تناسخ الارواح
(1)
تناسخ الأرواح
مهم جداً التعرف على موضوع التقمص/ تناسخ الأرواح وشرحه ولو بشكل مختصر, لكي يتسنى لكم الإستفادة من المعلومات المقدمة .
قبل الغوص في موضوع التقمص او التناسخ هناك بعض الاسئلة والتي لا بد من الإجابة عليها لكي نفهم الموضوع من الناحية العلمية ومن الناحية الدينية أيضاً. وطبعاً سوف أوجز وأحاول الشرح بصورة مبسطة قدر الإمكان مهم جداً التعرف على موضوع التقمص/ تناسخ الأرواح وشرحه ولو بشكل مختصر, لكي يتسنى لكم الإستفادة من المعلومات المقدمة .
إختلف رجال العلم في هذا الموضوع وأيضاً رجال الدين فمنهم من يوافق أو يؤيد ويؤكد نظرية أو الإيمان بالتقمص ومنهم من يعارضه بشدة. وإختلف الأخصائيون كلٌ في مجالهِ أيضاً حولة والسؤال: متى تدخل الروح إلى الجسد؟ فبعض الأخصائيين من الطرفين العلمي والديني يقولون بأن الروح تلتصق بالجسد في اليوم الأول لتكوّن الجنين في الرحم, وقسمٌ آخر يقول بعد أسابيع معدودة من تكون الجنين وآخرين يدّعون إنه في ساعة الولادة.
لذا ليس هناك أي إتفاق كان في هذا الموضوع من الناحية الدينية أو العلمية وبعض الأبحاث تؤكد والبعض ينفيه.
الموضوع الثاني الذي أود طرحه هو,
أين تذهب الروح بعد وفاة الإنسان؟
ومن منا سمع أو رأى مكان تواجد الروح؟
طبعاً بعض الكتب الدينية السماوية كلها تؤكد بأن الروح ترجع إلى خالقها ولكن في الوقت نفسه هناك آيات في الكتب المقدسة نفسها (المسيحية واليهودية) التي تؤكد رجوع الروح إلى الجسد لأن الله قدير على كل شيء وسوف أذكر بعضها فيما بعد.
في الديانة المسيحية:
وحتى إنعقاد المجمع أو المؤتمر المسكوني الخامس في القسطنطينية والذي عقد في سنة 553 م ( من تاريخ 5 مايو ولغاية 2 يونيو من نفس السنة ), آمن المسيحيون في التقمص وتناسخ الأرواح, وكان الفيلسوف والعالم المسيحي أوريغينيس (أوريجين) الإسكندراني 185 - 254 م والذي كان رئيس مدرسة اللاهوت في الإسكندرية بمصر كان أول من كتب وحلل موضوع التقمص في المسيحية وتبعه في ذلك الكثير من الكهنة وعامة الشعب.
ولكن في المجمع المذكور سالفاً والذي لم يحضره بابا روما ( وهذا المجمع الأول والوحيد الذي لم يشارك به بابا روما ), تقرر إلغاء الإيمان في التقمص وهدر دم كل مسيحي يؤمن في التقمص وإعتباره خارجاً عن الديانة المسيحية وإعدامه حرقاً. وهذا ما حل بالراهب الدومينيكاني "جوردانو برونو" (1548-1600م) الذي قُدّم إلى محكمة الإعدام الكنسية وأعدم حرقاً في 17 شباط من سنة 1600م بسبب معتقداته الفلسفية والدينية الخاصة حول التقمص وتناسخ الأرواح. وحسب المصادر والمراجع يقال بأن السبب في إلغاء الإيمان بالتقمص في الديانة المسيحية هو خلافات داخلية بين الأساقفة وآخرين يقولون بأن السبب هو ديني صرف.
وإليكم بعض الآيات من الكتب المقدسة التي ذُكر بها موضوع تناسخ الأرواح:
في الإنجيل
إنجيل متى الإصحاح 12:17 : على لسان السيد المسيح "ولكني أقول لكم أن إيليا قد جاء ولم يعرفوه بل عملوا به كل ما أرادوا. كذلك إبن الإنسان أيضا سوف يتألم منهم". السؤال كيف جاء إيليا النبي وبأي صورة.
إنجيل متى 13-14: 11 : "لأن جميع الأنبياء والناموس تنبأوا إلى يوحنا وإن أردتم أن تقبلوا فهو إيليا المزعم أن يأتي".
إنجيل يوحنا 3:3 : عندما سأله نيقودومس "فأجاب يسوع وقال له الحق أقول لك إن لم يولد أحد ثانيةً فلا يقدر أن يعاين ملكوت الله". وفي هذه الآية هناك نقاش , هل المقصود الولادة الثانية أي التقمص أم المقصود بالولادة الثانية هي المعمودية ؟؟؟؟؟؟
في الديانة اليهودية:
هناك الكثير من الآيات في بعض الأسفار في التوراة وبالذات في "سفري الجامعة والمزامير" التي ينسب في تفسيرهما إلى التقمص أو تناسخ الأرواح, وكثيرين من رجال الدين اليهود يعملون في حقل التقمص وتناسخ الأرواح.
في الديانة الإسلامية:
هناك بعض المذاهب والفرق الإسلامية التي ئؤمن بالتقمص كالمذهب التوحيدي "الدرزي" ومذاهب أخرى مثل الإسماعيليين والنصيريين والطائفة النصيرية المعرفة بإسم العلوية واليزيدية.
بعد أن أوردتُ قسماً مما جاء في الكتب السماوية أود أن أذكر الشعوب التي آمنت والتي تؤمن حتى يومنا هذا بالتقمص :
الفراعنة:
كان الفراعنة أول من آمن بالتقمص, وبرهان ذلك كان في طريقة دفن أمواتهم. فالفراعنة دفنوا الأموات ووضعوا بجانبها كل إحتياجات المتوفي من المأكل والمشرب والأدوات الشخصية حتى أنهم وضعوا تماثيل لخدامهم بإعتقادهم بأنه عند عودة الروح للمتوفي سيجد الجميع بإنتظاره لخدمته. وكانوا يرسمون وجه الشخص المتوفي على التابوت بهدف تعرف الروح على جسدها لكي لا تلتصق بجسد أخرى.
الرومان واليونانيين:
وهذا الأمر ينطبق على كتابات أفلاطون وأرسطو وسقراط وأفلاطين وغيرهم من الذين آمنوا في عملية تناسخ الأرواح وكتبوا عنها أيضاً بصورة موسعة.
الهنود والهندوس والبوذيون:
وبعض الديانات الأخرى المنتشرة في الهند والصين والشرق الأقصى وهذه الديانات ئؤمن حتى يومنا هذا بالتقمص أو بتناسخ الأرواح ليس مع الإنسان فقط ولكن مع الحيوانات والنباتات أيضاً أي تؤمن أيضاً بالفسخ والرسخ المسخ.
الهنود الحمر في الأمريكتين:
هم أيضاً يؤمنون بالتناسخ أو التقمص وحتى يومنا هذا يمجدون أرواح الآباء والأجداد ويقدسونها في مناسبات عدة وأكثر ما يؤمنون بالتناسخ أو المسخ مع الطيور الجارحة.
شعوب أخرى وقبائل متعددة موجودة مثل قبائل "التلينجيت" في ألاسكا, وقبائل "التّسميسيان" و"الأنكا" في أمريكا الجنوبية وأيضاً قبائل كثيرة في أستراليا وأفريقيا تؤمن بالتقمص وبتناسخ الأرواح وكل على طريقتها. هؤلاء كلهم بالإضافة إلى الطوائف الإسلامية المذكورة أعلاه وطائفة الموحدين الدروز في الشرق الاوسط التي تؤمن بالتقمص والتناسخ من بين أنواع التقمص. والتقمص بالنسبة لطائفة الموحدين الدروز هو أحد ركائز العقيدة أو المذهب التوحيدي الدرزي حسب ما ورد في عدّة مراجع من أهمها كتاب "الحياة بعد الموت" لنايف زهر الدين وأيضاً كتاب "التقمص" للقاضي أمين طليع اللبنانيين.
أنواع التقمص:
هناك 4 أنواع أو حالات من التقمص :
النسخ هو التقمص وهو إنتقال النفس أو الروح من إنسان إلى آخر.
المسخ إنتقال النفس البشرية إلى جسد حيوان.
الرسخ من الجسد البشري إلى جماد
الفسخ وهو إنتقال الروح من الجسد إلى نبات
متى تتم إنتقال أو نسخ الروح من شخص لشخص؟
وفي هذا السؤال عدّة أجوبة ففي بعض المذاهب أو الديانات هناك من يقول بأن الروح تنتقل في نفس لحظة الوفاة, ومذاهب وآراء أخرى تقول بأن الروح ترجع إلى خالقها لعملية تهذيبها وتنقيتها من كل الشوائب وبعدها ترسل إلى جسم آخر نقية صافية ومطهّرة.
لذا يمكن أن تمكث الروح أيام أو أشهر أو ربما عشرات السنين قبل تناسخها أو رجوعها إلى جسم آخر لأن الزمن الروحاني مختلف كل الإختلاف عن الزمن المادي الذي نحيا ونعيش به. وبالنسبة للزمن المادي والروحاني ذكر هذا الموضوع في الإنجيل المقدس في " رؤيا يوحنا " .
وسؤال آخر يمكن طرحه وهو,
كم مرّة ممكن أن تنتقل الروح من جسد إلى آخر أو عدد التقمصات؟
القاعدة تقول بأن عدد التقمصات لا نهاية لها, الله يرسل الروح في جسم الإنسان لهدف معين وتمر في سبعة دورات متكاملة في نفس المرحلة وبعد أن تكتمل هذه الدورات تنتقل إلى دورة أو مرحلة أخرى من سبعة مراحل أخرى ولهدف آخر. لذا فإن عدد التناسخ هو عدد لا نهاية له.
وسؤال آخر ومهم,
هل النفوس في تزايد أم أن عدد النفوس في الكون ثابت؟
وهنا يتعلق الأمر بمن نسأل.
فهناك طوائف تقول بأن الله سبحانه وتعالى خلق النفوس منذ الخليقة في يوم واحد وبعدد كامل لا يزيد ولا ينقص.
وهناك رأي آخر يقول بأن النفوس واحدة ولكن الروح تتجزأ إلى أجزاء ومن هنا يكون التكاثر في عدد الأشخاص بالعالم.
(حسب الأبحاث الأخيرة والتوقعات الإحصائية يُقال بأن عدد سكان العالم منذ الخليقة وحتى يومنا هذا بلغ 83 مليار نسمة ).
لنرجع إلى المقولة الأولى وهي بأن العالم لا يزيد ولا ينقص.
بهذه النظرية تؤمن العديد من الطوائف والتفسير لها بأن الله خلق الأرض وأوجد عليها البشر والكائنات وخلق أيضاً كواكب أخرى وعليها أيضاً الملايين من الأرواح, لذلك فعملية التقمص تتم بين هذه الكواكب وعليه فلا زيادة ولا نقصان في العالم ككل. وكلما إزداد عدد الأشخاص على الكرة الأرضية قل العدد في أماكن وكواكب أخرى أو بالعكس.
المقولة الثانية تقول, بأن الله خلق في العالم والكون 613 نفس أو روح لا غير ومن هذه النفوس تتجزأ وتنبثق الأرواح مثل الشرارة, فكل نفس يمكن أن تخلق العشرات بل الآلاف والملايين من الأرواح وعليه فإن العالم في تزايد مستمر ولا نهاية له من حيث عدد قاطنيه. وهذه النظرية تقول وتؤكد أيضاً وجود كواكب أخرى في مجموعتنا الشمسية أو المجموعات الشمسية الأخرى والتي يمكن أن تنتقل الروح فيما بينها أي التقمص.
مثالاً على هذه المقولة: كم شمعة يمكن إضاءتها من عود ثقاب واحد؟ يمكن أن تكون شمعة واحدة أو مجموعة, وهذه المجموعة يمكن أن تضيء العشرات, والعشرات يمكن أن يضيئوا الآلاف والآلاف يضيئوا الملايين من الشموع وهكذا حتى لا نهاية. وإذا رجعنا إلى الأساس نرى بأن جميع هذه الملايين من الشموع أساسها عود ثقاب واحد أو شمعة واحدة. وهكذا هو تفسير النظرية أو المقولة الثانية.
هناك أمر ملفت للنظر ومعتمد على أبحاث عالمية وعلمية مفادها: بأنه بعد كل حرب والتي يذهب ضحيتها الآلاف من الجنود الذكور ففي السنوات المتعاقبة للحرب تكون نسبة ولادة الذكور في إرتفاع ملحوظ.
وقد لوحظت هذه الظاهرة لأول مرة بعد الحرب العالمية الأولى وتمت دراستها في ألمانيا ودول أوروبية أخرى بعد الحرب العالمية الثانية حيث لاحظ المسؤولون بأن نسبة الولادة الذكور في إزدياد مستمر.
وربما هذا يؤكد عملية تناسخ الأرواح.
وربما يُطرح السؤال الأهم
ما فائدة المعرفة من كُنت ومن أنا في السابق؟
لأن المهم هو الحاضر والمستقبل وما أنا عليه الآن؟
والجواب هو, بأن لكل إنسان الخيار بما يريده وليس على شخص تقبل ما يكتب الآخر ولكن عليه إحترام آراء الغير. لذا فأنا أؤمن بأن عملية البحث عن الماضي تساعد الشخص على الفهم بأن لكل مخلوق هناك دور في المجتمع, ولكل مهنة إحتياجاتها, وبأن الانسان هو أخ الإنسان في البداية والنهاية, وربما عدو اليوم سيكون صديق أو أخ المستقبل ,
البعض يقول إن التسامح بين الأديان هوالأساس لأنه إذا ولدت اليوم مسيحياً ربما أولد في المستقبل يهودياً أو مسلماً أو من أي مذهبٍ أو عرقٍ آخر.
وإذا كنت اليوم فقيراً فمستقبلاً ربما أولد ثرياً. فعملية "التقمص" تستطيع أن تعطي الكثير من الأجوبة للتساؤلات التي تراودنا أو الشعور نشعر به ولا نجد له أي تفسير منطقي في عالمنا هذا. أو ربما هناك بعض الأمراض أو العاهات التي نعاني منها وسببها الحياة السابقة.
فمن بعض هذه التساؤلات التي تراودنا بأنه كم مرة صادفنا أو قابلنا شخصاً لأول مرّة في حياتنا وشعرنا بإننا نعرفه جيداً أو تقابلنا في السابق, أو قلنا في نفسنا بأننا أحببناه أو كرهناه من أول نظرة.
وكم مرة زرت بلداً أو دولة معينة وشعرت بأنك زرت هذا المكان في السابق. و
كم مرة أردت معرفة معلومات عامة عن شعب أو دولة وهي بعيدة عن مكان إقامتك آلاف الكيلومترات أو إنك تهوى سماع لغة أجنبية وتستمتع في سماعها بالرغم من عدم معرفتك معانيها.
أو يراودك شعور بأن مهنة معينة تستهويك, وربما تعطي أجوبة معينة وتكون صحيحة في مواضيع ليس لها علاقة بمهنتك.
كثير من هذه المواضيع وأمور أخرى التي يفسرها المختصون بأن لها علاقة من حياتنا السابقة ونقلناها معنا إلى حياتنا الحالية.
وهناك الكثير من الأمثلة في هذا الموضوع وفي النهاية أود أن ألخِّص القول بأن موضوع التقمص هو ليس إحتكار على فئة أوعلى طائفة أو قبيلة أو شعب معين.
فالإيمان بالتقمص أو بتناسخ الأرواح يشمل كل القارات والشعوب مع الإختلافات الواردة حسب الإيمان الشخصي والعقائدي لكل شعب أو طائفة.
مع ملاحظة انة كما ذكرت وأذكر دائماً, بأن هدفي من الكتابة هي تزويدكم بالمعلومات, هناك من يوافق وهناك من يعارض على كتاباتي وهذا منطقي جداً.
ومن منطلق حرية التعبير عن الرأي وإحترام الرأي الآخر أدعوكم للكتابة والنقاش البناء للمساهمة في بناء مجتمع مثقف وحضاري.
يتبع
ومن منطلق حرية التعبير عن الرأي وإحترام الرأي الآخر أدعوكم للكتابة والنقاش البناء للمساهمة في بناء مجتمع مثقف وحضاري.
يتبع
تعليق