إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

برترام توماس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • برترام توماس

    برترام توماس

    اخواني الاعضاء

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    من منكم سمع عن هذا الشخص من قبل

    ومن لديه اي معلومه عن هذا الشخص لا يبخل علينا بها

    وفقكم الله

    ننتظر تفاعلكم معنا
    [CENTER] [/CENTER]

  • #2
    الاخ ابو فيصل
    وجدت هذه المعلومات في موقع اخر وهي عن مذكرات المذكور
    صاحب هذه المذكرات هو الكابتن براترام. أسس.توماس أحد الضباط الإنكليز الشباب الذين عينتهم الإدارة البريطانية في العراق وأعطتهم مقاليد وصلاحيات في مناطق واسعة. كان فارساً في الحرس الوطني لشمال سومر سيت في الغلاندرز عام 1914. اشتغل في عدن واستطاع أن يعبر الربع الخالي في الجزيرة العربية برحلة موفقة دونها في كتابه "عبر الربع الخالي في بلاد العرب". ثم شغل منصب مساعد الضابط السياسي في سوق الشيوخ في 6 آذار 1918، ونقل إلى الشطرة في 6 شباط 1919، وبعدها إلى بغداد في 6 شباط 1920 مساعداً ثانياً في سكرتارية الدخل الحكومى ومنها أعيد إلى الشطرة ثانية في حزيران 1920، وبعد 30حزيران 1920 أضيفت له قلعة سكر... وفي آب 1921 ودع الشطرة.

    وكان المسترتوماس من جماعة فيلبي المناوئين لتنصيب فيصل ملكاً على العراق ولذلك قابله حين نزل من القطار في الحلة قبيل وصوله إلى بغداد من البصرة عند أول مجيئه إلى العراق، بكل صلف وصارحه علناً بحضور مرافقيه قائلاً "أن الأهالي لا يريدونك"، ومع هذا فقد أبقاه الإنكليز مفتشاً إدارياً إلى سنة 1924 حيث فصل عن الخدمة في العراق برغم إلحاح مستشار الداخلية/كورنواليس/على إبقائه. ثم شغل وظيفة وزير المالية لسلطنة مسقط وعمان ثم رئيساً للوزراء فيها.
    والمذكرات التي يكتبها الكابتن توماس في هذا الكتاب تعد مصدراً مهم من مصادر التاريخ السياسي للعراق وعمان، وفيه سرد الحوادث والمواقف التي عاشها بنفسه ضمن منطقته وحسب منظوره الشخصي، فإذا ما قورنت هذه المذكرات مع ما أورده بعض القادة العسكريين البريطانيين أو رجال الثورة العراقيين في مؤلفاتهم، نجده يختلف مع القادة العسكريين البريطانيين أو رجال الثورة العراقيين في مؤلفاتهم، نجده مع القادة أحياناً ومتفقاً مع الثوار، وأخرى بالعكس. فهو ينظر إلى الثورة على وجه العموم نظر من وكل إليه قمعها باعتبارها تمرداً في مفهوم المحتلين، لذلك لم يجد بهاً من أن يتغافل أو يغفل ذكر بعض الأمور، بقصد أو بغير قصد.
    وعلى كل حال يضم كتابه المترجم هذا بيت دفتيه معلومات قيمة مهمة عن هذه الثورة الأم بقدر ما تيسر له-بصفته كما ذكرنا-معاون حاكم سياسي، وحاكماً سياسياً-من تقارير ورسائل إدارية وسياسية وعسكرية وما حصل عليه من خبرة شخصية وهو يدير الحركات الحربية إزاء الثوار البواسل. وبالنظر للأهمية التي تحتلها هذه المذكرات فقد اعتنى كما أسفنا بترجمتها وبالتعقيب عليها ببعض التعقيبات والاستدراكات والتصويبات المثبتة في الهوامش والتي يتم فيها إجلاء بعض الحقائق وذلك ليكون القارئ على بينه من مجريات الحوادث. كما وقام المترجم بالتقديم للمذكرات بتمهيد يوضح موقف لواء "المنتفق" بمناطقه: سوق الشيوخ والشطرة وقلعة سكر والغراف والناصرية من الثورة العراقية ومقدمتها، وختمها بملحق يضم تاريخ الشطرة بقلم الشيخ محمد باقر لشبيبي الذي كتبه عام 1918 خصيصاً للشيخ أحمد أطينش الذي كلفه الكابتن توماس بوضع تاريخ مختصر لمدينة الشطرة والعلاقات العشائرية فيها. كما وطعم المذكرات بمجموعة من الصور تخص المناطق الوارد ذكرها وأعلامها طي المذاكرات، وبعض الوثائق الخاصة بها

    تعليق


    • #3
      [frame="3 80"]





      صورة برترام توماس الحاكم البريطاني 1917م مع شيوخ المنتفق


      النيل والفرات:
      صاحب هذه المذكرات هو الكابتن براترام. أسس.توماس أحد الضباط الإنكليز الشباب الذين عينتهم الإدارة البريطانية في العراق وأعطتهم مقاليد وصلاحيات في مناطق واسعة. كان فارساً في الحرس الوطني لشمال سومر سيت في الغلاندرز عام 1914. اشتغل في عدن واستطاع أن يعبر الربع الخالي في الجزيرة العربية برحلة موفقة دونها في كتابه "عبر الربع الخالي في بلاد العرب". ثم شغل منصب مساعد الضابط السياسي في سوق الشيوخ في 6 آذار 1918، ونقل إلى الشطرة في 6 شباط 1919، وبعدها إلى بغداد في 6 شباط 1920 مساعداً ثانياً في سكرتارية الدخل الحكومى ومنها أعيد إلى الشطرة ثانية في حزيران 1920، وبعد 30حزيران 1920 أضيفت له قلعة سكر... وفي آب 1921 ودع الشطرة.
      وكان المسترتوماس من جماعة فيلبي المناوئين لتنصيب فيصل ملكاً على العراق ولذلك قابله حين نزل من القطار في الحلة قبيل وصوله إلى بغداد من البصرة عند أول مجيئه إلى العراق، بكل صلف وصارحه علناً بحضور مرافقيه قائلاً "أن الأهالي لا يريدونك"، ومع هذا فقد أبقاه الإنكليز مفتشاً إدارياً إلى سنة 1924 حيث فصل عن الخدمة في العراق برغم إلحاح مستشار الداخلية/كورنواليس/على إبقائه. ثم شغل وظيفة وزير المالية لسلطنة مسقط وعمان ثم رئيساً للوزراء فيها.

      والمذكرات التي يكتبها الكابتن توماس في هذا الكتاب تعد مصدراً مهم من مصادر التاريخ السياسي للعراق وعمان، وفيه سرد الحوادث والمواقف التي عاشها بنفسه ضمن منطقته وحسب منظوره الشخصي، فإذا ما قورنت هذه المذكرات مع ما أورده بعض القادة العسكريين البريطانيين أو رجال الثورة العراقيين في مؤلفاتهم، نجده يختلف مع القادة العسكريين البريطانيين أو رجال الثورة العراقيين في مؤلفاتهم، نجده مع القادة أحياناً ومتفقاً مع الثوار، وأخرى بالعكس. فهو ينظر إلى الثورة على وجه العموم نظر من وكل إليه قمعها باعتبارها تمرداً في مفهوم المحتلين، لذلك لم يجد بهاً من أن يتغافل أو يغفل ذكر بعض الأمور، بقصد أو بغير قصد.

      وعلى كل حال يضم كتابه المترجم هذا بيت دفتيه معلومات قيمة مهمة عن هذه الثورة الأم بقدر ما تيسر له-بصفته كما ذكرنا-معاون حاكم سياسي، وحاكماً سياسياً-من تقارير ورسائل إدارية وسياسية وعسكرية وما حصل عليه من خبرة شخصية وهو يدير الحركات الحربية إزاء الثوار البواسل.

      وبالنظر للأهمية التي تحتلها هذه المذكرات فقد اعتنى كما أسفنا بترجمتها وبالتعقيب عليها ببعض التعقيبات والاستدراكات والتصويبات المثبتة في الهوامش والتي يتم فيها إجلاء بعض الحقائق وذلك ليكون القارئ على بينه من مجريات الحوادث. كما وقام المترجم بالتقديم للمذكرات بتمهيد يوضح موقف لواء "المنتفق" بمناطقه: سوق الشيوخ والشطرة وقلعة سكر والغراف والناصرية من الثورة العراقية ومقدمتها، وختمها بملحق يضم تاريخ الشطرة بقلم الشيخ محمد باقر لشبيبي الذي كتبه عام 1918 خصيصاً للشيخ أحمد أطينش الذي كلفه الكابتن توماس بوضع تاريخ مختصر لمدينة الشطرة والعلاقات العشائرية فيها. كما وطعم المذكرات بمجموعة من الصور تخص المناطق الوارد ذكرها وأعلامها طي المذاكرات، وبعض الوثائق الخاصة بها.


      برترام توماس" في جبال عُمان


      --------------------------------------------------------------------------------

      يشير “جيرار لكليرك” في كتابه الانثروبولوجيا والاستعمار، الى ان الانثروبولوجي يزعم أحيانا بما له من علم ومعرفة، انه في الموقع المناسب الذي يتيح له فهم الشعوب الاصيلة، بل واتخاذ الموقف اللازم تجاهها، فالمواطن الذي يكتم مشاكله ولا يعرضها على الاداري (الغربي بالطبع)، وان كان هذا مهتما بالانثروبولوجيا، يعرضها بسهولة اكبر على شخص مستقل نسبيا عنه أو غريبا عن اهدافه المباشرة. وعلى الرغم من كل نواياه “الطيبة” لا يستطيع الاداري “الغربي، الكولونيالي” ان يفهم الشعوب الأصيلة فهما حقيقيا، ان نظرته لا تكون في احسن الحالات إلا جزئية ومشوهة.



      صحيح ان بإمكان السياسي ان يكون انثروبولوجياً، يضيف لكليرك، فهذا ما حصل بالفعل أحيانا بخاصة مع الرحالة البريطاني “برترام توماس” ولكن بما ان الانثروبولوجيا قد حصلت على استقلاليتها، لذا كان على السياسي ومنهم توماس ترك وظائفه القديمة، ولذا ينزع الاداريون الانثروبولوجيون الى الاختفاء لحساب الانثروبولوجيين التطبيقيين.

      لم يكن “توماس” اداريا بريطانيا، ورحالة فقط، كان له ريادة اجتياز صحراء الربع الخالي، فسجل هذا الانجاز باسمه في الغرب، بل كان انثروبولوجيا تخفى تحت رداء الاداري، لينقلب وهو يتجول في مناطق متفرقة من عمان، الى انثروبولوجي واثنولوجي وقبل هذا وذاك الى “كولونيالي عريق”، رغم انه بمجرد مروره بمناطق بعض القبائل “الجبلية بخاصة ومنهم القرا” فإنه بات خبيرا بعاداتهم وتقاليدهم وأصولهم ومعتقداتهم، الى الحد الذي جعله يصدر أحكاما حول ابناء هذه القبائل أقل ما يمكن ان نصفها بالتسرع، ان لم يكن بالتجني الكامل المملوء بالتحامل العرقي، المتأتي من النظرة الاستعلائية التي لا يمكن ان تخفى على القارئ الحصيف.

      ** اثناء فترة استعداداته لرحلته التي اجتاز خلالها صحراء الربع الخالي يذكر “توماس” انه اختار لمرافقته مجموعة من البدو من قبيلة الرواشد. هم سهيل وخويتم ومعيوف. وقد اختار “ثيسجر” بعده ايضا عددا من بدو الرواشد لمرافقته اشتهر منهم “بن كبينة” و”بن غبيشة”. ويصف توماس هذه القبيلة بأنها “أهم قبيلة في منطقة الرمال الجنوبية ولم اكن لأستطيع اجتياز الربع الخالي بنجاح من دون مساعدتها” وقد وجد “توماس” بالفعل الاستعداد لدى هذه القبيلة لمساعدته. فكرت في تجهيز فرقة تحملني الى بعض عيون الماء الواقعة على حافة الصحراء حيث يحتمل وجود ثلاث من هذه العيون، وان اعهد الى قبيلة الرواشد بانتظاري هناك لتأخذني الى وجهتي وقد بنيت هذا القرار على أساس العلاقة السابقة التي تربطني بهذه القبيلة وما لمسته من استعداد لديها لمساعدتي.

      وحين التقى “خويتم” و”معيوف” كشف لهما عن خطته لاجتياز الرمال بمساعدة من قبيلتهم بعدما اخذ عليهم عهدا بعدم افشاء السر، ووعدهما بمكافأة سخية ان التزما بذلك. وبعد هذا الاتفاق “خرجا مودعين وكانت لهجتهما الى حد كبير تبين معدنهما الصلب وقوة ارادتهما” ثم تحركا في طريقهما الى منطقة الجبال حيث كان هناك احد زملائهما ويدعى “سالم طميطم”، وكان الغرض من التوجه اليه ان يزودهما بأفضل انواع الجمال ومن هناك يتسللان سرا الى الصحراء.

      وقد علق “توماس” على عودتهما ببعض رجال القافلة التي سترافقه آمالا كبيرة وإلا سيكون الفشل من نصيبه، وبقي ينتظرهما في ظفار “يحدوني أمل ضعيف في نجاح المهمة التي جئت من اجلها”. وعند اقامته في ظفار يصف المنطقة بأنها تعد من المناطق المحظوظة “فهي تتميز بمناخ فريد، اذ تهب عليها الرياح الموسمية القادمة من الهند خلال شهور الصيف، فتسبب هطول امطار غزيرة عليها وتحيلها الى فردوس مقيم، وعلى هضاب هذه المنطقة تتكاثر اشجار اللبان التي يرجع لها الفضل في شهرة هذه المنطقة. فهذا المحصول القيم مصدر رخاء منطقة ظفار على مر العصور، وظفار تلك التي نعنيها هي غير ظفار الريان التي تقع في اليمن” ويتحدث عن القبائل التي تستوطن المنطقة فيذكر بأنهما “قبيلة القرا التي تقيم في منطقة الجبال، وتعتمد في حياتها على الرعي وزراعة اللبان، وقبيلة آل كثير التي تعيش على الصيد والزراعة في القرى الواقعة على السهل، وعندما يضطرب البحر في شهور الصيف الممطرة وتهب العواصف ويتعذر الصيد تهاجر هذه القبائل من السهل الى المرتفعات حيث تتوافر المراعي ويحل موسم حصاد اللبان”.

      مدينة صلالة

      وفي مدينة صلالة التي وصلها لمقابلة احد “أغنى تجار المنطقة” حل ضيفا عليه ونزل في قصره، ويصف مباني المدينة العالية المتعددة الطوابق والمبنية من الاحجار المنحوتة من تربة السهل بأنها تشكل منظرا ساحرا فضلا عن الزخرفة والتشكيلات المتنوعة والتي كانت في مجموعها رمزا لعصر من العصور، حيث تعتبر زخرفة السقوف التي تسمى بلهجة اهل المنطقة ب “التباشير” السمة المميزة للبيوت الكبيرة وتتم هذه الزخرفة في زوايا السقوف وفي الاطراف وهي تشبه الزخرفة التي كانت سائدة في بترا ومعان في عهد النبطيين. وقد علمت بأن هذا النوع من الزخارف منتشر في منطقتي الشحر والمكلا وغيرهما من مناطق حضرموت ولم ير ما يشابه هذه النقوش والزخارف في عمان.

      ومن الاسئلة المتوقعة التي يمكن ان يوجهها بدو المنطقة لرجل اجنبي يختلف عنهم في الشكل والحجم واللون واللغة، حيث يذكر توماس ان احد شيوخ القبائل سأله يوما: لماذا أنتم ايها الاوروبيون كبار الحجم بينما نحن لسنا كذلك؟

      يقول: فأجيت، لعل السبب في ذلك هو المناخ والتربة. فرد عليه الرجل البدوي: ان العالم هو الله. اننا اصغر قامة من اجدادنا، انظر الى القبور في منطقة خور روري تجد ان طول الواحد منها عشرين قدما، لقد كانت اجسام اجدادنا بهذا الحجم وتلك القامات، يقول توماس: فأومأت اليه بالايجاب مؤكدا على قوله، الله العالم فعلا. حتى لا امس شعوره الديني.

      ليعود ويتحدث مجددا عن السمات العرقية والسلالات، ويورد معلومات في هذا الصدد كتبها الجنرال ميتلاند، المقيم السياسي البريطاني في عدن في ذلك الوقت “يذكر توماس ان معرفته بالمنطقة بدأت من عام 1915 الى ان قام برحلته الاولى عام 1927”.

      ويذكر د. جواد علي في مؤلفه “المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام: “ان عرب شبه الجزيرة العربية ينحدرون على ما يبدو من اصلين مختلفين ومتميزين. فالنظرية السائدة عن قسمات العربي، هي انه الرجل الطويل اللحية الأملس الوجه كالصقر، غير ان عرب جنوب شبه الجزيرة اصغر قامة وأخشن تقاطيع وأكثر سمرة وغير ملتحين تقريبا، وتجمع كافة المصادر على ان عرب الجنوب ينحدرون من أصل حبشي. ومع ذلك فيبدو من الغرابة بمكان ان نقرر ان المصريين وعرب القارة الافريقية هم العرب الاقحاح بين العرب الساميين، اما عرب الشمال فهم عرب مستعربة أي انهم عرب بالتجنس والاستيطان اكثر كونهم عربا بالسلالة.

      بل ان علماء التاريخ العرب والحديث انفسهم يذهبون الى ان العرب ينحدورن من أصلين: قحطان وعدنان ومع ذلك فإن العرب الذين يقطنون الآن مناطق من شبه الجزيرة العربية من احد هذين الأصلين ينتمون في الواقع الى سلالات متباينة”.

      وكما نرى هنا فإن “توماس” كرحالة اهتم بعلم الانساب والسلالات وقبله كثير من الرحالة والعلماء الاوروبيين امثال جليسر وبيرتون وراتنجز وبعده ايضا من الباحثين المهتمين بعلم السلالات من السوسيولوجيين والانتروبولوجيين والاتنوغرافيين والآثاريين، فقد اهتم الغرب بهذا العلم لأهميته في رسم تصورات متكاملة عن شعب معين أو أمة معينة عاشت أو ورد ذكرها في كتب التاريخ، أو تحديد صورة مجتمع من المجتمعات البدائية منها أو الحديثة وعلاقة ذلك بحدث معين من احداث التاريخ، هنا تنتفي التهمة الموجهة للعرب بأنهم أمة عصبية أي متعصبة لعرقها، أو هي أمة تعلي من شأن القبيلة أو ما الى ذلك من التهم، والحقيقة ان البحث في اسباب عناية العرب بأنسابهم موضوع يطول الحديث فيه، ولكن ما يهمنا هنا ان الدين شذّب عصبية العربي وان كانت عصبيته لا تعبر تعبيرا سلبيا عن “تفوق عرقي” بقدر ما كانت تعبر عن هوية وانتماء لقبيلة كانت تمثل للبدوي في صحراء مترامية الاطراف سلطة وحيدة يمكن ان تحميه وتحمي حقوقه ودمه قبل نشوء الدول يمكن ان يلجأ اليها طلبا للحماية. اننا نجد ان كثيرا من الأمم الشعوب الاخرى تنتمي الى آباء واجداد، وليس العرب وحدهم، فهيلين، هوجو دورس، ومنه اخذ الهيليون اسمهم هذا. وكان للرومان فالفرس وللهنود وللاوروبيين أجداد انتموا اليهم واحتموا بهم وتعصبوا اليهم على نحو ما نجده عند العرب و”الاسرائيليين” وبقية الساميين. وكما اهتم توماس بعلم السلالات، اهتم ايضا بتاريخ الحضارات التي كانت سائدة في منطقة شبه الجزيرة العربية، فيذكر ان الكتب والآثار المتخلفة في المناطق الجنوبية الغربية من الجزيرة تدل على وجود حضارات سبئية أو معينية قديمة قد اندثرت قبل ظهور الاسلام في القرن السادس بعد الميلاد. كما ان هناك آثاراً لمستعمرات اغريقية وآرامية، كذلك فقد تعرضت هذه المنطقة للغزو الحبشي والروماني خلال تاريخها. ثم يتساءل: من يكون هؤلاء العرب يا ترى؟ ويكمل بالقول: “لو افترضنا ان الاجابة عن هذا السؤال من اختصاص علماء الاجناس، كما هو الأمر فعلا، فإن جمع الأدلة والمعلومات عن عرب الجزيرة العربية يعتبر أمر مهما وعلى الاخص خلال هذه الرحلة التي اقوم بها”.

      وقد جمع بالفعل مجموعة من الجماجم البشرية القديمة وأرسلها الى انجلترا لدراستها. ويروي كيف استطاع ان يحصل على جمجمة انسان في غفلة من مرافقيه وجدها بالصدفة في كهف مهجور: “اثناء رحلتي خلال عامي 1929 1930 كنت في منطقة حاسك، مررت بالصدفة بأحد الكهوف ويبدو ان بعض الحيوانات المتوحشة قد هاجمت ذلك الكهف في وقت من الاوقات وكان الوقت نهارا، ففكرت في التوقف في هذا المكان واخترت منطقة قريبة من الكهف ولم يعرف أي انسان بأن الجمجمة التي كانت في ذلك الكهف قد انتقلت الى خيمتي، ولكن عظمة الفك لم تكن في الجمجمة كما ان القسم الاكبر من الهيكل لم يكن موجودا. وقد أخذت هذه الجمجمة معي الى مسقط، ومنها الى كلية الجراحين الملكية في لندن”.

      دراسة لهجات القبائل

      كما اهتم “توماس” بموضوع لهجات القبائل من الناحية اللغوية Phelology حيث درس لهجات قبائل الشحرة والمهرة والبطاحرة والحراسيس، بل وأعد جدولا خاصا بهذه اللهجات يتألف من 500 كلمة لكل منها. كما استخلص بضعة قواعد لغوية بسيطة، وأرجع اصول هذه اللهجات الى المجموعة السامية. ويذكر ان هذه اللهجات لها جذور اساسية في اللغة الحبشية اكثر مما في اللغة العربية على حد قوله. وهنا ايضا يستشهد بآراء للغويين متخصصين حيث يفصل الأمر بالقول في هذا المجال “فالفصائل القبيلة التي تتكلم لغة الشحرة هي قبائل القرا والشحرة وبورحمة وبيت الشيخ، واللهجة المهرية تتكلمها قبائل المهرة، ولهجة البطاحرة تتكلمها قبائل البطاحرة، ولهجة الحراسيس تتكلمها قبائل الحراسيس وعفار.. وبالنسبة للهجة الشحرية فلا يفهمها الذين يتكلمون اللهجات الاخرى ويصعب التفاهم بينهم، ولم اكن اعرف من قبل بأن الدكتور ماكسمليان بتنر عالم اللغات الألماني قد تعرض الى موضوع اللهجتين الشحرية والمهرية وذلك في سياق تعليقه على المعلومات التي سبق ان جمعها الدكتور موللر في كل من حضرموت وسومطرة خلال رحلته الى شبه الجزيرة العربية سنة 1902 ثم حول ما جمعه الكونت لاندبرج.. عن رحلته الى المنطقة خلال 1899 1989 ويبدو ان لهجة الحراسيس والبطاحرة تختلف عن لهجة المهرة ولكن لم يقم احد بالبحث في هذا الموضوع”.

      وتحدث عن “الختان” كعادة من العادات ذات الأهمية البالغة عند قبائل المنطقة حين سأله بدويان: هل تمارسون يقصدان الانجليز الختان؟ يقول فرددت عليهما بالايجاب ولكني قلت ان الختان ليس اجباريا عندنا. فقالا: معنى هذا ان هناك بعض الاشخاص لم تجر لهم عملية الختان؟ فرددت عليهما بالايجاب.. وهنا قال محدثاي “غفر الله لكم” ثم يضيف توماس معقبا على كلام سائليه، يعتبر الختان من العادات ذات الأهمية البالغة بين هذه القبائل ويختلف عنه في انحاء شبه الجزيرة العربية الأمر الذي يوحي بأن للختان جذوراً تكاد تكون مستقلة”. ثم يورد وصفا لطقوس عملية الختان، وكيف و”اين تجرى، والغريب أنه يقارن بينه “كعادة” وما كان متبعا في مصر في العصور القديمة، ثم يصف الاحتفالات المصاحبة لهذه المناسبة ولكنه لا يأتي أبدا على المسألة ربط عملية الختان بالدين الاسلامي ولا يتطرق اليها ولو تلميحا.

      كما ذكر بعض معتقدات القبائل حول السحر ورد العين الشريرة وطرق عدم الاصابة بها، فيذكر بأن “هناك اعتقاداً بين سكان القرى الساحلية بأنه عندما يبني احدهم بيتا فإن أول شيء يفعله عند بناء البيت هو دق مسامير طويلة في الاركان الاربعة منه بقصد رد العين. وعندما يتم بناء البيت يقوم صاحبه بذبح خروف على عتبته كقربان يحفظ البيت من الشر ويديم لأهله الخير، وذلك على غرار ما نفعله نحن في الغرب عندما تسكب زجاجة من النبيذ عند تدشين البواخر. وفي بعض مناطق عمان يقوم صاحب البيت بعد الانتهاء من بنائه بذبح ماعز ورش شيء من دمها عند عتبة البيت. وهذا التقليد معمول به في ظفار ايضا وان كان يختلف في تلك المنطقة بعض الشيء حيث تجرى العملية في اثناء بناء المنزل، وليس عند الانتهاء منه، ويوزع لحم تلك الماعز على عمال البناء، وأما الدم فيرش بطريقة عشوائية على جدران المنزل”. “كما تكسر بيضتان عند عتبة البيت وبيضتان اخريان على السلم ومثلهما على السطح” وما زالت الى اليوم الدراسات والبحوث حول هذه المواضيع المرتبطة بمعتقدات وعادات الشعوب من قبل الانثروبولوجيين والفلكلوريين، ويمكن ان نذكر هنا أهم المواضيع التي تطرق اليها توماس ودونها في كتابه “العربية السعيدة” والذي يعد سفرا يكاد يكون شاملا حيث لم يحوِ فقط ما يمكن ان نطلق عليه وصف خط سير الرحلة، بل هو مجموعة من البحوث والاستقصاءات والاستطرادات تدخل في صلب تاريخ منطقة جنوب شبه الجزيرة العربية، ومن أهم تلك المواضيع يمكن ان نجد اضافة لبعض العادات والمعتقدات المرتبطة بالسحر والزواج والختان فقد تطرق الى موضوع، الاضرحة ومواقعها، وأكثر القبائل خبرة بالطرق التي تؤدي الى الرمال، وعنايته ببعض النقوش والخطوط على بعض الصخور التي صادفها، خيمة الرحالة وأجهزته، وحياة الجمل في الصحراء، وذكره لأهم الأودية ووصفها، كما تحدث عن البدوي ومقدرته على حل الغاز الصحراء، كما استعان كما ذكرنا بمعلومات أو بآراء أوردها رحالة سابقون امثال ويمان بيري وبيرتون وفون ريد وغيرهم. ويمكن وصف اسلوب توماس في تسجيله لمشاهداته بأنه اسلوب علمي ووصف ايضا من قبل روبن بيدول بأنه “اسلوب متكلف”، ويفتقر الى اللمسات الفنية والادبية التي تذكر برومانسية وشاعرية الصحراء لكنه يبقى اسلوبا عن منطقة الربع الخالي وقبائله وعادات وتقاليد ومعتقدات تلك القبائل وجغرافية المنطقة وآثارها. وبعدما يتحدث المؤلف عن فصل الغوص في البحر بحثا عن اللؤلؤ، يكمل القول وبتلك النبرة نفسها بنبرة المسؤول السياسي المرافق لموكب السلطان وكأحد افراد الحاشية:

      “وجلس جلالة السلطان ورفاقه معي على الشاطئ. وقضيت ساعة في قراءة كتاب لرحالة اسمه “بلجريف” وهو انجليزي، من اصل يهودي، ثم حل الظلام، فتوقفت عن القراءة، وأنا اشعر ان بلجريف هذا هو من احسن رحالة ظهر في الجزيرة العربية، وهو أروع من كتب في أدب الرحلات عنها. وأمضينا تلك الليلة في استرخاء تام على الشاطئ، نستمع الى بعض الغناء، ونشاهد الرقصات التي كان بعض العبيد والبدو يؤدونها، كما تبادلت مع جلالة السلطان بعض الفكاهات، وسمعنا اصوات الجياد تملأ الهواء، وطلقات المدافع من فوق الحصن تبعث بتحياتها الينا”.

      ومعظم صفحات الكتاب تصف تلك العلاقة الوطيدة والشخصية بين المؤلف وسلطان البلاد، وتدوين ليوميات الرحلة، ووصف للمناظر الطبيعية التي يمر بها الموكب، ومظاهر الاحتفالات والولاء التي يبديها البدو من خلال الزغاريد التي تأتي مع موكب للجمال جاء للتحية، وبعد صلاة العشاء “الجلوس للاستماع الى الشعراء الذين كانوا يلقون القصائد” وعادة ما كانت “المدافع تطلق تحياتها” عند اقتراب الموكب من الحصون والقلاع، ومنظر “اصطفاف مجموعات من الشيوخ والشخصيات البارزة للتحية” يتكرر بين فقرة وأخرى.

      وربما المخاطر التي عناها المؤلف يمكن ان نستخلصها من هذه الحداثة التي حدثت له عندما خطط للقيام برحلة بالجمال عبر شبه الجزيرة، وربما كانت تلك التحركات مجرد “تمرينات” لرحلته التي اجتاز فيها رمال الربع الخالي بمساعدة بدو المنطقة في ما بعد:

      “قادتني مطيتي الى ما وراء عمان، حيث هذا المنظر البهيج الذي نراه، كما قادتني الى قوافل اصدقائي القدامى، رجال بني كعب والمقابيل، الذين يتركون الشاطئ الآن متجهين الى حدائق النخيل في صحار. وصحبني قائد السفينة ه.م.س. لويان من مسقط الى حيث تمنى لي حظا سعيدا، ثم ودعني قبل ان ينطلق الى البحر. وفي الطريق امامنا رأينا آثار برسي كوكس، وصمويل زويمر، مما يشهد على ان الرجل الابيض قد قام برحلات الى هنا من قبل”.

      وجاءني شيخ عجوز يحمل رسالة، وامسكني من ذراعي ثم قال لي: “اقرأ هذه” وتقول الرسالة: “بعد السلام ورحمة الله وبركاته، لقد عاد اخي لتوه وأبلغني بالمعاملة الحسنة التي لقيها عندكم، وانني آمل انكم لن تضروا المسلمين، وانما ستعملون ما يرضي الله ويرضيهم، ومن المحتمل ان يأتيكم بعض النصارى يطلبون ان تقوموا لهم ببعض الأعمال التي قد يكون لها عواقب وخيمة عليكم وعلينا. ولا بد من رفض أي عميل، حفاظا على كرامة العرب، وآمل ألا يخدعنكم متاع الدنيا لأنها فانية. وهناك قول عربي مأثور هو: النار ولا العار”.

      ويبدو ان هذه الرسالة التحذيرية هي التي أثارت مخاوفه هو شخصيا، وأحس بأنه ومهما كان موقعه ومركزه السياسي فهو يبقى شخصا غير مرغوب فيه، لذلك نراه يعلق على ما قرأه بالقول:

      “لقد قرأت الرسالة، ثم اعدتها الى الشيخ، وقد ادخلت الرسالة الحزن الى قلبي، حيث اني كنت اعتقد ان الطريق الى الداخل سيكون مفروشا بالزهور، فالكرم العربي يضرب به المثل في الحقيقة، ولكن ليس في هذه المنطقة النائية من شبه الجزيرة العربية”. أي انه عد انسان هذه المناطق متوحشا، لا يرحب بالغريب، وبعيد عن المدينة والتحضر. ويعزو سبب ذلك الى ان:

      “فالانسان يخاف هنا، وهو يرتعب ويشعر بالخطر كذلك، والبدوي الذي يفاجأ بوصول الاجنبي الغريب يعتبر ذلك بشرى غير سعيدة”، ولم يذكر بالطبع بأن هذا البدوي البسيط لا يثق به ولا بأمثاله، لأنه لا يتوقع منه الخير أو على الأقل لا يتوقع منه ان ينظر اليه نظرة منصفة نوعا ما أو يفيده بشيء لذلك يطلق تحذيره الواضح لكل من يفكر في الغرب من الوصول الى هذه المناطق: “على المسافر هنا ان يكون مستعدا لكل طارئ”.

      اننا نشم هنا من أسلوب توماس، وبعده ثيسجر، رائحة منبعثة من “عرقية اوروبية كاثوليكية Europeocentrisme” طالما ميزت كتابات الاكثرية الساحقة من الرحالة الغربيين الأوائل، رحالة القرن السادس عشر، الذين يمكن وصفهم بنوع من الصليبيين المتأخرين، الذين كانوا يسافرون ضمن “عالم مغلق” في زمن كانت فيه الامبراطورية العثمانية تدق ابواب اوروبا الكاثوليكية.

      “.. ويعتبر الجبل واحدا من تلك القرى التي قد ادهشتها مجيئنا، وطالب شيوخها بمقابلة معنا في الحال، ولكن الوقت كان متأخرا، وكنت متعبا للغاية، وكان لي معهم حديث في الصباح، حيث وصلت تعليمات للجبل من شيخ النعيم في البريمي لمنعي، وكان القرويون طيبين معي، ولم اكن انوي البقاء هنا، فعند طلوع الفجر خرجت الى الوادي الرئيسي، الى وادي عبيلة، حيث اضطررت الى اسابيع كاملة يقيم على ابواب عمان قبل ان يدخلها”. ثم يعود الى مقارنة صفات “الفرد الاوروبي” بهؤلاء القبليين المتوحشين الذين ينزل بينهم ضيفا على سلطان البلاد معززا مكرما، ومع ذلك نراه يتحدث عن فوضوية هذا البدوي المتوحش وعبادته لمظاهر القوة: “واذا كان الفرد الاوروبي يعتقد ان الحكومة امر لا بد منه، فإن ذلك يبرر الى حد ما لرجل القبيلة ان ينتفض على السلطة، فالقبلي لا يكن احتراما فطريا للنظام والقانون وانما العكس هو الصحيح، كما ان العدالة والمساواة بوصفهما اعتبارات مجردة لا تتأثر باهتمامه، فضلا عن ان مظاهر الحياة المدنية وأجهزتها مثار احتقار وسخطه. ومن ثم فإن الرجال المسؤولين عن ادارة شؤونه لا بد وان يقدروا فيه تلك الصفات يقصد غير المتحضرة وان يدركوا ايض ان القبلي يعبد القوة دون سواها، وانه في المدى البعيد لا بد وان يتلاءم بشكل أو بآخر مع اشكال الاقتناع بالوضع، أي بالتهويد بالقوة، واذا تعذر ذلك فبالحقائق، واذا ما تجردت انت من مظهر القوة فإنه قد يسلبك أموالك أو حياتك ان استطاع”. ثم يواصل نبرة التحامل هذه، ليصل الى ما يريد ان يفصح عنه بصراحة الرحالة الصليبيين المتأخرين: “فرجل القبيلة البدائي، يقسم البشر الى قسمين: المسلمين والمشركين. وأما نظرية التسامح تجاه المسيحيين، أو اليهود باعتبارهما من أهل الكتب السماوية، فإنها تقتصر على رجال الدين، أما البدوي فلم يعرفها قط..”.

      على ان هذا الجفاء وعدم الرغبة في التعاون معه لم يقتصر على البدو ابناء القبائل في صحراء الربع الخالي فقط، بل حتى ابناء المدن كانوا يشاركونهم عدم الارتياح هذا، لذلك فهو يصف اهالي مدينة صور حين مر بها: “من الصعب ان تجد أحدا يتعاون معك، وكانت هناك دائما معارضة من ساكنيها”.
      [/frame]



      تعليق


      • #4
        بن فايز

        الفقير الي رب العالمين

        اخواني الاعضاء

        اشكركم علي تفاعلكم مع الموضوع

        وصدقا هذا الرجل يستحق البحث عنه وعن اعماله وواجباته التي كان مرسول للبحث عنها

        وهذا الرجل مهتم بالاثار

        وله قصص مع الباديه

        اتمني من الاعضاء التفاعل مع الموضوع

        لكي يستفيد كل الاخوه
        [CENTER] [/CENTER]

        تعليق


        • #5
          الاخ ابو فيصل

          السلام عليكم

          شكرا لطرحك مثل هذه المواضيع

          انشاء الله يتفاعل الجميع ونستطيع ان نكون فكره عن هذا الرجل الذي ذكرت

          اخوكم يونان

          تعليق


          • #6


            Bertram Thomas - Oman, 1929




            بيرترام توماس
            Bertram Thomas



            مع أن برترام تومـاس لم يكن يهتم كثيرا بالدعاية لنفسه وبالترويج لكتاباته إلا انه يعتبر بحق من بين أهم الرحالة الأجانب الذين طافوا في أرجاء الجزيرة العربية. فلم يكن قد كتب شيئا عن حياته قبل أن تطأ قدماه ارض جزيرة العرب لأول مرة في أواخر العشرينات من القرن الماضي
            في كتابه جزيرة العرب السعيدة يروي بيـرترام تومـاس كيف أن سلطان مسقط وعمان عرض عليه أن يعمل مستشارا ماليا لديه، ثم يسهب في شرح الصعوبات التي لاقاها أثناء أدائه تلك المهمة. ثم ينتقل للحديث عن حرارة الطقس البالغة الشدة في مسقط التي نادرا ما تنخفض في الليل عن مستواها أثناء ساعات النهار، أما معدلات الرطوبة فترتفع إلى أن تصل إلى أقصاها، سيّان إن كان الوقت نهارا أو ليلا
            وفي بداية ساعات الليل اعتاد توماس على التجوال في شوارع المدينة النائمة، وفي إحدى الليالي قام بتسلّق أسوار المدينة المبنية من اللبن والتي يعود تاريخها إلى القرون الوسطى. ومن هناك، من فوق الأسوار، أخذ يرنو بناظريه نحو الأفق البعيد باتجاه الشمال حيث الجبال الممتدة خلف الساحل. وكان يعرف أن القمر الذي ينير ليل مسقط هو نفس القمر الذي يرسل حزمة من ضوئه الحالم على ذلك البحر الخضمّ من الرمال الهائلة المتوارية وراء الأفق. وكان هذا هو السبب الخفي الذي دفعه للمجيء إلى هنا
            كانت تراود توماس رغبة عارمة في أن يكون أول مواطن غربي يعبر تلك الصحراء الممتدة، هذا مع انه يتذكر قول فيلبي من قبل أن لا أحد قادر على إنجاز مهمة كتلك إلا على متن طائرة
            وفي إحدى ليالي أكتوبر من عام 1930 م ودون علم صديقه السلطان، انسل توماس في قلب الظلام إلى خارج مسقط وحرص على أن يختفي عن الأنظار بسرعة وقبل بزوغ الشمس، متوقعا أن تنتشر أخبار اختفائه في الصباح وتروج الشائعات والقصص التي يغذيها خيال شرقي خصب
            واستقل ناقلة نفط عابرة باتجاه مدينة صلالة الجنوبية وهناك وجد دليلا وأعدّ العدة لبدء رحلته الاستكشافية
            يذكر توماس في كتابه أن رجال القبائل الذين يقطنون الجبال يتحدثون لغة غريبة غير العربية ويعتبرون أنفسهم منحدرين من سلالة قوم عاد الأسطورية. ويسرد في الكتاب مشاهد تقديم الضحايا والنذور وطقوس طرد الأرواح التي تمارسها تلك القبائل وتقام وسط سحب البخور المحترق والنيران المتأججة
            وخلف الجبال يقع سهل قاحل ومهجور إلا من بعض أسراب الظباء العربية التي يمكن مشاهدتها على البعد وهي تعدو مسرعة من حين لآخر. ومشى توماس ودليله على مدى بضعة أيام إلى أن بلغوا بئر شيزر وهو اسم لحصن تاريخي بدا مهجورا ومهملا
            يتحدث توماس في الكتاب عن "ظاهرة الرمال التي تغني" والتي ُشغل العلماء بدراستها وكشف غموضها منذ وقت طويل، ويصف كيف انه ورفاقه كانوا يمشون في عمق الصحراء الشاسعة وبين تلال الكثبان الرملية العملاقة عندما كسر الصمت فجأة أزيز نغمات موسيقية صاخبة. ويشير أحد رفاقه "المـرّي" إلى إحدى التلال العالية مؤكدا أنها مصدر تلك الأصوات الغريبة. لكن العرب – يقول توماس – يعزون تلك الأصوات إلى الأرواح المدفونة تحت كثبان الرمال. ويضيف: كانت الأحوال مواتية لدراسة ظاهرة موسيقى الرمال، وكانت الحركة الأولى من ذلك الكونشيرتو الغريب طويلة بما فيه الكفاية. لقد كان الأمر أشبه ما يكون بقرع الطبول وأحيانا يخيل إليك انك تصغي إلى هدير محرك طائرة. أما مرافقيّ فقد كانوا منشغلين بتأدية بعض الحركات الطقوسية التي كانت فيما يبدو موجهة نحو الجن الذين ُيفترض انهم مسئولون عما حدث ..
            [CENTER] [/CENTER]

            تعليق


            • #7
              يقول توماس: "بدأ الصباح بداية بطيئة وكنا نشعر بالإنهاك والضعف بسبب الجوع والبرد القارس عندما لمحنا فجأة جماعة من العرب الذين اخذوا يلوحون لنا بأيديهم وعندما اقتربنا منهم بدءوا يشيرون إلى الناحية الأخرى من الطريق صائحين: انظر يا صاحب! تلك هي الطريق إلى عبــر
              "عبـر؟! تساءلتُ مندهشا. إذن فهذه هي المدينة العظيمة التي كان آباؤنا يحدثوننا عنها دائما. إنها اتلانتيس الرمال! مدينة موغلة في القدم وغنية بالكنوز وبحدائق النخيل وبحصنها الأسطوري ذي اللون الفضي المائل للحمرة! وهي الآن مدفونة تحت الرمال. وكان الكثير من العرب قد حدثوني عن عبـر، ولكن لا أحد منهم كان يعرف موقعها على وجه اليقين
              يتحدث القرآن الكريم وليالي ألف ليلة وليلة والكثير من القصص الشعبية عن مدينة تشبه الأسطورة وكثيرا ما يشار إليها باعتبارها أهم الكنوز المفقودة في الجزيرة العربية. وتروي كتب التاريخ والأساطير حكايات كثيرة عن تلك المدينة الرائعة الجمال والتي كانت مليئة بالكنوز والخيرات العظيمة إلى أن ُدمّرت فجأة، كما حدث لسدوم وعمورية، بعد أن حلّ عليها غضب الرب وُدفنت تحت الرمال
              يقول المستعرب الشهير فيلبي: كان ملك هذه المدينة قد تمادى في فسقه وفجوره وكان يعيش في ما يشبه الفردوس الأرضي مع خيوله وعبيده المخصيين وخليلاته الكثيرات إلى أن انتقم الله منه وأرسل عليه الريح الغربية العاصفة التي أحالت مدينته فجأة إلى ارض يباب واستحال كل شئ في لمح البصر إلى كومة من رماد
              كان بيـرترام توماس قد عقد العزم على مواصلة رحلته وبلوغ عبـر، لكن نفاد الماء جعله يغير رأيه في المضي قدما باتجاه المدينة الغامضة وُاجهض حلمه في الوصول إلى ابعد نقطة في الصحراء، فانحرفوا عن الطريق المفترض أن يأخذهم إلى عبـر وواصلوا سيرهم في الاتجاه الآخر. وبعد مرور خمسة وتسعين يوما على مغادرته صلالة والبحر العربي لمح توماس على البعد مدينة الدوحة ومياه الخليج العربي
              فيما بعد كتب لورنس العرب يقول: لقد تمكن بيرترام توماس أخيرا من عبور الربع الخالي الذي يعتبر الصحراء الوحيدة المجهولة في العالم، وما فعله يمثل نهاية لتاريخ الرحلات الاستكشافية
              لكن بعض المؤرخين يؤكدون بأن توماس، وإن كان قد تمكن من عبور الربع الخالي، إلا انه في حقيقة الأمر لم يستكشفه، إذ انتهى به المطاف
              على عتبات مدينة مفقودة ولم يتمكن من إنجاز ذلك التحدي على الوجه المطلوب
              [CENTER] [/CENTER]

              تعليق


              • #8
                لقد قام ( بيرترام توماس ) بتأليف كتاب اسمه ( أرابيا فيليكس )


                وكان ذلك عام 1932 م

                هو الاسم الروماني للجزء الجنوبي من شبه الجزيرة العربية و التي تضم اليمن والجزء الأكبر من عمان. أطلق اليونان على تلك المنطقة اسم "العرب السعيد"

                و رغم أنه اكتشف آثاراً لمدينة قديمة أسستها واحدة من تلك القبائل و كانت تلك المدينة هي التي يطلق عليها البدو اسم "عُبار", وفى إحدى رحلاته إلى تلك المنطقة, أراه سكان المنطقة من البدو آثاراً شديدة القدم و قالوا إن تلك الآثار تؤدى إلى مدينة "عُبار" القديمة.
                و لكن "توماس" الذي أبدى اهتماماً شديداً بالموضوع, توُفِى قبل أن يتمكن من إكمال بحثه.

                [CENTER] [/CENTER]

                تعليق


                • #9
                  يشير “جيرار لكليرك” في كتابه الانثروبولوجيا والاستعمار، الى ان الانثروبولوجي يزعم أحيانا بما له من علم ومعرفة، انه في الموقع المناسب الذي يتيح له فهم الشعوب الاصيلة، بل واتخاذ الموقف اللازم تجاهها، فالمواطن الذي يكتم مشاكله ولا يعرضها على الاداري (الغربي بالطبع)، وان كان هذا مهتما بالانثروبولوجيا، يعرضها بسهولة اكبر على شخص مستقل نسبيا عنه أو غريبا عن اهدافه المباشرة. وعلى الرغم من كل نواياه “الطيبة” لا يستطيع الاداري “الغربي، الكولونيالي” ان يفهم الشعوب الأصيلة فهما حقيقيا، ان نظرته لا تكون في احسن الحالات إلا جزئية ومشوهة.



                  صحيح ان بإمكان السياسي ان يكون انثروبولوجياً، يضيف لكليرك، فهذا ما حصل بالفعل أحيانا بخاصة مع الرحالة البريطاني “برترام توماس” ولكن بما ان الانثروبولوجيا قد حصلت على استقلاليتها، لذا كان على السياسي ومنهم توماس ترك وظائفه القديمة، ولذا ينزع الاداريون الانثروبولوجيون الى الاختفاء لحساب الانثروبولوجيين التطبيقيين.

                  لم يكن “توماس” اداريا بريطانيا، ورحالة فقط، كان له ريادة اجتياز صحراء الربع الخالي، فسجل هذا الانجاز باسمه في الغرب، بل كان انثروبولوجيا تخفى تحت رداء الاداري، لينقلب وهو يتجول في مناطق متفرقة من عمان، الى انثروبولوجي واثنولوجي وقبل هذا وذاك الى “كولونيالي عريق”، رغم انه بمجرد مروره بمناطق بعض القبائل “الجبلية بخاصة ومنهم القرا” فإنه بات خبيرا بعاداتهم وتقاليدهم وأصولهم ومعتقداتهم، الى الحد الذي جعله يصدر أحكاما حول ابناء هذه القبائل أقل ما يمكن ان نصفها بالتسرع، ان لم يكن بالتجني الكامل المملوء بالتحامل العرقي، المتأتي من النظرة الاستعلائية التي لا يمكن ان تخفى على القارئ الحصيف.

                  ** اثناء فترة استعداداته لرحلته التي اجتاز خلالها صحراء الربع الخالي يذكر “توماس” انه اختار لمرافقته مجموعة من البدو من قبيلة الرواشد. هم سهيل وخويتم ومعيوف. وقد اختار “ثيسجر” بعده ايضا عددا من بدو الرواشد لمرافقته اشتهر منهم “بن كبينة” و”بن غبيشة”. ويصف توماس هذه القبيلة بأنها “أهم قبيلة في منطقة الرمال الجنوبية ولم اكن لأستطيع اجتياز الربع الخالي بنجاح من دون مساعدتها” وقد وجد “توماس” بالفعل الاستعداد لدى هذه القبيلة لمساعدته. فكرت في تجهيز فرقة تحملني الى بعض عيون الماء الواقعة على حافة الصحراء حيث يحتمل وجود ثلاث من هذه العيون، وان اعهد الى قبيلة الرواشد بانتظاري هناك لتأخذني الى وجهتي وقد بنيت هذا القرار على أساس العلاقة السابقة التي تربطني بهذه القبيلة وما لمسته من استعداد لديها لمساعدتي.

                  وحين التقى “خويتم” و”معيوف” كشف لهما عن خطته لاجتياز الرمال بمساعدة من قبيلتهم بعدما اخذ عليهم عهدا بعدم افشاء السر، ووعدهما بمكافأة سخية ان التزما بذلك. وبعد هذا الاتفاق “خرجا مودعين وكانت لهجتهما الى حد كبير تبين معدنهما الصلب وقوة ارادتهما” ثم تحركا في طريقهما الى منطقة الجبال حيث كان هناك احد زملائهما ويدعى “سالم طميطم”، وكان الغرض من التوجه اليه ان يزودهما بأفضل انواع الجمال ومن هناك يتسللان سرا الى الصحراء.

                  وقد علق “توماس” على عودتهما ببعض رجال القافلة التي سترافقه آمالا كبيرة وإلا سيكون الفشل من نصيبه، وبقي ينتظرهما في ظفار “يحدوني أمل ضعيف في نجاح المهمة التي جئت من اجلها”. وعند اقامته في ظفار يصف المنطقة بأنها تعد من المناطق المحظوظة “فهي تتميز بمناخ فريد، اذ تهب عليها الرياح الموسمية القادمة من الهند خلال شهور الصيف، فتسبب هطول امطار غزيرة عليها وتحيلها الى فردوس مقيم، وعلى هضاب هذه المنطقة تتكاثر اشجار اللبان التي يرجع لها الفضل في شهرة هذه المنطقة. فهذا المحصول القيم مصدر رخاء منطقة ظفار على مر العصور، وظفار تلك التي نعنيها هي غير ظفار الريان التي تقع في اليمن” ويتحدث عن القبائل التي تستوطن المنطقة فيذكر بأنهما “قبيلة القرا التي تقيم في منطقة الجبال، وتعتمد في حياتها على الرعي وزراعة اللبان، وقبيلة آل كثير التي تعيش على الصيد والزراعة في القرى الواقعة على السهل، وعندما يضطرب البحر في شهور الصيف الممطرة وتهب العواصف ويتعذر الصيد تهاجر هذه القبائل من السهل الى المرتفعات حيث تتوافر المراعي ويحل موسم حصاد اللبان”.

                  مدينة صلالة

                  وفي مدينة صلالة التي وصلها لمقابلة احد “أغنى تجار المنطقة” حل ضيفا عليه ونزل في قصره، ويصف مباني المدينة العالية المتعددة الطوابق والمبنية من الاحجار المنحوتة من تربة السهل بأنها تشكل منظرا ساحرا فضلا عن الزخرفة والتشكيلات المتنوعة والتي كانت في مجموعها رمزا لعصر من العصور، حيث تعتبر زخرفة السقوف التي تسمى بلهجة اهل المنطقة ب “التباشير” السمة المميزة للبيوت الكبيرة وتتم هذه الزخرفة في زوايا السقوف وفي الاطراف وهي تشبه الزخرفة التي كانت سائدة في بترا ومعان في عهد النبطيين. وقد علمت بأن هذا النوع من الزخارف منتشر في منطقتي الشحر والمكلا وغيرهما من مناطق حضرموت ولم ير ما يشابه هذه النقوش والزخارف في عمان.

                  ومن الاسئلة المتوقعة التي يمكن ان يوجهها بدو المنطقة لرجل اجنبي يختلف عنهم في الشكل والحجم واللون واللغة، حيث يذكر توماس ان احد شيوخ القبائل سأله يوما: لماذا أنتم ايها الاوروبيون كبار الحجم بينما نحن لسنا كذلك؟

                  يقول: فأجيت، لعل السبب في ذلك هو المناخ والتربة. فرد عليه الرجل البدوي: ان العالم هو الله. اننا اصغر قامة من اجدادنا، انظر الى القبور في منطقة خور روري تجد ان طول الواحد منها عشرين قدما، لقد كانت اجسام اجدادنا بهذا الحجم وتلك القامات، يقول توماس: فأومأت اليه بالايجاب مؤكدا على قوله، الله العالم فعلا. حتى لا امس شعوره الديني.

                  ليعود ويتحدث مجددا عن السمات العرقية والسلالات، ويورد معلومات في هذا الصدد كتبها الجنرال ميتلاند، المقيم السياسي البريطاني في عدن في ذلك الوقت “يذكر توماس ان معرفته بالمنطقة بدأت من عام 1915 الى ان قام برحلته الاولى عام 1927”.

                  ويذكر د. جواد علي في مؤلفه “المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام: “ان عرب شبه الجزيرة العربية ينحدرون على ما يبدو من اصلين مختلفين ومتميزين. فالنظرية السائدة عن قسمات العربي، هي انه الرجل الطويل اللحية الأملس الوجه كالصقر، غير ان عرب جنوب شبه الجزيرة اصغر قامة وأخشن تقاطيع وأكثر سمرة وغير ملتحين تقريبا، وتجمع كافة المصادر على ان عرب الجنوب ينحدرون من أصل حبشي. ومع ذلك فيبدو من الغرابة بمكان ان نقرر ان المصريين وعرب القارة الافريقية هم العرب الاقحاح بين العرب الساميين، اما عرب الشمال فهم عرب مستعربة أي انهم عرب بالتجنس والاستيطان اكثر كونهم عربا بالسلالة.

                  بل ان علماء التاريخ العرب والحديث انفسهم يذهبون الى ان العرب ينحدورن من أصلين: قحطان وعدنان ومع ذلك فإن العرب الذين يقطنون الآن مناطق من شبه الجزيرة العربية من احد هذين الأصلين ينتمون في الواقع الى سلالات متباينة”.

                  وكما نرى هنا فإن “توماس” كرحالة اهتم بعلم الانساب والسلالات وقبله كثير من الرحالة والعلماء الاوروبيين امثال جليسر وبيرتون وراتنجز وبعده ايضا من الباحثين المهتمين بعلم السلالات من السوسيولوجيين والانتروبولوجيين والاتنوغرافيين والآثاريين، فقد اهتم الغرب بهذا العلم لأهميته في رسم تصورات متكاملة عن شعب معين أو أمة معينة عاشت أو ورد ذكرها في كتب التاريخ، أو تحديد صورة مجتمع من المجتمعات البدائية منها أو الحديثة وعلاقة ذلك بحدث معين من احداث التاريخ، هنا تنتفي التهمة الموجهة للعرب بأنهم أمة عصبية أي متعصبة لعرقها، أو هي أمة تعلي من شأن القبيلة أو ما الى ذلك من التهم، والحقيقة ان البحث في اسباب عناية العرب بأنسابهم موضوع يطول الحديث فيه، ولكن ما يهمنا هنا ان الدين شذّب عصبية العربي وان كانت عصبيته لا تعبر تعبيرا سلبيا عن “تفوق عرقي” بقدر ما كانت تعبر عن هوية وانتماء لقبيلة كانت تمثل للبدوي في صحراء مترامية الاطراف سلطة وحيدة يمكن ان تحميه وتحمي حقوقه ودمه قبل نشوء الدول يمكن ان يلجأ اليها طلبا للحماية. اننا نجد ان كثيرا من الأمم الشعوب الاخرى تنتمي الى آباء واجداد، وليس العرب وحدهم، فهيلين، هوجو دورس، ومنه اخذ الهيليون اسمهم هذا. وكان للرومان فالفرس وللهنود وللاوروبيين أجداد انتموا اليهم واحتموا بهم وتعصبوا اليهم على نحو ما نجده عند العرب و”الاسرائيليين” وبقية الساميين. وكما اهتم توماس بعلم السلالات، اهتم ايضا بتاريخ الحضارات التي كانت سائدة في منطقة شبه الجزيرة العربية، فيذكر ان الكتب والآثار المتخلفة في المناطق الجنوبية الغربية من الجزيرة تدل على وجود حضارات سبئية أو معينية قديمة قد اندثرت قبل ظهور الاسلام في القرن السادس بعد الميلاد. كما ان هناك آثاراً لمستعمرات اغريقية وآرامية، كذلك فقد تعرضت هذه المنطقة للغزو الحبشي والروماني خلال تاريخها. ثم يتساءل: من يكون هؤلاء العرب يا ترى؟ ويكمل بالقول: “لو افترضنا ان الاجابة عن هذا السؤال من اختصاص علماء الاجناس، كما هو الأمر فعلا، فإن جمع الأدلة والمعلومات عن عرب الجزيرة العربية يعتبر أمر مهما وعلى الاخص خلال هذه الرحلة التي اقوم بها”.

                  وقد جمع بالفعل مجموعة من الجماجم البشرية القديمة وأرسلها الى انجلترا لدراستها. ويروي كيف استطاع ان يحصل على جمجمة انسان في غفلة من مرافقيه وجدها بالصدفة في كهف مهجور: “اثناء رحلتي خلال عامي 1929 1930 كنت في منطقة حاسك، مررت بالصدفة بأحد الكهوف ويبدو ان بعض الحيوانات المتوحشة قد هاجمت ذلك الكهف في وقت من الاوقات وكان الوقت نهارا، ففكرت في التوقف في هذا المكان واخترت منطقة قريبة من الكهف ولم يعرف أي انسان بأن الجمجمة التي كانت في ذلك الكهف قد انتقلت الى خيمتي، ولكن عظمة الفك لم تكن في الجمجمة كما ان القسم الاكبر من الهيكل لم يكن موجودا. وقد أخذت هذه الجمجمة معي الى مسقط، ومنها الى كلية الجراحين الملكية في لندن”.

                  دراسة لهجات القبائل

                  كما اهتم “توماس” بموضوع لهجات القبائل من الناحية اللغوية Phelology حيث درس لهجات قبائل الشحرة والمهرة والبطاحرة والحراسيس، بل وأعد جدولا خاصا بهذه اللهجات يتألف من 500 كلمة لكل منها. كما استخلص بضعة قواعد لغوية بسيطة، وأرجع اصول هذه اللهجات الى المجموعة السامية. ويذكر ان هذه اللهجات لها جذور اساسية في اللغة الحبشية اكثر مما في اللغة العربية على حد قوله. وهنا ايضا يستشهد بآراء للغويين متخصصين حيث يفصل الأمر بالقول في هذا المجال “فالفصائل القبيلة التي تتكلم لغة الشحرة هي قبائل القرا والشحرة وبورحمة وبيت الشيخ، واللهجة المهرية تتكلمها قبائل المهرة، ولهجة البطاحرة تتكلمها قبائل البطاحرة، ولهجة الحراسيس تتكلمها قبائل الحراسيس وعفار.. وبالنسبة للهجة الشحرية فلا يفهمها الذين يتكلمون اللهجات الاخرى ويصعب التفاهم بينهم، ولم اكن اعرف من قبل بأن الدكتور ماكسمليان بتنر عالم اللغات الألماني قد تعرض الى موضوع اللهجتين الشحرية والمهرية وذلك في سياق تعليقه على المعلومات التي سبق ان جمعها الدكتور موللر في كل من حضرموت وسومطرة خلال رحلته الى شبه الجزيرة العربية سنة 1902 ثم حول ما جمعه الكونت لاندبرج.. عن رحلته الى المنطقة خلال 1899 1989 ويبدو ان لهجة الحراسيس والبطاحرة تختلف عن لهجة المهرة ولكن لم يقم احد بالبحث في هذا الموضوع”.

                  وتحدث عن “الختان” كعادة من العادات ذات الأهمية البالغة عند قبائل المنطقة حين سأله بدويان: هل تمارسون يقصدان الانجليز الختان؟ يقول فرددت عليهما بالايجاب ولكني قلت ان الختان ليس اجباريا عندنا. فقالا: معنى هذا ان هناك بعض الاشخاص لم تجر لهم عملية الختان؟ فرددت عليهما بالايجاب.. وهنا قال محدثاي “غفر الله لكم” ثم يضيف توماس معقبا على كلام سائليه، يعتبر الختان من العادات ذات الأهمية البالغة بين هذه القبائل ويختلف عنه في انحاء شبه الجزيرة العربية الأمر الذي يوحي بأن للختان جذوراً تكاد تكون مستقلة”. ثم يورد وصفا لطقوس عملية الختان، وكيف و”اين تجرى، والغريب أنه يقارن بينه “كعادة” وما كان متبعا في مصر في العصور القديمة، ثم يصف الاحتفالات المصاحبة لهذه المناسبة ولكنه لا يأتي أبدا على المسألة ربط عملية الختان بالدين الاسلامي ولا يتطرق اليها ولو تلميحا.

                  كما ذكر بعض معتقدات القبائل حول السحر ورد العين الشريرة وطرق عدم الاصابة بها، فيذكر بأن “هناك اعتقاداً بين سكان القرى الساحلية بأنه عندما يبني احدهم بيتا فإن أول شيء يفعله عند بناء البيت هو دق مسامير طويلة في الاركان الاربعة منه بقصد رد العين. وعندما يتم بناء البيت يقوم صاحبه بذبح خروف على عتبته كقربان يحفظ البيت من الشر ويديم لأهله الخير، وذلك على غرار ما نفعله نحن في الغرب عندما تسكب زجاجة من النبيذ عند تدشين البواخر. وفي بعض مناطق عمان يقوم صاحب البيت بعد الانتهاء من بنائه بذبح ماعز ورش شيء من دمها عند عتبة البيت. وهذا التقليد معمول به في ظفار ايضا وان كان يختلف في تلك المنطقة بعض الشيء حيث تجرى العملية في اثناء بناء المنزل، وليس عند الانتهاء منه، ويوزع لحم تلك الماعز على عمال البناء، وأما الدم فيرش بطريقة عشوائية على جدران المنزل”. “كما تكسر بيضتان عند عتبة البيت وبيضتان اخريان على السلم ومثلهما على السطح” وما زالت الى اليوم الدراسات والبحوث حول هذه المواضيع المرتبطة بمعتقدات وعادات الشعوب من قبل الانثروبولوجيين والفلكلوريين، ويمكن ان نذكر هنا أهم المواضيع التي تطرق اليها توماس ودونها في كتابه “العربية السعيدة” والذي يعد سفرا يكاد يكون شاملا حيث لم يحوِ فقط ما يمكن ان نطلق عليه وصف خط سير الرحلة، بل هو مجموعة من البحوث والاستقصاءات والاستطرادات تدخل في صلب تاريخ منطقة جنوب شبه الجزيرة العربية، ومن أهم تلك المواضيع يمكن ان نجد اضافة لبعض العادات والمعتقدات المرتبطة بالسحر والزواج والختان فقد تطرق الى موضوع، الاضرحة ومواقعها، وأكثر القبائل خبرة بالطرق التي تؤدي الى الرمال، وعنايته ببعض النقوش والخطوط على بعض الصخور التي صادفها، خيمة الرحالة وأجهزته، وحياة الجمل في الصحراء، وذكره لأهم الأودية ووصفها، كما تحدث عن البدوي ومقدرته على حل الغاز الصحراء، كما استعان كما ذكرنا بمعلومات أو بآراء أوردها رحالة سابقون امثال ويمان بيري وبيرتون وفون ريد وغيرهم. ويمكن وصف اسلوب توماس في تسجيله لمشاهداته بأنه اسلوب علمي ووصف ايضا من قبل روبن بيدول بأنه “اسلوب متكلف”، ويفتقر الى اللمسات الفنية والادبية التي تذكر برومانسية وشاعرية الصحراء لكنه يبقى اسلوبا عن منطقة الربع الخالي وقبائله وعادات وتقاليد ومعتقدات تلك القبائل وجغرافية المنطقة وآثارها. وبعدما يتحدث المؤلف عن فصل الغوص في البحر بحثا عن اللؤلؤ، يكمل القول وبتلك النبرة نفسها بنبرة المسؤول السياسي المرافق لموكب السلطان وكأحد افراد الحاشية:

                  “وجلس جلالة السلطان ورفاقه معي على الشاطئ. وقضيت ساعة في قراءة كتاب لرحالة اسمه “بلجريف” وهو انجليزي، من اصل يهودي، ثم حل الظلام، فتوقفت عن القراءة، وأنا اشعر ان بلجريف هذا هو من احسن رحالة ظهر في الجزيرة العربية، وهو أروع من كتب في أدب الرحلات عنها. وأمضينا تلك الليلة في استرخاء تام على الشاطئ، نستمع الى بعض الغناء، ونشاهد الرقصات التي كان بعض العبيد والبدو يؤدونها، كما تبادلت مع جلالة السلطان بعض الفكاهات، وسمعنا اصوات الجياد تملأ الهواء، وطلقات المدافع من فوق الحصن تبعث بتحياتها الينا”.

                  ومعظم صفحات الكتاب تصف تلك العلاقة الوطيدة والشخصية بين المؤلف وسلطان البلاد، وتدوين ليوميات الرحلة، ووصف للمناظر الطبيعية التي يمر بها الموكب، ومظاهر الاحتفالات والولاء التي يبديها البدو من خلال الزغاريد التي تأتي مع موكب للجمال جاء للتحية، وبعد صلاة العشاء “الجلوس للاستماع الى الشعراء الذين كانوا يلقون القصائد” وعادة ما كانت “المدافع تطلق تحياتها” عند اقتراب الموكب من الحصون والقلاع، ومنظر “اصطفاف مجموعات من الشيوخ والشخصيات البارزة للتحية” يتكرر بين فقرة وأخرى.

                  وربما المخاطر التي عناها المؤلف يمكن ان نستخلصها من هذه الحداثة التي حدثت له عندما خطط للقيام برحلة بالجمال عبر شبه الجزيرة، وربما كانت تلك التحركات مجرد “تمرينات” لرحلته التي اجتاز فيها رمال الربع الخالي بمساعدة بدو المنطقة في ما بعد:

                  “قادتني مطيتي الى ما وراء عمان، حيث هذا المنظر البهيج الذي نراه، كما قادتني الى قوافل اصدقائي القدامى، رجال بني كعب والمقابيل، الذين يتركون الشاطئ الآن متجهين الى حدائق النخيل في صحار. وصحبني قائد السفينة ه.م.س. لويان من مسقط الى حيث تمنى لي حظا سعيدا، ثم ودعني قبل ان ينطلق الى البحر. وفي الطريق امامنا رأينا آثار برسي كوكس، وصمويل زويمر، مما يشهد على ان الرجل الابيض قد قام برحلات الى هنا من قبل”.

                  وجاءني شيخ عجوز يحمل رسالة، وامسكني من ذراعي ثم قال لي: “اقرأ هذه” وتقول الرسالة: “بعد السلام ورحمة الله وبركاته، لقد عاد اخي لتوه وأبلغني بالمعاملة الحسنة التي لقيها عندكم، وانني آمل انكم لن تضروا المسلمين، وانما ستعملون ما يرضي الله ويرضيهم، ومن المحتمل ان يأتيكم بعض النصارى يطلبون ان تقوموا لهم ببعض الأعمال التي قد يكون لها عواقب وخيمة عليكم وعلينا. ولا بد من رفض أي عميل، حفاظا على كرامة العرب، وآمل ألا يخدعنكم متاع الدنيا لأنها فانية. وهناك قول عربي مأثور هو: النار ولا العار”.

                  ويبدو ان هذه الرسالة التحذيرية هي التي أثارت مخاوفه هو شخصيا، وأحس بأنه ومهما كان موقعه ومركزه السياسي فهو يبقى شخصا غير مرغوب فيه، لذلك نراه يعلق على ما قرأه بالقول:

                  “لقد قرأت الرسالة، ثم اعدتها الى الشيخ، وقد ادخلت الرسالة الحزن الى قلبي، حيث اني كنت اعتقد ان الطريق الى الداخل سيكون مفروشا بالزهور، فالكرم العربي يضرب به المثل في الحقيقة، ولكن ليس في هذه المنطقة النائية من شبه الجزيرة العربية”. أي انه عد انسان هذه المناطق متوحشا، لا يرحب بالغريب، وبعيد عن المدينة والتحضر. ويعزو سبب ذلك الى ان:

                  “فالانسان يخاف هنا، وهو يرتعب ويشعر بالخطر كذلك، والبدوي الذي يفاجأ بوصول الاجنبي الغريب يعتبر ذلك بشرى غير سعيدة”، ولم يذكر بالطبع بأن هذا البدوي البسيط لا يثق به ولا بأمثاله، لأنه لا يتوقع منه الخير أو على الأقل لا يتوقع منه ان ينظر اليه نظرة منصفة نوعا ما أو يفيده بشيء لذلك يطلق تحذيره الواضح لكل من يفكر في الغرب من الوصول الى هذه المناطق: “على المسافر هنا ان يكون مستعدا لكل طارئ”.

                  اننا نشم هنا من أسلوب توماس، وبعده ثيسجر، رائحة منبعثة من “عرقية اوروبية كاثوليكية Europeocentrisme” طالما ميزت كتابات الاكثرية الساحقة من الرحالة الغربيين الأوائل، رحالة القرن السادس عشر، الذين يمكن وصفهم بنوع من الصليبيين المتأخرين، الذين كانوا يسافرون ضمن “عالم مغلق” في زمن كانت فيه الامبراطورية العثمانية تدق ابواب اوروبا الكاثوليكية.

                  “.. ويعتبر الجبل واحدا من تلك القرى التي قد ادهشتها مجيئنا، وطالب شيوخها بمقابلة معنا في الحال، ولكن الوقت كان متأخرا، وكنت متعبا للغاية، وكان لي معهم حديث في الصباح، حيث وصلت تعليمات للجبل من شيخ النعيم في البريمي لمنعي، وكان القرويون طيبين معي، ولم اكن انوي البقاء هنا، فعند طلوع الفجر خرجت الى الوادي الرئيسي، الى وادي عبيلة، حيث اضطررت الى اسابيع كاملة يقيم على ابواب عمان قبل ان يدخلها”. ثم يعود الى مقارنة صفات “الفرد الاوروبي” بهؤلاء القبليين المتوحشين الذين ينزل بينهم ضيفا على سلطان البلاد معززا مكرما، ومع ذلك نراه يتحدث عن فوضوية هذا البدوي المتوحش وعبادته لمظاهر القوة: “واذا كان الفرد الاوروبي يعتقد ان الحكومة امر لا بد منه، فإن ذلك يبرر الى حد ما لرجل القبيلة ان ينتفض على السلطة، فالقبلي لا يكن احتراما فطريا للنظام والقانون وانما العكس هو الصحيح، كما ان العدالة والمساواة بوصفهما اعتبارات مجردة لا تتأثر باهتمامه، فضلا عن ان مظاهر الحياة المدنية وأجهزتها مثار احتقار وسخطه. ومن ثم فإن الرجال المسؤولين عن ادارة شؤونه لا بد وان يقدروا فيه تلك الصفات يقصد غير المتحضرة وان يدركوا ايض ان القبلي يعبد القوة دون سواها، وانه في المدى البعيد لا بد وان يتلاءم بشكل أو بآخر مع اشكال الاقتناع بالوضع، أي بالتهويد بالقوة، واذا تعذر ذلك فبالحقائق، واذا ما تجردت انت من مظهر القوة فإنه قد يسلبك أموالك أو حياتك ان استطاع”. ثم يواصل نبرة التحامل هذه، ليصل الى ما يريد ان يفصح عنه بصراحة الرحالة الصليبيين المتأخرين: “فرجل القبيلة البدائي، يقسم البشر الى قسمين: المسلمين والمشركين. وأما نظرية التسامح تجاه المسيحيين، أو اليهود باعتبارهما من أهل الكتب السماوية، فإنها تقتصر على رجال الدين، أما البدوي فلم يعرفها قط..”.

                  على ان هذا الجفاء وعدم الرغبة في التعاون معه لم يقتصر على البدو ابناء القبائل في صحراء الربع الخالي فقط، بل حتى ابناء المدن كانوا يشاركونهم عدم الارتياح هذا، لذلك فهو يصف اهالي مدينة صور حين مر بها: “من الصعب ان تجد أحدا يتعاون معك، وكانت هناك دائما معارضة من ساكنيها”.

                  تعليق


                  • #10
                    *"‬المستكشفون الأوربيون يستمتعون بالجزيرة العربية لأنهم يحبون العرب لا لعاطفتهم ولكنهم وجدوا أن فيهم الكثير مما يجذب،* ‬وأن العرب طوّروا فلسفة وطريقة حياة تتناغم هارمونيا مع بيئتهم،* ‬وجعلت من صحتهم الجسمانية والنفسية في اطمئنان دائم*".‬

                    مؤلف هذا الكتاب* - ‬الذي ينقصه الصور والخرائط* - ‬هو* "‬برترام توماس*" )‬1892*-‬1950* (‬أول رجل إنجليزي يشغل منصب رئيس الوزراء في حكومة عربية هي سلطنة عمان،* ‬واستغل وظيفته للقيام برحلات استكشافية في منطقة الجزيرة العربية،* ‬وأول أوربي يجتاز صحراء الربع الخالي راكبا خيله*. ‬

                    *"‬مخاطر ورحلات في الجزيرة العربية*" ‬كتاب مذكرات يحكي عن رؤية الرحالة البريطاني لطبيعة القبائل العربية،* ‬والمخاطر التي واجهته أثناء الحرب العالمية الأولي هناك في بلاد ما بين النهرين* "‬منطقة الأهوار*- ‬العراق*" ‬بداية عام* ‬1918،* ‬حيث طاف برترام توماس في رحلتين من ظفار إلي رمال الربع الخالي باتجاه الشمال،* ‬وفي عام* ‬1931* ‬غادر مسقط إلي لبنان ليصبح أول مدير لمدرسة عربية*.‬

                    يوضح في مذكراته التي ترجمها عبد الهادي الساعدي وصدرت عن مكتبة مصر كيف أن التسلح صفة دائمة للقبائل العربية،* ‬بسبب الشرف أو كما يقول المؤلف* "‬لكل قبيلة عدوها الوراثي*"‬،* ‬ويصفه بالتسلح الشاذ* ‬غير الاعتيادي،* ‬وأنه نابع من رخاء شاذ أيضا وغير اعتيادي،* ‬ثم يعرض لتلك النظرة التي يؤججها شيوخ تلك القبائل للمستشرقين باعتبارهم مخلوقات* ‬غامضة متطفلة*.

                    في الكتاب يدوّن المؤلف ملاحظاته ومشاهداته عن ملامح ونفسية القبائل العربية في العراق وشيوخها ورواة القصص العربي،* ‬وصانعي القهوة المميزين،* ‬ورعاة الغنم،* ‬وبدر الذي تزوج خمسة وستين امرأة بعدد سنين عمره،* ‬وزواج المتعة،* ‬كل تلك الحكايات يسردها توماس بصيغة الحوار،* ‬إلي جانب وصف دقيق للبيئة هناك،* ‬ورغم أن معظم إن لم يكن جميع ما ورد في هذا الكتاب نجهله ويعد* ‬غريبا علي القارئ المصري إلا أنه مرجع مهم وقراءته تحقق فائدة المتعة والتسلية،* ‬يقول المؤلف برترام توماس مثلا*: "‬إنه من الفظاظة في الشرق أن تدخل في موضوعك مباشرة،* ‬بينما أنا في داخلي أتحسر علي تبديد اللحظات الثمينة*". ‬فضلا عما يسرده من مفارقات اتخاذ كل قبيلة لقوانين وأنظمة خاصة بها* ‬غير مكتوبة ومتصلة بالتراث الشعبي السحيق،* ‬من ذلك ما قصه عن تبرئة شاب عمره* ‬17* ‬عاما من تهمة قتل أمه لحماية شرف القبيلة*.

                    ‬ في جزء من الكتاب يتطرق المؤلف إلي بعض المواقع الأثرية لما يسمي* "‬مدن السلالات*" ‬ويقال إن لها علاقة ببابل،* ‬وحكايات طريفة أخري عن الجياد العربية الصغيرة* ‬غريبة المظهر التي تمشي ثلاثين ميلا دون أن تدير ظهرها*.‬

                    وأخيرا وهو المهم،* ‬ما سجله المؤلف عن سياسات الحرب العربية،* ‬التي أدخلته حسبما يقول في متاهات محيرة،* ‬ويؤكد أنه بفضل الروح الوطنية للثورة المصرية تشجع العراقيون علي الثورة ضد البريطانيين،* ‬ثم يتحدث عن أجواء معاهدة سايكس بيكو ووعد بلفور ورأيه فيهما،* ‬فيقول عن سايكس بيكو* ‬1916*: "‬لقد كانت نتائج هذه المعاهدة* ‬غير موفقة وغير محظوظة،* ‬وبدت بكل الديمقراطية والمثل العليا التي امتثلتها* ‬غير ذات جدوي وغير ذات فائدة لمجتمع قبلي*".‬

                    بنبرة استعلاء يتساءل برترام توماس*: ‬كيف تعطي الاستقلال الناجز والنهائي لشعب لا يعي معني السياسة-؟ فهو يري أن الشعوب العربية كانت تعيش حالة البدائية والبساطة،* ‬مجتمع قبلي لا يجد ذكرا لكلمة حكومة،* ‬ويتساءل كذلك*: "‬كيف تقيم حكومات وإدارات وطنية تقود العرب إلي التخلص من التخلف وغالبية رجالهم جهلاء؟*"‬،* ‬ورغم أنه كان يقصد بتلك الإحالات منطقة بعينها هي جنوب بغداد،* ‬بالتمثيل علي صراع قبائل وعشائر السنة والشيعة هناك،* ‬إلا أن التعميم كان السمة الغالبة علي أسلوب الكتاب*.‬

                    يكشف المؤلف عن استعانة البريطانيين بما يسمون* "‬الشبانة*" ‬وهم عسكريين محليين تطوعوا للخدمة في دوائر السلطات التركية للقيام بأعمال الحراسة والخدمة والتجسس،* ‬استعانت بهم بريطانيا لغرض ظاهر هو تطوير الرجل البدائي إلي رجل ميليشيا ثم مجند،* ‬وفي الحقيقة كانت بريطانيا تستخدمهم كحائط صد أو كبش فداء*.‬

                    تعليق


                    • #11
                      ما شاء الله ما شاء الله...

                      أبو فيصل الشباب جابوها, و ما خلو للبقية مطرح...

                      على فكرة سيرة هذا الرجل ممتعة, صرت متشوق أكثر لقرائة كتابه...
                      إن أدركت معنى الحقيقة, ستدرك حينها وهم الحياة...

                      تعليق


                      • #12
                        بارك الله فيكم جميعاً
                        ===========================
                        اللهم أرزقني الصحة والعافية
                        ===========================

                        تعليق


                        • #13
                          اخوي الوليد

                          كتب هذا الرجل غير متوفره في الدول العربيه

                          اذا وصلك اي كتاب عنه لا تنسي تخبرني
                          [CENTER] [/CENTER]

                          تعليق


                          • #14
                            الشكر الجزيل للاخ ابو فيصل طارح الموضوع

                            ولكل الاخوة الذين اثروا الموضوع بمشاركتهم

                            وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه
                            مهما كان حجم المؤامره كبير

                            سنبقى اقوى من كل الظروف



                            sigpic

                            تعليق


                            • #15
                              عبور الربع الخالي رحلة توماس بيرترام
                              محمد همام فكري
                              يعتبر الرحالة البريطاني الشهير توماس سيدني بيرترام Thomas Bertram(1892-1950م) من وجهة نظر المؤرخين رحالة محترفا.. ذلك لأنه أول من عبر الربع الخالي وما أدراك ما الربع الخالي في ذلك الوقت.. عندما بدأ رحلته من ظفار في جنوب شبه الجزيرة العربية الى شبه جزيرة قطر على الخليج العربي في بداية الثلاثينيات من هذا القرن وسبق بذلك الرحالة الأوروبيين وعلى رأسهم عبدالله فيلبي الذي تخصص في دراسة شبه الجزيرة العربية وبقي فيها لأكشر من ثلاثين عاما وكانت أغلى أمانيه أن يكون أول من يعبر الربع الخالي ، فالربع الخالى خال مجازا من أشكال الحياة كالنباتات والحيوانات ، لصعوبة ووعورة ظروف الحياة المناخية فيه، وهو يشكل في المساحة ربع مساحة شبه الجزيرة العربية بأكملها إذ تصل ساحته الى حوالى " مائتي الف ميل مربع " أي انه أكبر من مساحة بعض الدول الكبرى كفرنسا مثلا.

                              وإذا أردنا أن نلقي نظرة على الرحالة لتتبع تكوينه فلنبدأ من طفولته فقد تعلم في مدرسة القرية ثم تلقى دروسا خاصة حتى تأهل للحياة ، والتحق بالجيش سنة 1908م وترقى فيه الى أن شغل وظيفة ضابط سياسي في جيش الحكومة البريطانية في العراق خلال الحرب العالمية الأولى في المكتب السياسي برئاسة السير ارنولد ويلسون ، كما عمل مستشارا للحكومة العربية في شرق الأردن عام 1922م وعين وكيلا سياسيا في عدن.

                              ,1932 يذكر " روبن بدول " انه عين عام 1924 وزيرا لسلطان مسقط وعمان الذي اصطحبه في عدة زيارات ورحلات الى المناطق الشرقية لساحل عمان وقد استفاد توماس من هذه الرحلات في تأليف كتب هامة عن الجزيرة العربية منها: Arabic.

                              ,1932Felix, Across The Empty Qarter of Arabia وفيا قدم وصفا رائعا لرحلاته التي عبر فيها الربع الخالي تضمن خريطة هامة ودقيقة للربع الخالي استعان بها فيما بعد فيلبي في رحلاته في شبه الجزيرة العربية.

                              ومن مؤلفاته أيضا كتاب " العرب ".The Arabia,1940 UK. لا يقول فيه ما موجزه ان العرب قضية الذين تركوا الأثر العميق في العالم.. إضافة الى مقال بعنوان : The Kumzar Dialect of The Shihuh Tribe of Arabia,1930, UK ونشر هذا المقال في المجلة الآسيوية الملكية عام 1930م تناول فيه اسرار اللهجة الكمزارية وهي لغة أرية الأصل دخل فيها العديد من الألفاظ العربية.

                              لقد كان هدف توماس الرئيسي هو عبور الربع الخالي. ولحسن الحظ أنه كان لديه متسع من الوقت ليعد نفسه ، وفي الفترة ما بين 1927_ 1928م ، قام برحلة الى ظفار على ظهر جمل لمسافة 0 60 ميل وكانت بمثابة رحلة تجريبية استعدادا لعبور الربع الخالي ، وفي فصل الشتاء التالي ركب باتجاه الشمال حتى وصل الى حافة رمال الربع الخالي بعد أن انخرط في حياة البدو وحصل على ثقة رجال القبائل وأخذ يتصرف تماما كأبناء المنطقة فأطلق لحيته ولبس لباسهم وأكل وشرب كما يأكلون ، ويشربون وأقلع عن التدخين وأنجز رحلتين هامتين من رحلات استكشاف الجزيرة العربية.
                              اختراق الربع الخالي

                              لقد حاول عبور منطقة الرمال الكثيفة عدة مرات ، ولم يتح له الوصول الى الغرض إلا في شتاء عام 1930- ا 193 م ، ففي ذلك الوقت أكمل عدته للسفر من ظفار بجنوب عمان على شاطيء المحيط الهندي مارا بسلسلة جبال القارة المشرفة على المحيط الهندي ومؤخرها يتصل بإقليم المهرة المعروف في تلك الجهات بالنجد ، وفي يوم 19 ديسمبر سنة 1930م كان بقرب شيصور التي تبدأ منها المنحدرات الشمالية لمنطقة النجد هذه حيث المنتهى الجنوبية لمنطقة الرمال وقد استغرق اختراقه الرمال من شيصور الى قرب شبه جزيرة قطر ما يقرب من شهر.

                              الأولى : كانت عند جنوب شرق حدود الربع الخالي بالقرب من رأس الحد عند ظفار.

                              والثانية : من ظفار الى مسافة مائتي ميل من الداخل.

                              وتغطي هاتان الرحلتان أكبر جزء تم استكشافه في أي منطقة في العالم.

                              ويمتاز توماس بأنه يسجل مشاهداته بأسلوب أدبي بليغ ينسجه في سرد قصصي شعبي وكان هذا النوع هو المتداول بين البدو كاحتفائه بسيرة بني هلال ، كما حاول أن يقارن بين سيرة بني هلال وحياة البدو في زمانه (في الثلاثينات ) عندما كان وزيرا لسلطان مسقط وعمان التي تركها عام 1931م ، وقد أثر فيه كثيرا هذا التراث فأولاه اهتمامه عندما عاد الى أوروبا بعدها عاد مرة أخرى الى البلاد العربية حيث أصبح أول مدير لمعهد الدراسات العربية الموجود حاليا في شملان بلبنان.

                              قام بنشر الدراسات التمهيدية عن القبائل التي قابلها في رحلته الأولى ، كما نشر كذلك بعض الدراسات الهامة الخاصة باللفة التي يتحدثها الشيحوح في شبه جزيرة مسندم ، مع ترجمة لمفرداتها ونشرها عام 1930م.

                              يجمع المؤرخون على أن مساهمة توماس الكبرى تكمن فيما قدمه من معلومات قيمة عن الربع الخالي (الجغرافيا والإنسان ).

                              ففي وصفه لرمال الصحراء عن الربع الخالي يقول :

                              " كم هي مدهشة منطقة التلال الرملية العظمي، عندما شاهدتها للوهلة الأولى ، حيث نجد محيطا شاسعا، فهي مرتفعات مفاجئة هنا ووديان متدرجة هناك ، دون أن تشاهد أي بقعة خضراء، والتلال من مختلف الأحجام ولكنها غير متناسقة مع بعضها وترتفع التلال طبقة فوق طبقة كمنظومة جبلية ولا وجود لظلال هناك ، فأشعة الشمس تكاد تكون عمودية ". ويقول أيضا:

                              "وهناك لحظات شاهدنا فيها منظرا خلابا يفيض جمالا وحسنا حيث بدت جبال الرمال بتصميمها المعماري البديع بلون أحمر وردي تحت سماء صافية وضوء ساطع ، إنها طبيعة جميلة خلابة لا ينافسها إلا جمال يوم شتاء من أيام سويسرا".

                              ويضيف :

                              "استطاعت صحراء الربع الخالي تلك الصحراء العذراء الكبيرة في جنوب شبه جزيرة العرب أن تستحوذ على انتباه "ويلستد" و" ريتشارد بيرتون " كما استحوذت على انتباه كل رجل أبيض أقام في شبه جزيرة العرب ، كما أغرتني أنا الآن ، ومنطقة الربع الخالي يمكن تشبيهها بسيدة وقور، تومي، للإنسان أن يمتنع عنها، كان هذا هو انطباعي الأول بالنسبة لها، ولكن لم أتعلق بهذا الوهم الذي سببه الغزو المباشر والنهائي،وكان قلب الرمال يحتاج مني الى خبرة وتجربة وكان طموحي وقتها محددا بنطاق الحدود الجنوبية للأراضي وكان هذا كافيا لأنها تمثل مساحة كبيرة ولكن ياللأسف ففي مقالي الأول كان علي أن أجد نفسي متجها الى البداية..".

                              وتحت عنوان " ملاحظات جغرافية عن الربع الخالي " يقول ما خلاصته:

                              «أهو جميع المنطقة الواقعة جنوب شرق الجزيرة العربية ، والقبائل التي تعيش فيه ليس فيها من يفهم معنى كلمة الربع الخالي أو يسميه بذلك. وهي صحاري يتكون ثلث ساحتها في الشرق والجنوب من منحدرات خالية من كل زرع ، وبقيتها بحار من الرمال من الشمال والغرب ، وللقبائل مناطق إقامة في المنحدرات من الرمال ، لها أسماء معروفة عندهم ، وفيها ما يسمى باسم القبيلة القاطنة فيه ، أو اسم الوادي الذي يخترق تلك الناحية.

                              وبين رمال الحدود الشمالية تقوم سلاسل من جبال الجبس على شكل حدوة الحصان ، تمتد قاعدتها الى الحدود الوسطى الجنوبية ، في مناطق أم غريب وخر خير وعروق الذاهبة ومنيور ورجا آت.

                              وفي حدوة الحصان تلك لا تجد إلا القبائل التي تسكن مناطق الرمال الكبرى وهي آل مرة في الشمال الغربي وآل رشيد (غير أمراء حائل ) في الوسط الجنوبي والعوامر والمناصير على نطاق أضيق من الأولين في الشمال الغربي.

                              أما في خارج حدوة الحصان ، بينها وبين المنحدرات تظهر رمال الحدود وبعض قبائل المنحدرات تستفيد منها موسميا ومن هذه القبائل في شرقيها أبو شمس والدروع والحراسيس وعقار، وفي الجنوب.. بيت كثير والمناحل وسعر وكرب ، وترتفع على جوانحها الثلاثة ، ففي الشمال الشرقي تبدأ سلسلة هجر في عمان وفي الوسط الجنوبي سلسلة ظفار وفي الجنوب الغربي جبال حضرموت ونجران.

                              وتوجد رمال متحركة كثيرة تشبه الملح الأبيض في أم السميم لا يجرؤ على عبورها إلا بدو الدروع.
                              آثاره

                              ترجمته : ست وعشرين مقامة من مقامات الحريري ( 1850م ).

                              *الهجة قبيلة شيحوح ، مع ترجمة لمفرداتها ( 1970م ).

                              *الانذار والفروات في العربية ( 1931م ).

                              * العربية السعيدة ( 1932م ).

                              * الربع الخالي (1932م ).

                              * العرب : نهضة وحضارة ثم سقوط وانتعاش (1937م ).

                              وله عدة مقالات في مجلة الجغرافية منها:

                              * الربع الخالي ( 1929_ 31).

                              كما نشر في مجلة الجمعية الملكية الآسيوية مقالا بعنوان :

                              * من لهجات الجزيرة العربية ( 1930).

                              قبائل جنوب الجزيرة العربية في مجلة معهد علم السلالات الملكي ( 1929 - 31) وأسرة البو سعيد في عمان من 1741 الى 1937 (تقارير المجمع البريطاني 1938م ).

                              المواجع

                              - برترام توماس : مخاطر الاستكشاف في الجزيرة

                              العربية ، ترجمة محمد بن عبدالله ، 1981م ، وزارة التراث القومي والثقافة ، عمان ، ص 5- 7.

                              - نجيب العقيقي: المستشرقون ، ثلاثة أجزاء، دار المعارف ، القاهرة 1964م ، ص 9) 5 - 530.

                              -Thomas Bertram, Arabia Felix,

                              -Thomas -Bartram Across The Empty Quarter of Arabia .UK.1932

                              -Thomas -Bertran , The Arabs ,1940 U.K
                              [SIZE=5][B][COLOR=#208000][COLOR=#808000][CENTER][FONT=Comic Sans MS][COLOR=black]الرجال أربعة [/COLOR][/FONT][/CENTER]
                              [CENTER][FONT=Comic Sans MS][COLOR=black]رجل يدري ويدري أنه يدري ، فهذا [COLOR=red]عالم[/COLOR] فاتبعوه [/COLOR][/FONT][/CENTER]
                              [COLOR=black] [CENTER][FONT=Comic Sans MS]ورجل يدري ولا يدري أنه يدري ،فهذا [COLOR=red]غافل[/COLOR] فنبهوه [/FONT][/CENTER]
                              [CENTER][FONT=Comic Sans MS]ورجل لا يدري ويدري أنه لا يدري ، فهذا [COLOR=red]طالب[/COLOR] فعلموه [/FONT][/CENTER]
                              [CENTER][FONT=Comic Sans MS]ورجل لا يدري ولا يدري أنه لا يدري ،فهذا [COLOR=red]أحمق فاجتنبوه[/COLOR].[/FONT][/CENTER]
                              [/COLOR][CENTER][FONT=Comic Sans MS][COLOR=green]ان الحياة بالنسبة للمؤمن طريق طويل يمتد مع الزمن لايقطعه الموت ولا يعروه الفناء

                              [/COLOR][/FONT][URL="http://www.rasoulallah.net"][FONT=Tahoma][B][U][IMG]http://rasoulallah.net/Banner/Logo_468_60.gif[/IMG][/U][/B][/FONT][/URL]

                              [/CENTER]
                              [/COLOR][/COLOR][/B][/SIZE]

                              تعليق

                              يعمل...
                              X