الجزء الاول
تلخيص كتاب
الماسونية
نشأتها وأهدافها
إهــــــــــــــــداء الى كل مجاهد مدافع عن أرض الإسلام والعروبة ضد العدو الصهيوني ، وضد كافة أشكال الاستعمار وأساليبه."الماسونية" حركة خطيرة ما أن يُطرح اسمها حتى يثور القلق في نفسنا ونسترجع مؤامراتها ومكائدها التي اعتمدت السرية إخفاءً لحقيقة أهدافها وأرادوا أن تكون الماسونية من جملة الأقنعة التي تستتر مخططاتهم وراءها.
يقول حكماء صهيون في البروتوكول الخامس عشر من بروتوكولاتهم: "إنه من الطبيعي أن نقود نحن وحدنا الأعمال الماسونية، لأننا وحدنا نعلم أين ذاهبون، وما هو هدف كل عمل من أعمالنا، وأما الكوييم فإنهم لا يفهمون شيئاً حتى ولا يدركون النتائج القريبة، وفي مشاريعهم فإنهم لا يهتمون إلا بما يرضي مطامعهم المؤقتة، ولا يدركون أيضاً حتى أن مشاريعهم ذاتها ليست من صنعهم بل هي من وحينا".
وإذا كانت الماسونية تعتمد السرية فهذا أمر بديهي لأنه أسلوب اعتمدته كل الحركات المخرّبة على امتداد التاريخ، فهو يسترها عن أعين الملاحقة والرقابة، ويعطيها إمكانات هائلة للتزوير وتبديل الطروحات والمواقف، وذلك يساعد في استقطاب الأتابع، لأن عدم وجود أهداف معلنة واضحة يسمح لدعاتها لأن يستخدموا مع كل شخص، أرادوا تضليله، أساليب ومفاهيم تناسب أهواءه وتطلعاته.
إلا أن الماسونية تعتمد التهويل، والتضخيم مما يوقع بعض الضعاف في حبائلها، عندما تحاول أن توجد محطات تاريخية لتقول بأن الماسونية موغلة في القدم، أو عندما تحرِّف بعض مجريات التاريخ لتنسب لنفسها إنجازات تاريخية عديدة، أو تزعم أن معظم مشاهير التاريخ والحاضر هم ممن انتسبوا لها وتتلمذوا فيها، وهذا الأمر يؤدي ببعض الناس الى الاستسلام لها وعدم مقاومتها أو مقاومة صانعيها يهود تحت شعار: أنهم أقوياء، وهم وراء كل بكيرة وصغيرة، وأنهم يقتلون من يتعرض لهم، ويهود شعب ذكي. . الخ.
إن هذه الأوهام يجب أن نتخلص منها أولاً؛ لأنها تسليم بنظرية الشعب المختار اليهودية، وهذا عدوان على الدين والإنسانية جمعاء، حيث الحقيقة بأن كل مؤمن تقي هو من المقربين لله تعالى، وأما يهود فقد لعنهم الله في صريح القرآن الكريم، ووصفهم الإنجيل بأنهم خراف ضالة.
إن إبراز حقيقة هذه الحركة، والتي هي كمثيلاتها الحركات الباطنية والسرية، هو ما دفعني لعرض ملخص لهذا الكتاب الهام والهدف من ذلك وضع صوره حقيقية أمام الاخوة الزملاء ليعرفوا أعداءهم الذين يتظللون وراء حجب متعددة الألوان والأسماء، ويعرف أن الماسونية أداة صهيونية عليه محاربتها ومقاومة أتباعها لأن في ذلك دفاعاً عن الدين والأمة والأوطان والمقدسات.
والماسونية حركة تشكل أداة بيد الصهيونية والاستعمار، ولكنها ليست الوحيدة، فمن متفرعاتها أندية الروتاري والليونز التي يتباهى، بكل وقاحة، بعض من ينسبون أنفسهم لمراكز دينية أو ثقافية، زوراً، بالانتماء لها أو حضور احتفالاتها، ومن مثيلاتها حركات هدامة وأبرزها اليوم البهائية والقاديانية
ولا بد من توجيه الشكر للكاتب الدكتور أسعد السحمراني مؤلف كتاب
الماسونية ، نشأتها وأهدافها
والان الى ملخص لفصول الكتاب ولطولة فسوف اقسمة الى عشرة اجزاء
الماسونية اشتقاق لغوي من الكلمة الفرنسية (MACON) ومعناها "البنّاء" والماسونية تقابلها
(MACONNERIES)، أي البنّاؤون الأحرار. وفي الإنكليزية يُقال: فري ماسون (FREE-MASON) (البناؤون الأحرار).
وبذلك يتضح أن هذه المنظمة يربطها أصحابها ومؤسسوها بمهنة البناء، وبالفعل يزعم مؤرخوها ودعاتها أنها في الأصل تضم الجماعات المشتغلين في مهن البناء والعمار، وفي هذا التبرير التخفيفي يحاولون إظهارها وكأنها أشبه بنقابة للعاملين في مهن البناء.
إلا أن تتبع تاريخها، واستقراء نظمها وأهدافها المعلنة أو المستترة، يدلّ على أنها تخفي وراء الأكمة ما تخفي. وكما سيتبيّن معنا لاحقاً، فإن المسألة ليست احتراف مهنة البناء، وإنما دعوة سياسية، من منطلقات يهودية، تعمل لتحقيق مزاعم بني إسرائيل في العودة الى ما يقولون إنه أرض الميعاد (فلسطين والقدس بخاصة)، وذلك لإعادة بناء هيكل سليمان حيث كانت النشأة الأولى لهذه الجمعية، كما يزعمون في أدبياتها.
إن تغليف الهدف السياسي بادعاء الحق التاريخي في فلسطين زعم فارغ؛ والقول إنها جمعية بنائين أحرار ما هو إلا أسلوب في العمل يُراد به تسخير جماعات لهدف صهيوني، وهي تعلم أو لا تعلم جوهر الحقيقة، فإن كان الماسون، من غير يهود، لا يعرفون الخلفية فينخرطون في صفوفها فتلك مصيبة، وإن كانوا يعلمون ومع ذلك ينخرطون فالمصيبة أعظم.
إن إضفاء الضبابية، عند الماسون أنفسهم، حول تعريف منظمتهم يشكل مؤشراً لما ذهبنا اليه، ففي القانون الأساسي للمحفل الكبر المصري جاء مثلاً:
المادة (1):
الماسونية، أي البناية الحرة، المسماة أيضاً بالفن الملوكي، هي عشيرة أدبية لها رموز خاصة وموضحة بروايات مجازية. والغرض من العشيرة البحث وراء الحقيقة والأحاسن ودرسها والسعي في نشرها، والإعجاب بالجمال وممارسة الفضيلة".
ويطالعنا أحد الماسون جورجي زيدان، بإقراره أنها جمعية سرية، فيقول:
"الماسونية كما، لا يخفى، جمعية سرية، ونظراً لما كان يتهددها من الاضطهادات المتواترة في الأجيال المظلمة وغيرها كانت تبالغ في إخفاء أوراقها".
ويتابع جرجي زيدان قائلاً: " فالماسونية إذاً قد نسجت على منوال الجمعيات السرية القديمة، هذا إذا لم نقل إنها فرع من فروعها أو استمرار إحداها".
والسؤال الذي يحق لنا أن نطرحه هنا: إذا كانت الماسونية نقابة محترفي أعمال بناء فما الداعي لسريتها وإخفاء أوراقها؟
وإذا كانت منظمة بنّائين فما علاقتها بالجمعيات السرية؟
وبأية جمعيات سرية لها علاقة؟
هل بتلك التي أعطت لنفسها طابعاً دينياً؟ أم سياسياً؟ . . الخ.
وإذا كانت الأجوبة، على مثل هذه الأسئلة، غير جاهزة، فإن الاستنتاج يقودنا الى رفع درجة الشك والريبة بهذه المنظمة وبأهدافها.
ومما يمعن في ضبابية التعريف قول ماسوني آخر: " البنائية عالم مجهول، عريقة في القدم، عراقة الوجود الإنساني، سائرة جنباً الى جنب مع التاريخ.
. . . البنائية عالم مغلق، لم يتمكن إنسان بعد من الوصول الى قاعها البعيد، فدون الكنوز المستقرة في هذا القاع أبواب عديدة موصدة، يتطلب فتحها جهداً ومثابرة وتضحية هي فوق طاقة الإنسان".
وينتقل فؤاد فضول الى التهويل بأهمية الماسونية التي لا حدود لها في مختلف الميادين، بما فيها الدين وبعثة الرسل، فيقول:
"مهدت لظهور الأديان، وأعطت المرسلين الركائز الروحية لانتشار دعواتهم، والأسس الفكرية، والقواعد الخلقية، والقوانين والشرائع لترسيخ أديانهم. . رموزها وطقوسها وأسرارها كانت في جوهر تكوين الأديان والجمعيات والمؤسسات الخيرية الإنسانية، والفكرية، والعلمية . . ."
لكن الماسونية تختلف في قانون المحفل الأكبر المصري، حيث جاء في قانونه عدم تعصبها للأديان فكيف يستقيم الأمر بألا تتعصب للأديان وهي قاعدة انطلاقها؟
ثم بعد ذلك أي الأديان من أصل ماسوني؟
هل هي الوثنية؟
أم هي شرائع السماء المنزلة وحياً من الله تعالى؟
وما دخل الماسونية بذلك؟
وإذا كانت لا تتعصب للأديان فالسؤال: من الذي دعاها الى ذلك والدين إيمان ورحمة وليس تعصباً؟ فقد جاء في قانون المحفل المصري:
المادة (3)
من أصول العشيرة عدم التعصب للأديان واحترام سائر المذاهب المعروفة. أما شعارها فهو: الحرية والإخاء والمساواة".
نصل بعد ذلك الى تعريف لماسوني آخر هو حنين قطيني الذي يقول: "الماسونية لفظة مختصرة من أصل لاتيني وهي مركبة من مقطعين (فرا ماسون)؛ أي النباؤون الأحرار. شعارها: الحرية والمساواة والإخاء.
من هو الماسوني؟
رجل مؤمن بالله وبخلود النفس .
هذه خطوط عامة جداً، ولكن إذا أردنا أن نعرف بدقة ما هي الماسونية؟
وما هي أفكارها وأهدافها؟ يأتينا الجواب مبهماً غامضاً والتبرير هو السرية، ومن مثل ذلك جواب حنين قطيني:
"في الواقع لا نعرف للماسونية نظرية رسمية، وكل ما نعرفه فيها نظريات متفقاً عليها اتفاقاً ضمنياً من السلطان الماسونية المختلفة، وقد يصيب خلل في بعض التفاصيل بسبب اختلاف نزعات هذه السلطات الماسونية نفسها، وإن الماسونية لم تصل، حتى الآن، الى تكوين سلطة عليا تتحد فيها جميع السلطات، لأن الأخيرة تحتفظ بسيادتها وتغار على استقلالها معتزة بوقتها، منفردة بتقاليدها، رغم منافاة هذا الانعزال لجوهر الماسونية وطبيعة وجودها".
إن شكوى هذا الأخير من عدم وجود سلطة متفاهمة للماسونية، وأن أهدافها ضمنية، يزيدنا شكاً بمآرب هذه المنظمة التي يحاول من يمسكون بخيوطها الدقيقة الفعلية تضليل عملائهم بواسطة عدم الثبات على طرح قواعد واضحة، وأهداف صريحة.
ومما يطالعنا وينم عن التضليل والتمويه المتعمد أن مؤلف "دائرة معارف ماسونية" حنا أبي راشد يقول مرة:
"بدأت الفكرة الماسونية، كالفكر منذ البدء، أسطورة من أساطير الحقيقة، والحقيقة بعثت الفكرة في هيكل سليمان، فاقترنت بالعمل، مهما كابر أرباب التاريخ"
والغريب هنا قوله: "من أساطير الحقيقة"، فكيف يمكن جمع هاتين الكلمتين المتناقضتين، من حيث المدلول والمعنى. ثم إن سليمان، عليه السلام، عاش كما هو معروف في حوالي القرن الحادي عشر قبل الميلاد، وإذا كانت الماسونية نشأت في هيكله لماذا لم يثبت حنا أبي راشد على رأيه؟ حيث نراه يقول في مكان آخر من مؤلفه:
"الماسونية كلمة فرنسية، مأخوذة من قولهم (MACONS) بمعنى بنّاء، إذ كانت في الأصل مقصورة على طائفة البنائين، وذلك قبل الميلاد بنحو سبعة قرون".
يتبع
نشأتها وأهدافها
إهــــــــــــــــداء الى كل مجاهد مدافع عن أرض الإسلام والعروبة ضد العدو الصهيوني ، وضد كافة أشكال الاستعمار وأساليبه."الماسونية" حركة خطيرة ما أن يُطرح اسمها حتى يثور القلق في نفسنا ونسترجع مؤامراتها ومكائدها التي اعتمدت السرية إخفاءً لحقيقة أهدافها وأرادوا أن تكون الماسونية من جملة الأقنعة التي تستتر مخططاتهم وراءها.
يقول حكماء صهيون في البروتوكول الخامس عشر من بروتوكولاتهم: "إنه من الطبيعي أن نقود نحن وحدنا الأعمال الماسونية، لأننا وحدنا نعلم أين ذاهبون، وما هو هدف كل عمل من أعمالنا، وأما الكوييم فإنهم لا يفهمون شيئاً حتى ولا يدركون النتائج القريبة، وفي مشاريعهم فإنهم لا يهتمون إلا بما يرضي مطامعهم المؤقتة، ولا يدركون أيضاً حتى أن مشاريعهم ذاتها ليست من صنعهم بل هي من وحينا".
وإذا كانت الماسونية تعتمد السرية فهذا أمر بديهي لأنه أسلوب اعتمدته كل الحركات المخرّبة على امتداد التاريخ، فهو يسترها عن أعين الملاحقة والرقابة، ويعطيها إمكانات هائلة للتزوير وتبديل الطروحات والمواقف، وذلك يساعد في استقطاب الأتابع، لأن عدم وجود أهداف معلنة واضحة يسمح لدعاتها لأن يستخدموا مع كل شخص، أرادوا تضليله، أساليب ومفاهيم تناسب أهواءه وتطلعاته.
إلا أن الماسونية تعتمد التهويل، والتضخيم مما يوقع بعض الضعاف في حبائلها، عندما تحاول أن توجد محطات تاريخية لتقول بأن الماسونية موغلة في القدم، أو عندما تحرِّف بعض مجريات التاريخ لتنسب لنفسها إنجازات تاريخية عديدة، أو تزعم أن معظم مشاهير التاريخ والحاضر هم ممن انتسبوا لها وتتلمذوا فيها، وهذا الأمر يؤدي ببعض الناس الى الاستسلام لها وعدم مقاومتها أو مقاومة صانعيها يهود تحت شعار: أنهم أقوياء، وهم وراء كل بكيرة وصغيرة، وأنهم يقتلون من يتعرض لهم، ويهود شعب ذكي. . الخ.
إن هذه الأوهام يجب أن نتخلص منها أولاً؛ لأنها تسليم بنظرية الشعب المختار اليهودية، وهذا عدوان على الدين والإنسانية جمعاء، حيث الحقيقة بأن كل مؤمن تقي هو من المقربين لله تعالى، وأما يهود فقد لعنهم الله في صريح القرآن الكريم، ووصفهم الإنجيل بأنهم خراف ضالة.
إن إبراز حقيقة هذه الحركة، والتي هي كمثيلاتها الحركات الباطنية والسرية، هو ما دفعني لعرض ملخص لهذا الكتاب الهام والهدف من ذلك وضع صوره حقيقية أمام الاخوة الزملاء ليعرفوا أعداءهم الذين يتظللون وراء حجب متعددة الألوان والأسماء، ويعرف أن الماسونية أداة صهيونية عليه محاربتها ومقاومة أتباعها لأن في ذلك دفاعاً عن الدين والأمة والأوطان والمقدسات.
والماسونية حركة تشكل أداة بيد الصهيونية والاستعمار، ولكنها ليست الوحيدة، فمن متفرعاتها أندية الروتاري والليونز التي يتباهى، بكل وقاحة، بعض من ينسبون أنفسهم لمراكز دينية أو ثقافية، زوراً، بالانتماء لها أو حضور احتفالاتها، ومن مثيلاتها حركات هدامة وأبرزها اليوم البهائية والقاديانية
ولا بد من توجيه الشكر للكاتب الدكتور أسعد السحمراني مؤلف كتاب
الماسونية ، نشأتها وأهدافها
والان الى ملخص لفصول الكتاب ولطولة فسوف اقسمة الى عشرة اجزاء
الماسونية اشتقاق لغوي من الكلمة الفرنسية (MACON) ومعناها "البنّاء" والماسونية تقابلها
(MACONNERIES)، أي البنّاؤون الأحرار. وفي الإنكليزية يُقال: فري ماسون (FREE-MASON) (البناؤون الأحرار).
وبذلك يتضح أن هذه المنظمة يربطها أصحابها ومؤسسوها بمهنة البناء، وبالفعل يزعم مؤرخوها ودعاتها أنها في الأصل تضم الجماعات المشتغلين في مهن البناء والعمار، وفي هذا التبرير التخفيفي يحاولون إظهارها وكأنها أشبه بنقابة للعاملين في مهن البناء.
إلا أن تتبع تاريخها، واستقراء نظمها وأهدافها المعلنة أو المستترة، يدلّ على أنها تخفي وراء الأكمة ما تخفي. وكما سيتبيّن معنا لاحقاً، فإن المسألة ليست احتراف مهنة البناء، وإنما دعوة سياسية، من منطلقات يهودية، تعمل لتحقيق مزاعم بني إسرائيل في العودة الى ما يقولون إنه أرض الميعاد (فلسطين والقدس بخاصة)، وذلك لإعادة بناء هيكل سليمان حيث كانت النشأة الأولى لهذه الجمعية، كما يزعمون في أدبياتها.
إن تغليف الهدف السياسي بادعاء الحق التاريخي في فلسطين زعم فارغ؛ والقول إنها جمعية بنائين أحرار ما هو إلا أسلوب في العمل يُراد به تسخير جماعات لهدف صهيوني، وهي تعلم أو لا تعلم جوهر الحقيقة، فإن كان الماسون، من غير يهود، لا يعرفون الخلفية فينخرطون في صفوفها فتلك مصيبة، وإن كانوا يعلمون ومع ذلك ينخرطون فالمصيبة أعظم.
إن إضفاء الضبابية، عند الماسون أنفسهم، حول تعريف منظمتهم يشكل مؤشراً لما ذهبنا اليه، ففي القانون الأساسي للمحفل الكبر المصري جاء مثلاً:
المادة (1):
الماسونية، أي البناية الحرة، المسماة أيضاً بالفن الملوكي، هي عشيرة أدبية لها رموز خاصة وموضحة بروايات مجازية. والغرض من العشيرة البحث وراء الحقيقة والأحاسن ودرسها والسعي في نشرها، والإعجاب بالجمال وممارسة الفضيلة".
ويطالعنا أحد الماسون جورجي زيدان، بإقراره أنها جمعية سرية، فيقول:
"الماسونية كما، لا يخفى، جمعية سرية، ونظراً لما كان يتهددها من الاضطهادات المتواترة في الأجيال المظلمة وغيرها كانت تبالغ في إخفاء أوراقها".
ويتابع جرجي زيدان قائلاً: " فالماسونية إذاً قد نسجت على منوال الجمعيات السرية القديمة، هذا إذا لم نقل إنها فرع من فروعها أو استمرار إحداها".
والسؤال الذي يحق لنا أن نطرحه هنا: إذا كانت الماسونية نقابة محترفي أعمال بناء فما الداعي لسريتها وإخفاء أوراقها؟
وإذا كانت منظمة بنّائين فما علاقتها بالجمعيات السرية؟
وبأية جمعيات سرية لها علاقة؟
هل بتلك التي أعطت لنفسها طابعاً دينياً؟ أم سياسياً؟ . . الخ.
وإذا كانت الأجوبة، على مثل هذه الأسئلة، غير جاهزة، فإن الاستنتاج يقودنا الى رفع درجة الشك والريبة بهذه المنظمة وبأهدافها.
ومما يمعن في ضبابية التعريف قول ماسوني آخر: " البنائية عالم مجهول، عريقة في القدم، عراقة الوجود الإنساني، سائرة جنباً الى جنب مع التاريخ.
. . . البنائية عالم مغلق، لم يتمكن إنسان بعد من الوصول الى قاعها البعيد، فدون الكنوز المستقرة في هذا القاع أبواب عديدة موصدة، يتطلب فتحها جهداً ومثابرة وتضحية هي فوق طاقة الإنسان".
وينتقل فؤاد فضول الى التهويل بأهمية الماسونية التي لا حدود لها في مختلف الميادين، بما فيها الدين وبعثة الرسل، فيقول:
"مهدت لظهور الأديان، وأعطت المرسلين الركائز الروحية لانتشار دعواتهم، والأسس الفكرية، والقواعد الخلقية، والقوانين والشرائع لترسيخ أديانهم. . رموزها وطقوسها وأسرارها كانت في جوهر تكوين الأديان والجمعيات والمؤسسات الخيرية الإنسانية، والفكرية، والعلمية . . ."
لكن الماسونية تختلف في قانون المحفل الأكبر المصري، حيث جاء في قانونه عدم تعصبها للأديان فكيف يستقيم الأمر بألا تتعصب للأديان وهي قاعدة انطلاقها؟
ثم بعد ذلك أي الأديان من أصل ماسوني؟
هل هي الوثنية؟
أم هي شرائع السماء المنزلة وحياً من الله تعالى؟
وما دخل الماسونية بذلك؟
وإذا كانت لا تتعصب للأديان فالسؤال: من الذي دعاها الى ذلك والدين إيمان ورحمة وليس تعصباً؟ فقد جاء في قانون المحفل المصري:
المادة (3)
من أصول العشيرة عدم التعصب للأديان واحترام سائر المذاهب المعروفة. أما شعارها فهو: الحرية والإخاء والمساواة".
نصل بعد ذلك الى تعريف لماسوني آخر هو حنين قطيني الذي يقول: "الماسونية لفظة مختصرة من أصل لاتيني وهي مركبة من مقطعين (فرا ماسون)؛ أي النباؤون الأحرار. شعارها: الحرية والمساواة والإخاء.
من هو الماسوني؟
رجل مؤمن بالله وبخلود النفس .
هذه خطوط عامة جداً، ولكن إذا أردنا أن نعرف بدقة ما هي الماسونية؟
وما هي أفكارها وأهدافها؟ يأتينا الجواب مبهماً غامضاً والتبرير هو السرية، ومن مثل ذلك جواب حنين قطيني:
"في الواقع لا نعرف للماسونية نظرية رسمية، وكل ما نعرفه فيها نظريات متفقاً عليها اتفاقاً ضمنياً من السلطان الماسونية المختلفة، وقد يصيب خلل في بعض التفاصيل بسبب اختلاف نزعات هذه السلطات الماسونية نفسها، وإن الماسونية لم تصل، حتى الآن، الى تكوين سلطة عليا تتحد فيها جميع السلطات، لأن الأخيرة تحتفظ بسيادتها وتغار على استقلالها معتزة بوقتها، منفردة بتقاليدها، رغم منافاة هذا الانعزال لجوهر الماسونية وطبيعة وجودها".
إن شكوى هذا الأخير من عدم وجود سلطة متفاهمة للماسونية، وأن أهدافها ضمنية، يزيدنا شكاً بمآرب هذه المنظمة التي يحاول من يمسكون بخيوطها الدقيقة الفعلية تضليل عملائهم بواسطة عدم الثبات على طرح قواعد واضحة، وأهداف صريحة.
ومما يطالعنا وينم عن التضليل والتمويه المتعمد أن مؤلف "دائرة معارف ماسونية" حنا أبي راشد يقول مرة:
"بدأت الفكرة الماسونية، كالفكر منذ البدء، أسطورة من أساطير الحقيقة، والحقيقة بعثت الفكرة في هيكل سليمان، فاقترنت بالعمل، مهما كابر أرباب التاريخ"
والغريب هنا قوله: "من أساطير الحقيقة"، فكيف يمكن جمع هاتين الكلمتين المتناقضتين، من حيث المدلول والمعنى. ثم إن سليمان، عليه السلام، عاش كما هو معروف في حوالي القرن الحادي عشر قبل الميلاد، وإذا كانت الماسونية نشأت في هيكله لماذا لم يثبت حنا أبي راشد على رأيه؟ حيث نراه يقول في مكان آخر من مؤلفه:
"الماسونية كلمة فرنسية، مأخوذة من قولهم (MACONS) بمعنى بنّاء، إذ كانت في الأصل مقصورة على طائفة البنائين، وذلك قبل الميلاد بنحو سبعة قرون".
يتبع
تعليق