نصف جوزة سوداء، يقارب طعمه طعم البندق والرطب؛ وببرذعة تين يحمل من لصوب، يفضل على جنسه، ويرتفع من الابريسم شئ كثير يربى على توت مباح لا مالك له، ويجهز منه إلى فارس وخوزستان شئ كثير، وعلى ثلث فرسخ من برذعة نهر الكر، وبنهر الكر السرماهي الذي يحمل إلى الآفاق مالحا، ويرتفع من نهر الكر سمك يسمى الزراقن والعشوبة، وهما سمكان يفضلان على أجناس السمك بتلك النواحي، وعلى باب برذعة- يسمى باب الأكراد- سوق يسمى الكركي، مقدار فرسخ في فرسخ يجتمع فيه الناس كل يوم أحد، وينتابه الناس من كل مكان حتى من العراق، وهو أكبر من سوق كولسره، وقد غلب على هذا اليوم لدوامه اسم الكركي، حتى إن كثيراً منهم إذا عد أيام الجمعة قال السبت والكركي والاثنين والثلاثاء حتى يعد أيام الجمعة، وبيت مالهم في المسجد الجامع على رسم الشام، فإن بيوت أموال الشام في مساجدها، وهو بيت مال مرصص السطح وعليه باب حديد، وهو على تسعة أساطين، ودار الإمارة بجنب المسجد الجامع في المدينة الأسواق في ربضها؛ وأما باب الأبواب فإنها مدينة على البحر، وفي وسطها مرسى للسفن، وبين هذا المرسى وبين البحر قد بنى على حافتي البحر سدان، حتى ضاف مدخل السفن، وجعل المدخل ملتوياً، وعلى هذا الفم سلسلة ممدودة لا يخرج المركب ولا يدخل إلا بأمر، وهذان السدان من صخر ورصاص، وباب الأبواب على بحر طبرستان، هي مدينة تكون أكبر من أردبيل، ولهم زروع كثيرة وثمار قليلة، إلا ما يحمل إليهم من النواحي، وهي مدينة عليها سور من حجارة وآجر وطين، وهي فرضة بحر الخزر من السرير وسائر بلدان الكفر، وهي أيضاً فرضة جرجان وطبرستان واليلد، ويرتفع منها ثياب كتان، وليس بالران وأرمينية وأذربيجان ثياب كتان إلا هناك، وبها زعفران، ويقع إليها رقيق من سائر دور الكفر؛ وتفليس مدينة دون باب الأبواب في الكبر، وعليها سوران من طين، ولها ثلاثة أبواب، وهي خصبة جداً كثيرة الفواكه والزروع، وهي ثغر وبها جماعات مثل حمامات طبرية، ماؤها سخن من غير نار، وليس بالران مدينة أكبر من برذعة والباب وتفليس؛ فإما بيلقان وورثان وبرديج وبرزنج والشماخية وشروان والإيجاز والشابران وقبله وشكى وجنزه وشمكور وخنان فإنها صغار متقاربة في الكبر، خصبة واسعة المرافق. وأما دبيل فإنها مدينة أكبر من أردبيل وهي قصبة أرمينية، وبها دار الإمارة، كما أن دار الإمارة بالران برذعة، ودار الإمارة بأذربيجان أردبيل، وعليها سور، والنصاري بها كثير، والمسجد الجامع جنب البيعة، ويرتفع منها ثياب الصوف من بسط ووسائد ومقاعد وتكك وغير ذلك من أصناف الأرميني، ولهم صبغ يسمى القرمز، به يصبغ الصوف، وبلغني أنه دودة تنسج على نفسها مثل دودة الفز،
                  [CENTER] [/CENTER]

                  تعليق


                  • #69
                    وبلغني أنه يرتفع منها أيضاً، بزيزن كثير، وهي قصبة أرمينية وكان بها سنباط بن أشوط، ولم تزل في أيدي الكبراء من النصارى، وهم الغالبون على أهل أرمينية، وهي مملكة الأرمن، متاخمين للروم، فحد لهم إلى برذعة، وحد لهم إلى الجزيرة، وحد لهم إلى أذربيجان، والثغر الذي يلي الروم من أرمينية قاليقلا، وإليها بغزو أهل أذربيجان والجبال والري وما والاها، ولهم مدخل إلى الروم يعرف بطرابزنده، يجتمع فيه التجار فيدخلون بلد الروم للتجارة، فما وقع من دبابيج وبزيون وثياب الروم إلى تلك النواحي فمن طرابزنده؛ وأما نشوى وبركري وخلاط ومناز كرد وبدليس وقالقيلا وأرزن وميافارقين وسراج فهي بلدان صغار متقاربة في المقدار، خصبة كلها عامرة كثيرة الخير، وميارقين يعدها قوم من الجزيرة، إلا أنها دون دجلة، وخلفها حد الجزيرة فيما صورنا ما بين دجلة والفرات، فلذلك جعلناها بأرمينية. لغني أنه يرتفع منها أيضاً، بزيزن كثير، وهي قصبة أرمينية وكان بها سنباط بن أشوط، ولم تزل في أيدي الكبراء من النصارى، وهم الغالبون على أهل أرمينية، وهي مملكة الأرمن، متاخمين للروم، فحد لهم إلى برذعة، وحد لهم إلى الجزيرة، وحد لهم إلى أذربيجان، والثغر الذي يلي الروم من أرمينية قاليقلا، وإليها بغزو أهل أذربيجان والجبال والري وما والاها، ولهم مدخل إلى الروم يعرف بطرابزنده، يجتمع فيه التجار فيدخلون بلد الروم للتجارة، فما وقع من دبابيج وبزيون وثياب الروم إلى تلك النواحي فمن طرابزنده؛ وأما نشوى وبركري وخلاط ومناز كرد وبدليس وقالقيلا وأرزن وميافارقين وسراج فهي بلدان صغار متقاربة في المقدار، خصبة كلها عامرة كثيرة الخير، وميارقين يعدها قوم من الجزيرة، إلا أنها دون دجلة، وخلفها حد الجزيرة فيما صورنا ما بين دجلة والفرات، فلذلك جعلناها بأرمينية. $2
                    وأما الأنهار بهذه البلاد التي تجري فيها السفن فنهر الكر ونهر الرس، فأما سبيذروذ الذي بين أردبيل وزنزان فنهر يصغر عن جراء السفن فيه، والكر نهر عذب مرئ خفيف، يخرج من ناحية الجبل على حدود جزة وشمكور إلى قرب تفليس، ثم يقع في بلدان الكفر، وأما نهر الرس فإنه نهر عذب طيب، يخرج من أرمينية حتى ينتهي إلى باب ورثان، ثم ينتهي إلى خلف موقان وخلف مخرج نهر الكر فيقع في البحر.
                    وأما بحارها فإن بأذربيجان بحيرة تعرف ببحيرة أرمية مالحة الماء، وفيها سمك، وفيها دابة تسمى كلب الماء وهي كبيرة، وحواليها كلها عمارة وقرى ورساتيق، وبين هذه البحيرة وبين وراغة ثلاثة فراسخ، وبينها وبين أرمية فرسخان، وبين داخرقان وشط البحيرة نحو أربعة فراسخ، وطولها نحو أربعة أيام سير الدواب، وأما للريح فإن ربما يسار في ليلة، وبحيرة بأرمينية تعرف ببحيرة أرجيش، يرتفع منها سمك الطريخ يحمل إلى الآفاق؛ ولهم بحر طبرستان وعليه من المدن باب الأبواب وباكوره، وبباكوره النفط؛ فأما دجلة فأن شيئاً يسيراً ينتهي منها إلى أرمينية. وقد صورنا دجلة في صورة الجزيرة والعراق، ويرتفع من نواحي برذعة بغالب تجلب إلى الآفاق ويرتفع منها هذه الفوة التي تجلب إلى بلاد الهند وسائر المواضع.
                    [CENTER] [/CENTER]

                    تعليق


                    • #70
                      وحد الران من باب الأبواب إلى تفليس إلى قرب نهر الرس مكان يعرف بحجيران، وأذربيجان حدها حتى ينتهي إلى ظهر الطرم إلى حد زنجان إلى ظهر الدينور ثم يدور إلى ظهر حلوان وشهرزور حتى ينتهي إلى قرب دجلة، ثم يطوف على حدود أرمينية، وقد بينا حد أرمينية قبل هذا. وبهذه المدن من السعر الرخيص ما يبلغ في بعض المواضع الشاة بدرهمين، وربما بلغ العسل في بعض أقاليمها المنوين والثلاثة بدرهم، وبها من الخصب ما إن ذكر لمن لم يشاهده أنكره لعظمه، وبها ملوك في الأطراف، أما كنهم مثل المماليك، لهم مملكة واسعة وأموال، منهم ملك شروان يعرف بشروان شاه، وملك الأبخاز يعرف بالأبخاز شاه. والغالب على أذربيجان وأرمينية والران الجبال، وبدبيل جبل عظيم يسمى الحارث، لا يرتقي إلى أعلاه من ارتفاعه وصعوبة مسلكه والثلوج عليه دائمة، ودون جبل صغير يسمى الحويرث، وتخرج من الحارث مياههم ومحتطبهم ومتصديهم فيه، ويقال إنه لا يعرف جبل أعلى منه بهذه المدن، ومن أردبيل ألف درهم وأربعون درهما مثل منا شيراز إلا أن بشيراز يسمى المنا، وبأردبيل يسمى الرطل. ولسان أذربيجان وأرمينية والران الفارسية والعربية، غير أن أهل دبيل وحواليها يتكلمون بالأرمينية، ونواحي برذعة لسانهم الرانية، ولهم جبال يسمونها القبق وتحيط بها ألسنة مختلفة كثيرة للكفار. ونقود أذربيجان والران وأرمينيا الذهب والفضة جميعاً.
                      المسافات بهذه النواحي
                      الطريق من برذعة إلى أردبيل: من برذعة إلى يونان 7 فراسخ ومن يونان إلى بيلقان 7 فراسخ، ومن بيلقان إلى ورثان 7 فراسخ، ومن ورثان إلى بلخاب 7 فراسخ ومن بلخاب إلى برزند 7 فراسخ، ومن برزند إلى أردبيل 15 فرسخاً.
                      الطريق من برذعة إلى باب الأبواب: من برذعة إلى برزنج18 فرسخاً ومن برزنج إلى معبر الكر إلى الشماخية14 فرسخاً، ومن الشماخية إلى شروان 3 أيام، ومن شروان إلى الأبخاز يومان، ومن الأبخاز إلى جسر سمور12 فرسخاً، ومن جسر سمور إلى باب الأبواب20 فرسخاً.
                      الطريق من برذعة إلى تفليس: من برذعة إلى جيزة مدينة 9فراسخ؛ ومن جنزه إلى شمكور10 فراسخ، ومن شمكور إلى خنان مدينة21 فرسخاً، ومن خنان إلى قلعة أبن كندمان10 فراسخ، ومن القلعة إلى تفليس 12 فرسخاً.
                      الطريق من برذعة إلى دبيل: من برذعة إلى قلقاطوس9 فراسخ، ومن قلقاطوس إلى متريس 13 فرسخاً، ومن متريس إلى دوميس12 فرسخاً، ومن دوميس إلى كيل كوى16 فرسخاً، ومن كيل كوى إلى سيسجان مدينة 16فرسخاً، ومن سيسجان إلى دبيل16 فرسخاً، وهذا الطريق من برذعة إلى دبيل في بلاد الأرمن، وهذه القرى كلها مملكة سنباط بن أشوط.
                      الطريق من أردبيل إلى زنجان: من أردبيل إلى قنطرة سبيذروذ مرحلتان، ومن القنطرة إلى السراة يوم، ومن السراة إلى نوى يوم، ومن نوى إلى زنجان يوم.
                      ومن أردبيل إلى المراغة: من أردبيل إلى الميانج 20 فرسخاً، ومن الميانج إلى خونج مدينة 7 فراسخ، ومن خونج إلى كولسره رستاق سوق عظيم لا منبر فيه 3 فراسخ، ومن كولسرة إلى المراغة 10 فراسخ.
                      الطريق من أردبيل إلى آمد: من أردبيل إلى المراغة 40 فرسخاً، ومن المراغة إلى داخرقان منبر مرحلتان، ومنها إلى أرمية مدينة مرحلتان، ومن أرمية إلى سلماس مرحلتان، ومن سلماس إلى خوي 7 فراسخ، ومن خوي إلى بركرى30 فرسخاً، ومن بركرى إلى أرجيش يومان، ومن أرجيش إلى خلاط 3 أيام، ومن خلاط إلى بدليس ثلاثة أيام، ومن بدليس إلى ميافارقين 4 ايام، ومن ميافارقين إلى آمد يومان.
                      الطريق من المراغة إلى دبيل: من مراغة إلى أرمية30 فرسخاً، ومن أروية إلى سلماس14 فرسخاً، ومن سلماس إلى خوى7 فراسخ، ومن خوي إلى نشوى 3 أيام، ومن نشوى إلى دبيل4 مراحل، ومن المراغة إلى الدينور60 فرسخاً ليس فيها منابر.
                      الجبال
                      وأما الجبال فإنها تشتمل على ماه الكوفة والبصرة وما يتصل بهما مما أدخلناه في أصعافها، فحدها الشرقي مفازة خراسان وفارس وأصبهان وشرقي خوزستان، وحدها الغربي أذربيجان، وحدها الشمالي حدود الديلم وقزوين والري، وإنما أفردنا وأبهر وزنجان عن الجبال وضمناها إلى الديلم، لأنها محتفة بجبالها على التقويس، وحدها الجنوبي العراق وخوزستان.
                      [CENTER] [/CENTER]

                      تعليق


                      • #71
                        والجبال تشتمل على مدن مشهورة، وأعطمها همذان والدينور وإصبهان وقم، ولها مدن أصغر من هذه مثل قاشان ونهاوند واللور والكرج والبرج وأشباهها، وسنذكر ما تقع الحاجة إلى معرفته.
                        فأما المسافات بها فالطريق من همذان إلى حلوان: فمن همذان إلى أسداباذ مدينة 7 فراسخ، ومن أسداباذ إلى قصر اللصوص 7 فراسخ، فيه منبر بناه مؤنس، ومن قصر اللصوص إلى ماذران 7 فراسخ، وليس فيها منبر، ومنها إلى قنطرة أبي النعمان 5 فراسخ، ومن قنطرة أبي النعمان إلى قرية أبي أيوب 4 فراسخ، ومنها إلى بيستون فرسخان، والقرية بها تسمى ساسانيان، ومن بيستون إلى قرماسين 8 فراسخ، ومن قرماسين إلى الزبيدي منزل 8 فراسخ، ومن الزبيدي إلى مرج القلعة 9 فراسخ، ومن المرج إلى حلوان 10 فراسخ.
                        الطريق من همذان إلى الدينور تجئ إلى ماذران، ومن ماذران 4 فراسخ إلى صحنة، ومن صحنة إلى الدينور 4 فراسخ.الطريق من همذان إلى الري: من همذان إلى ساوة مدينة 30 فراسخاً ومن ساوة إلى الري 30 فراسخاً. الطريق من همذان إلى أذربيجان: من همذان إلى نارستان 10 فراسخ، ومن نارستان إلى أوذ 8 فراسخ، ومن أوذ إلى قزوين يومان، وليس بين قزوين وهمذان مدينة، ومن قزوين إلى أبهر 12 فراسخاً، ومن أبهر إلى زنجان 20 فراسخاً، وهذا الطريق إذا كان الخوف، أمنوا فإنهم يأخذون من همذان إلى زنجان على سهرورد 3 فرسخاً.
                        الطريق من همذان إلى إصبهان: من همذان إلى رامن 7 فراسخ، ومن رامن إلى بروجرد 11 فرسخاً؛ ومن بروجرد إلى الكرج 10 فراسخ، ومن الكرج إلى البرج 12 فرسخًا، ومن البرج إلى خونجان منزل 10 فراسخ، ومن خونجان إلى إصبهان 30 فرسخاً، لا مدينة فيها.
                        الطريق من همذان إلى خوزستان: من همذان إلى روذراور 7 فراسخ، ومن روذراور إلى نهاوند 7 فراسخ، ومن نهاوند إلى لاشتر 10 فراسخ، ومن لاشتر إلى شابرخاست 12 فرسخاً، ومن شابرخاست إلى اللور 30 فرسخاً، لا مدينة فيها ولا قرية، ومن اللور إلى قنطرة أندامش مدينة قنطرة اندامش إلى جنديسابور فرسخان.
                        المسافات ما بين مدن الجبال: من همذان إلى ساوه 30 فرسخاً، ومن ساوه إلى قم 12 فرسخاً، ومن قم إلى قاشان 12 فرسخاًًومن الري إلى قزوين 30 فرسخاً، ومن همذان إلى الدينور نيف وعشرون فرسخاً، ومن الدينور إلى شهرزور 4مراحل، ومن الدينور إلى الصيمرة 5 مراحل، ومن الدينور إلى السيروان 4 مراحل، ومن السيروان إلى الصيمرة مسيرة يوم، ومن اللور إلى الكرج 6 مراحل، ومن إصبهان إلى قاشان 3 مراحل، ومن قم إلى قاشان مرحلتان.
                        المدن بالجبال: همذان وروذراور ورامن وبروجرد وفراونده وزاذقان وشابرخاست ولاشتر ونهاوند وقصر اللصوص وأسداباذ والدينور وقرماسين والمرج وطزر وحورمه وسهرورد وزنجان وأبهر وسمنان وقم وقاشان وروذه وبوسنه والكرج والبرج وسراي ودوان وأصبهان -المدينة واليهودية- وخان لنجان وباوه والصيمرة وسيروان ودور بني الراسي والطالقان.
                        [CENTER] [/CENTER]

                        تعليق


                        • #72
                          وأما صفات المدن وغيرها ذلك بها: أما همذان فمدينة كبيرة، مقدارها فرسخ، ولها مدينة وربض، ولمدينتها أربعة أبواب حديد، وبناؤهم من طين، ولهم مياه وبساتين وزروع كثيرة خصبة. وأما الدينور فغنها مثل ثلثي همذان، وهي مدينة كثيرة الثمار والزروع خصبة، وأهلها أحسن طباعا من أهل همذان، ولها مياه ومستشرف نزه. وإصبهان: هي مدينتان إحداهما اليهودية والأخرى المدينة، وبينهما مقدار ميلين، وفي كل واحدة منهما مسجد جامع، واليهودية أكبرهما، وهي وحدها أكبر من همذان، والمدينة أقل من نصف اليهودية في الكبر وبناؤهما من طين، وهما أخصب مدن الجبال وأوسعها عرصة وأكثرها أهلا ومالا، وهي فرضة لفارس والجبال وخراسان وخوزستان، وليس بالجبال كلها أكثر حمالا للحمولات منها، ويرتفع منها من العتابي والوشي وسائر الثياب الحرير والقطن، ما يجهز العراق وفارس وخراسان وغير ذلك من الأمصار، وبها زعفران وفواكة تجلب إلى العراق وسائر النواحي، وليس من العراق إلى خراسان بعد الري مدينة أكبر من إصبهان وأكثر خيراً منها. والكرج مدينة متفرقة ليس لها اجتماع المدن، وتعرف بكرج أبي دلف، كانت مسكناً له ولأولاده إلى أن زالت أيامهم، والبناء بها بناء الملوك قصور وأبنية واسعة متفرقة، وهي مدينة بها زروع ومواش، فأما البساتين والمتنزهات فليست بها، وأما فواكههم فمن بروجرد وغيرها، وبناؤهم من طين، وهي مدينة طويلة نحو فرسخ، ولها سوقان، سوق على باب الجامع وسوق آخر، بينهما صحن كبير. وبروجرد مدينة اتخذ فيها المنبر حمولة وزير أبي دلف، وهي مدينة كثيرة الخير، تحمل فواكهها إلى الكرج وغيرها، وطولها أكثر من عرضها، وطولها نحو نصف فرسخ، وبها زعفران. ونهاوند على جبل، وهي مدينة بناؤها من طينن ولها أنهار وبساتين وفواكه كثيرة، تحمل إلى العراق لجودتها وكثرتها، وبها جامعان أحدهما عتيق والآخر محدث ويرتفع بها زعفران. وروذراور اسم رستاق، والمنبر منها الكرج يعرف بكرج روذراور، وهي مدينة صغيرة بناؤها من طين، وهي خصبة لها مياه وأنهار وزروع، ويرتفع منها من الزعفران ما لا يرتفع من غيرها من مدن الجبال، فيجهز إلى العراق وسائر النواحي لكثرته وجودته. وأما حلوان فإنها مدينة في سفح الجبل المطل على العراق، وقد صورناها في صورة العراق، وهي مدينة من طين وفيها أيضاً بناء حجارة، وهي مدينة نحو نصف الدينور، والثلج منها على مرحلة، وهي مع ذلك حارة، فيها نخيل وتين كثير ورمان. وأما الصيمرة والسيروان فهما صغيرتان، غير أن بناؤهما الغالب عليه الحجارة والجص، يجتمع فيهما التمر والجوز وما يكون في بلاد الصرود والجروم، وفيهما مياه وأشجار وزروع، وهما نزهتان يجري الماء في خلال الدور والمحال. وأما شهرزور فغنها مدينة صغيرة، قد غلب عليها الأكراد على قربها من العراق، ولا يكون بها أمير ولا عامل، وهي في يد الأكراد، وكذلك سهرورد الغالب عليها الأكراد، وهي مدينة صغيرة. وأما قزوين فإنها مدينة عليها حصن ولها مدينة داخلة. والجامع في المدينة، وهي ثغر الديلم، وبينها وبين مستقر مللك الديلم مرحلتان اثنا عشر فرسخاً. والطالقان أقرب إلى الديلم منها، وليس لقزوين ماء جار إلا مقدار ما يشرب، ويجري هذا الماء في المسجد الجامع في قناة، وهو ماء وبئ، غير أن أشجاراً وكروماً وزروعاً، كلها عذي تزكو حتى يحمل إلى الآفاق. وأما قم فإنها مدينة سور، وهي خصبة، وماؤهم من آبار، وماؤهم للبساتين على سوان، وبها فواكه وأشجار فستق وبندق، وليس بتلك النواحي بندق إلا بمدينة لاشتر فإن بها بندقاً، وليس بجميع الجبال نخيل إلا بالصيمرة والسيروان وشابرخاستن وهي نخيل قليلة، وأهل قم كلهم شيعة، والغالب عليهم العرب، وقاشان مدينة صغيرة، بناؤها وبناء قم الغالب عليه الطين، أما سائر ما ذكرنا من مدن الجبال سوى الري فإنها صغار متقاربة.
                          [CENTER] [/CENTER]

                          تعليق


                          • #73
                            وليس بجميع الجبال بحر صغير ولا كبير، ولا بها تجري فيه السفن، والغالب عليها كلها الجبال، إلا ما بين همذان إلى الري وإلى قم، الجبال هناك قليلة، وأما الذي يحيط بالجبال من حد شهرزور، ممتداً على حلوان والصيمرة والسيروان واللور إلى إصبهان وحد فارس راجعاً على قاشان إلى همذان، حتى ينتهي إلى قزوين وسهرورد على حدود أذربيجان، إلى أن يعود إلى شهرزور، فإنها كلها جبال لا يكاد يوجد فيها فضاء كبير لا يرى منه جبل. فأما الري فإنا ضممناها إلى الديلم، وإن كانت قائمة بنفسها، لأن اتصالها بها اتصال واحد، وليس بينهما حاجز تستحق به الانفراد عنها، فمرة من الجبال ومرة من عمل خراسان؛ والري مدينة ليس بعد بغداد في المشرق أعمر منها، إلا أن نيسابور أكبر عرضة منها، فأما اشتباك البناء والبساتين والخصب والعمارة فهي أعمر، وهي مدينة مقدارها فرسخ ونصف في مثله الغالب على بنائها الطين.
                            ومن الجبال المذكورة بهذه الكورة جبل دنباوند، جبل مرتفع يرى بلغني من خمسين فرسخاً لارتفاعه وما بلغني أن أحدا ارتقاه، ويتحدث في خرافات الفرس أن الضحاك حي في هذا الجبل، والسحرة من جميع أقطار الأرض تأوي إليه. وجبل بيستون جبل ممتنع لا يرتقي إلى ذروته، وطريق الحاج تحته سواء ووجهه من أعلاه إلى أسفله أملس حتى كأنه منحوت، مقدار قامات كثيرة من الأرض قد نحت وجهه وملس، ويزعم الناس أن بعض الأكاسرة أراد أن يتخذ جوف هذا الجبل موضع سوق، ليدل به على قوته وسلطانه وعلى ظهر هذا الجبل بقرب الطريق مكان الغار فيه عين ماء تجري، وهناك صورة دابة كأحسن ما يكون من الصور زعموا أنه صورة دابة كسرى المسناة شبديز، وعليه كسرى وصورة شيرين. وليس بهذه النواحي جبل عظيم مذكور إلا ما ذكرنا، غير أن جبل سبلان أعظم من دنباوند، والحادث بدبيل أعظم منهما. وأما جبال الخرمية فإنها جبال ممتنعة وفيها الخرمية، وكان منها بابك، وفي قراهم مساجد، وهم يقرءون القرآن، غير أنه يقال إنهم لا يدينون في الباطن بشيء إلا الإباحة. وأما نقودهم فالذهب والفضة جميعا، والغالب على نقودهم الذهب. وأما أوزانهم فأن منا همذان والماهات أربعمائة درهم. ولا أعلم بجميع الجبال معادن ذهب ولا فضة، غير أن بقرب أصبهان معدنا للكحل. والغالب على أهل الجبال كلها اقتناء الأغنام، وما يكون منه، حتى أن جبنهم يحمل إلى الآفاق.
                            الديلم
                            وأما الديلم وما يتصل بها: فمن ناحية الجنوب قزوين والطرم وشئ من أذربيجان وبعض الري، ويتصل بها من جهة المشرق بقية الري وطبرستان، ويتصل بها من جهة الشمال بحر الخزر، ومن جهة المغرب شئ من أذربيجان وبلدان الران، وقد ضممنا إلى ذلك ما يتصل بها من جبال الروبنج وفادوسبان وجبال قارن وجاجان، وأما بحر الخزر فقد أفردنا له صورة، وقد صورنا الديلم وما يتصل بها.
                            وسنذكر من مدنها وما يقع في أضعافها مثل ما ذكرنا من غيرها، أما الديلم فإنها سهل وجبل، أما السهل فهم الجبل، وهم مفترشون على شط البحر تحت جبال الديلم، وأما الجبل فللديلم المحض، وهي جبال منيعة، والمكان الذي يقيم به الملك يسملى روذبار، وبه يقيم آل جستان، ورياسة الديلم فيهم.
                            وزعم بعض الناس أن الديلم طائفة من بني ضبة، ومواضعهم كثيرة الأشجار والغياض، وأكثر ذلك للجيل في الوجه الذي يقابل البحر وطبرستان، وقراهم مفترشة، وهو أقل زرع وسوائم، وليس عندهم من الدواب ما يستقلون بها، ولسانهم مفرد غير العربية والفارسية، وفي بعض الجيل -فيما بلغني- طائفة منهم يخالفون بلسانهم لسان الجبل والديلم، والغالب على خلقة الديلم النحافة وخفة الشعر والعجلة وقلة المبالاة؛ وقد كان الديلم دار كفر يسبي من رقيقهم إلى أيام الحسن بن زيد، فتوسطهم العلوية وأسلم بعضهم، وفيهم إلى يومنا هذا كفار بالجبال المتصلة بها.
                            [CENTER] [/CENTER]

                            تعليق


                            • #74
                              والروبنج وجبال فادوسبان وقارن هي جبال ممتنعة، لكل جبل منها رئيس، والغالب عليها الأشجار العالية والغياض والمياه، وهي خصبة جدا، فأما جبال قارن فإنها قرى لا مدينة بها الاسهمار، على مرحلة من سارية، ومستقر آل قارن بموضع يسمى فريم، وهو موضع حصنهم وذخائرهم ومكان ملكهم، ويتوارث صاحب الجبل المملكة بها منذ أيام الأكاسرة، وجبال فادوسبان جبال مملكة، ورئيسهم يسكن قرية تسمى أرم، وليس بجبال فادوسبان منبر، وبينها وبين سارية مرحلة. وأما جبال الروبنج فإنها كانت ممالك، إلا أن في هذا العصر قد فنيت ملوكهم، وهم من الري وطبرستان، فما كان في وجه الري فمن حدود الري، وما كان في وجه طبرستان فمن طبرستان. والمدخل إلى الديلم من طبرستان على سالوس، وهي على البحر ولها منعة، إذا استوثق منها بالشحنة صعب المسلك على أهل الديلم إلى طبرستان، وبين هذه الجبال من حد الديلم إلى أستراباذ إلى البحر أكثر من يوم، وربما ضاق حتى يضرب الماء الجبل، فإذا جزت الديلم إلى الجيل اتسع حتى صار بينه وبين البحر مسيرة يومين وأكثر.
                              وأما نواحي قزوين فإن الذي يتصل بها من المدن أبهر وزنجان والطالقات؛ ويتصل بالري: الخوار وشلنبة وويمة؛ وتقع في قومس سمنان والدامغان وبسطام؛ وتقع في طبرستان: آهل وناتل وسالوس وكلار والريان وميلة وبرجي وعين الهم وما مطير وسارية وطميسة؛ وتقع في عمل جرجان: جرجان وأستراباذ وأبسكون ودهستان. وأما جبال الروبنج وفادوسبا وقارن فلست أعرف بها منبرا غير سهمار، وهي في جبال قارن، وإعظم هذه المدن الري، وهي مدينة إذا جاوزت العراق إلى المشرق فليس مدينة أعمر ولا أكبر ولا أيسر أهلا منها إلى آخر الإسلام، إلا نيسابور فإنها في العرصة أوسع، فأما اشتباك الأبنية والعمارة واليسار فإن الري تفضلها، وطولها فرسخ ونصف في مثله، وبناؤها طين، وقد يستعمل فيها الجص والآجر، ولها أبواب مشهورة: منها باب طاق، يخرج منه إلى الجبال والعراق، وباب بليسان يخرج منه إلى قزوين، وباب كوهكين يخرج منه إلى طبرستان، وباب هشام يخرج منه إلى قومس وخراسان، وباب سين يخرج منه إلى قم، ومن أسواقها المشهورة: روذة وبليسان ودهك نو ونصر أباذ وساربانان وباب الجبل وباب هشام وباب سين، وأعمرها الروذة، فإن بها معظم التجارات والخانات، وهو شارع عريض مشتبك الخانات والبنية، ولها مدينة عليها حصن، وفيها مسجد الجامع، وأكثر المدينة خراب، والعمارة في الربض، ومياههم من الآبار، ولها أيضا قني، ولهم في المدينة نهران للشرب، أحدهما يسمى يورقني يجري على الروذة، والآخر الجيلاني على ساربانان، ومنها شربهم، ولهم قني كثيرة وما يفضل عن مشربهم يفرغ إلى ضياعهم. ونقودهم الدراهم والدنانير، وزي أهلها زي العراق، ويرجعون إلى مروة، ولهم دهاء وتجارب، وبها قبر محمد بن الحسن الفقيه والكسائي المقرئ والفزاري المنجم.
                              وأما الخوار فإنها مدينة صغيرة نحو ربع ميل، وهي عامرة وبها ناس يرجعون إلى شرف، ولهم ماء جار يخرج من ناحية دنباوند، ولهم ضياع ورساتيق. وأما ويمة وشلنبة فهما من ناحية دنباوند، وهما مدينتان صغيرتان أصغر من الخوار، وأكبرهما ويمة، ولهما زروع ومياه وبساتين، ولهما أعناب كثيرة وجوز، وهي أشد تلك النواحي بردا؛ وللري سوى هذه المدن قرى تزيد في الكبر على هذه المدن كثيراً، مثل سد وورامين وأرنبوية وورزنين ودزاه وقوسين، وغير ذلك من القرى التي بلغني أنفيها ما يزيد أهلها على عشرة آلاف رجل.
                              ومن رساتيقها المشهورة قصر ان الداخل والخارج وبهزان والسن وبشاويه ودنباوند ورستاق قوسين وغير ذلك، ويرتفع من الري مما يجلب إلى غيرها القطن الذي يحمل إلى بغداد وأذبيجان، ومن الثياب المنيرة والأبراد والأكسية.
                              [CENTER] [/CENTER]

                              تعليق


                              • #75
                                وليس لجميع هذه النواحي نهر تجري فيه السفن. وأما الجبال فإن من حد عمل الري دنباوند، وهو جبل رأيته أنا من وسط روذة بالري، وبلغني أنه يرى من قرب ساوة، وهو جبل وسط جبال يعلو فوقها كالقبة، ويحيط بالموضع الذي يعلو على الجبال نحو أربعة فراسخ، ولم يصح عندي أن أحداً أعلاه؛ وفي حماقات الأولين أن الضحاك الملك مقيد بها، وأن السحرة يجتمعون إليه في أعلاه، ويرتفع من أعلاه دخان دائم الدهر كله، وحوالي هذه القلة قرى، منها قرية دبيران ودرمية وبرا وغيرها من القرى، وكان على بن شروين الذي أسر على وادي جيحون من قرية درمية، إلا أن القلة التي ترتفع عن هذه البقعة جبل أقرع، ليس عليه كثير شجر ولا نبات، ولا بسائر الجبال ونواحي الديلم جبل أعظم منه.
                                وأما قومس فإن أكبر مدينة بها الدامغان، وهي مدينة أكبر من خوار الري؛ وسمنان أصغر منها، وبسطام أصغر من سمنان، والدامغان قليلة الماء، وهي متوسطة العمارة، وبسطام أكبر منها عمارة وأكثر فواكه، ويحمل إلى العراق من بسطام فواكه كثيرة، ويرتفع من أكسية معروفة تحمل إلى الأمصار.
                                وأما قزوين فإنها مدينة عليها حصن، وداخلها مدينة صغيرة عليها حصن، والمسجد الجامع في المدينة الداخلة، وهي مدينة ماؤها من السماء والآبار، وليس بها نهر إلا قناة للشرب، لا يفضل لزروعهم، وهي خصبة مع قلة مياهها، وهي ثغر الديلم، وبها فواكه وأعناب كثيرة وزبيب يحمل إلى الآفاق، وتكون نحو ميل في ميل؛ وأبهر وزنجان صغيرتان خصيبتان كثيرتا المياه والأشجار والزروع، وزنجان أكبر من أبهر، غير أن أهل زنجان الغالب عليهم الغفلة.
                                وأما طبرستان فإن أكبر مدنها ىمل، وهي مستقر الولاة في هذا العصر، وكانوا يسكنون سارية، وطبرستان بلد كثير المياه والثمار والأشجار الجبلية والسهلية، والغالب عليها الغياض، والغالب على أبنيتها الخشب والقصب، وهي كثيرة الأمطار شتاء وصيفاً وسطوحهم مسنمة لذلك، وآمل أكبر من قزوين مشتبكة العمارة، لا يعلم على قدرها أعمر منها في هذه النواحي، ويرتفع من طبرستان من الأبريسم ما يحمل إلى الآفاق، وليس في الإسلام مدينة أكثر منها أبريسم، وبها خشب كثير من أصلب الخشب، ينحت منها آنية وأطباق تنقل إلى الآفاق، والغالب على أهلها وفور الشعر واقتران الحواجب وسرعة الكلام والعجلة، والغالب على طعامهم خبز الأرز والسمك والثوم والبقول وكذلك الجيل وطرف من الديلم، ويعمل بطبرستان ثياب كثيرة من الحرير تنقل إلى الآفاق، وكذلك من الصوف والفرش والأكسية وغيرها ذلك، وليس بجميع طبرستان نهر تجري فيه سفينة، إلا أن البحر منها قريب على أقل من يوم، غير أن بجميع طبرستان الماء؛ والغياض بها إلا في الأماكن الجبلية؛ وأما بطن طبرستان فالغالب عليها الندى والنزوز.
                                وأما جرجان فأكبر مدنها جرجان، وهي أكبر من آمل، وبناؤها من طين، وهي أيبس تربة من آمل، وأقل مطراً وأنداء من طبرستان، وأهلها أحسن وقارا ومروة ويساراً في كبرائهم، وهي قطعتان إحداهما المدينة والأخرى بكراباذ، بينهما نهر يجري كبير يحتمل أن تجري فيه السفن، ويرتفع منها من الابريسم شئ كثير، وابريسم طبرستان يحمل بزردوده من جرجان، ولا يرتفع من طبرستان بزرابريسم، ولهم مياه كثيرة وضياع عريضة، وليس في المشرق بعد أن تجاوز العراق مدينة أجمع ولا أظهر حسناً على مقدارها من جرجان، وذلك أن بها الثلج والنخيل، وبها فواكه الصرود والجروم من التين والزيتون وسائر الفواكه، وأهلها أصحاب مروة يتبارون في المروات ويأخذون أنفسهم بالتأني والأخلاق المحمودة، وقد خرج منهم رجال كثيرون موصوفون بالسرو، منهم العمركي صاحب المأمون. ونقودهم نقود طبرستان الدنانير والدراهم، وأوزانهم المنا ستمائة درهم، وكذلك بالري وطبرستان، وقومس مناها ثلاثمائة درهم.
                                وأستراباذ يرتفع منها ابريسم كثير؛ ولهم فرضة على البحر يركبون منها إلى الخزر وإلى باب الأبواب والجيل والديلم وغير ذلك، وليس في هذه الناحية التي ذكرتها فرضة أجل من أبسكون، ولهم ثغر- يعرف برباط دهستان وبها منبر، وهو ثغر للغزية الأتراك، ويتصل حد جرجان بالمفازة التي تلي خوارزم، ومنها تجيئهم الأتراك.
                                ذكر مسافات هذه الديار
                                [CENTER] [/CENTER]

                                تعليق

                                يعمل...
                                X