حكم قول (بلدة ملعونة)
السؤال:
فضيلة الشيخ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هل يجوز أن يقال: بلدة ملعونة، ونحو ذلك؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد
فإجابة عن سؤالك نقول:
قول الرجل في الشيء إنه ملعون، سواء أكان حيا أم جمادا، كقوله: بلدة ملعونة، أو فلان ملعون، ونحو ذلك لا يخلو من حالين:
الأول: أن يكون خبرا، فهذا لا بد أن يستند إلى خبر صحيح عن الله تعالى، أو عن رسوله صلى الله عليه وسلم، ومثال ذلك ما رواه الترمذي (2322) وابن ماجة (4112) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ألا إن الدنيا ملعونة ملعون ما فيها، إلا ذكر الله وما والاه، وعالم أو متعلم)، فإذا أخبر الإنسان عن الدنيا بهذا فهو مستند إلى نص.
الثاني: أن يكون إنشاء للعن، فهذا لا يجوز، ويندرج فيما جاءت به النصوص من النهي عن اللعن، كقوله صلى الله عليه وسلم: (ليس المؤمن بالطعان ولا باللعان، ولا بالفاحش البذيء) أخرجه أحمد (3646) والترمذي (1977) من حديث علقمة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه بإسناد صحيح، وكذا ما أخرجه مسلم (2598) عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يكون اللعّانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة)، وما رواه أبوداود (4905) عن أبي الدرداء رضي الله عنه بإسناد جيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن العبد إذا لعن شيئا صعدت اللعنة إلى السماء فتغلق أبواب السماء دونها، ثم تهبط إلى الأرض فتغلق أبوابها دونها، ثم تأخذ يمينا وشمالا، فإن لم تجد مساغا رجعت إلى الذي لعن، فإن كان أهلا وإلا رجعت إلى قائلها)، ويشهد له ما أخرجه أحمد (3831) بإسناد جيد عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (اللعنة إذا وجهت إلى من وجهت إليه، فإن أصابت عليه سبيلا أو وجدت فيه مسلكا وإلا قالت: يا رب وُجِّهت إلى فلان فلم أجد فيه مسلكا، ولم أجد عليه سبيلا، فيقال لها: ارجعي من حيث جئت). الشيخ خالد المصلح
تعليق