مثلث الغيبيات فى مصر
"الدجل. الخرافة. السحر"
لقى حادث الشيخة إيمان الموجودة بمحافظة قنا، والتى نشر عنها مؤخرا والتى ادعت العلاج من الأمراض عن طريق الصمت والغيبيات، بظلال كثيفة على موضوع هام وظاهرة مزمنة تحدث فى مصر أكثر من أية دولة فى العالم، هى ظاهرة الدجل والشعوذة والعلاج الروحانى والخرافات المعروفة، بالإضافة إلى دخول موضوع العلاج بالقرآن والمتاجرة بكتاب الله من قبل البعض وادعائهم حل كل المشكلات المرضية المزمنة بالعلاج القرآنى حتى أصبح المواطن المصرى لا يعرف العلاج الحقيقى من العلاج الوهمى، وراحت الأبحاث تجرى وامتلأت صفحات الحوادث بسطور تحوى أخبار القبض على دجالين ومشعوذين، ودخلت الظاهرة عالم الأرقام الحسابية، ونشرت الصحف خبرا ثم كذبته صحف أخرى يقول محتواه إن دراسة حديثة للمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية كشفت عن إنفاق المصريين يبلغ سنوياً حوالى
10 مليارات جنيه مصرى على قراءة الطالع وفك السحر والعلاج من الجان.
وأكدت الدراسة أن هناك 274 خرافة تسيطر على سلوك أهل المدن والريف.
كما أكدت الدراسة على وجود 300 ألف شخص يزعمون قدرتهم على علاج الأمراض عن طريق تحضير الأرواح، و300 ألف آخرين يزعمون علاج الأمراض والمس من الجاني بالقرآن والإنجيل.
وكشفت الدراسة أيضا عن وجود حوالى مليون مصرى على الأقل يعتقدون أنهم ممسوسون بالجن.
وأوردت الدراسة رقماً غريباً هو وجود دجال واحد تقريباً لكل 240 مواطنا مصريا، يتم الاستعانة بهؤلاء الدجالين لكشف الغيب وقد كذبت مجلة أخر ساعة فى عددها الصادر فى 16- 8- 2010 خبر هذه الدراسة، وأكدت عدم وجودها أصلاً.
وتعجبت من ضخامة الرقم وهم 10 مليارات جنيه وأنه يفوق إيراد قناة السويس، ثم حملت المجلة تصريحا للدكتورة نجوى الفوال مديرة مركز البحوث بعدم وجود مثل هذه الدراسة.
وقبل أن نخوض فى صحة هذه الدراسة أو عدم صحتها أو الأرقام الواردة فيها، نؤكد على شئ مهم فى الواقع المصرى، ألا وهو وجود مثل هذه الأشياء بالفعل، وصرف أموال طائلة على الدجالين أو المعالجين أو النصابين والانتظار فى طوابير طويلة على أعتابهم بسيارات فاخرة.
وهذه محاولة للدخول فى هذا العالم بمصطلحاته وأدواته وعجائبه. فعندما تدخل هذا العالم يجب أن تحمل فى يديك قاموساً صغيرا به تلك المصطلحات مثل (الأثر والمندل والمس والعكوسات والربط والكوتشينة والفنجان والزار والشغوذة والطلسم واللوغاريتمات السحرية والعمل السفلى والعمل العلوى)، وغيرها من المصطلحات الغزيرة، قبل أن تجلس إلى دجال أو عراف وتجرى الكشف الأولى.
ويجب ان تعرف ايضا العنبر الخام ولبان الدكر والزعفران والزنبق الأبيض والمستكة وجنيهات الذهب والبيض والجمر والحطب وغيرها.
ـ "أشهر الدجالين فى مصر"
وقبل أن يجرى الدجال الكشف الأولى عليك، يجب أن تعرف أشهر زملائه فى (الكار) بلغة المهنيين وتسرد أغرب الحكايات عن هؤلاء الزملاء فى عالم الدجل والغيبيات. فهناك الشيخة ماجدة الموجودة فى مسجد السيدة نفيسة بالقاهرة جاءت من محافظة أسيوط وقالت أنها مأمورة بالعلاج بالقرآن، حيث أتت إليها ذات ليلة سيدة على هيئة عمود نور وأيقظتها وقالت أنها السيدة نفيسة. ثم ذاعت شهرة الشيخة ماجدة لدرجة أنها تريد إنشاء نقابة للروحانيين،
وهناك أيضاً فى أحد مساجد الزاوية الحمراء بالقاهرة سيدة تدعى "أم سيد"، وتدعى أنها من تلميذات الشيخ عبدالحميد كشك، ولديها فتوحات ربانية وذاع صيتها، وقالوا عنها أنها مخاوية للجن وعندما يصيبها ضيق تجد مبالغ مالية تحت حصيرة بيتها.
وفى حى الخليفة يوجد هناك خرافة الطفل الولى بجوار مقام سيدى التونسى ومسجد الصوفى ابن عطاء الله السكندرى، حيث يوجد ضريح لطفل صغير توفى منذ أكثر من 30 عاما قبل أن يتم عامه الرابع، وأراد والد هذا الطفل أن يتكسب من وراء هذه الخرافة فراح ينشر حكاياته وخزعلابته وأقاصيصه، حتى أصبح الطفل ولياً من أولياء الله.
أما فى حى الشرابية بالقاهرة فينفرد بالنسبة الكبرى للدجالين، ويستأثر بنحو نصف دجالى القاهرة حسب دراسة للمركز القومى للبحوث، هناك الشيخ (سيد) الذي يعالج بالقرآن فى مكان شعبى فقير جداً، ويستخدم أدوات صوتية حديثة لذلك، لكن كانت هناك شكوى من إحدى السيدات أعطته تليفونها، فظل يحادثها ويكلمها كثيراً رغم أنها متزوجة ويريدها أن تجلس معه كثيرا يحادثها وتحادثه حسب رواية السيدة الفاضلة.
ورغم تلك الرواية التى ذكرتها تلك السيدة، فإن الشيخ سيد من أمهر المعالجين بالقرآن، وذاع صيته وكتبت عنه صحف ومجلات كثيرة مثله مثل الشيخ إبراهيم أبوزهرة أشهر المعالجين بالقرآن الكريم الآن لكنه اعتزل هذا المجال خشية أن يتهم بالدجل والشعوذة.
وعندما ننتقل من العاصمة إلى المحافظات، نجد فى مدينة مثل مدينة الزقازيق هناك الشيخ صالح أبو خليل الذى يأتى إليه مريدون من كل مكان، ومنهم بعض فنانى وفنانات مصر ووالده هو الشيخ محمد محمد بن خليل صاحب الطريقة الخليلية، وأكد البعض أن الشيخ صالح يمتلك معرضاً لتجارة السيارات ومطحنا للدقيق يديره إخوته ليتفرغ هو إلى عمله.
وهناك دجال آخر يدعى محمد أبوزيد قبض عليه فى فبراير من عام 2009 بتهمة الدجل والشعوذة، وكانت تسعيرة علاجه عشرة آلاف جنيه وتصل أحيانا إلى 100 ألف جنيه للأمراض المستعصية. وهذه المبالغ الخيالية أسالت لعاب طبيبة تدعى الدكتورة ليلى، اعتزلت مهنة الطب لتحترف الدجل والشعوذة لأن فلوس الطب غير كافية، واتخذت من إحدى قرى كفر الشيخ مكاناً لعملها حتى تم القبض عليها فى يونيه من هذا العام لتلحق بالشيخة نادية، أشهر الدجالات اللاتى يقضين فترة العقوبة فى سجن القناطر.
وهناك قرى كاملة تخصص أفرادها فى العلاج من الجان، مثل قرية (طناة) الواقعة على بعد 15 كيلو مترا من شمال القاهرة، وبها على الأقل 300 فرد قادرون على تطهير الجسد من الأرواح الشريرة، ويستخدمون التنجيم وقراءة الفنجان وعمل الأحجبة والمندل، والأرواح الشريرة.
وفى محافظة المنيا، تنتشر هناك خرافات السبع بنات على أطراف قرية البهنسا مركز بنى مزار. وهذا المقام يضم 7 قبور يعتقد الجميع أنها لمحاربات فى سبيل الله، استشهدن أيام حرب الرومان، عندما أطلقن صيحات النصر قام الرومان بقتلهن ودفنهن مكان قتلهن، ومن هنا كان المقام وكانت البركة التى تحل على كل زائر بشرط تنفيذ خطوات محددة تبدأ عند حجر موجود فى المقام يقوم الزائر بمسح الحجر ثم الدحرجة خلف المقام حتى يتم شفاؤه. وهناك مكان خاص للنساء ويفضل لهن الدحرجة صباح يوم الجمعة، ثم يطفن بعد ذلك حول بئر للمياه، ويفضل للفتاة التى تريد الزواج أن تستحم من هذا البئر. وهكذا هى شعائر السبع بنات كأنها شعائر الحج المقدسة، بالإضافة إلى أن هناك خرافة تؤكد أن تراب هذه القرية مقدس ولا يأكل جثمان أى مدفون فيه.
وننتقل إلى قرية "أبوشهدة" بمحافظة الدقهلية، حيت توجد هناك شجرة الشيخ بنى شيبة، يأتى إليها الزوار من كل مكان للتبرك بها ويسمعوا عن كرامات الشيخ الذى نبتت الشجرة فوق ضريحه وسموها شجرة الأحلام. فهى تزوج العانس وتشفى المريض وتفك الأسماء والطلاسم والأعمال السفلية، كما لو كانت مثل شجرة مريم المقدسة.
والأغرب والأعجب أن بعض الحجاج الذاهبين إلى بيت الله الحرام يحرصون قبل ثلاثة أيام من ذهابهم للحج أن يزوروا هذه الشجرة المقدسة.
وننتقل إلى محافظة كفر الشيخ وتحديداً فى قرية "برنبال" التابعة لمركز مطوبس، حيث يطوف الأهالى هناك حول أحجار أثرية ويلعقونها بألسنتهم ويدعون أنها تشفى الأمراض؟ تساعد فى علاج العقم. وهناك سيدة تقوم بغسل الحجر بالماء وعصير ليمون عليه قبل أن يبدأ المريض بلعقه حتى ينزف اللسان دماً ويظن أنه شفي من المرض وانتشرت هناك خرافة تدعى أن هذه الأحجار كانت لأناس إنسخطوا وتحولوا إلى أعمدة فى العصر الفرعونى.
وننتقل إلى محافظة المنوفية فى قرية "سنتريس" مركز أشمون حيث توجد هناك سويقة الشيخ السنوسى الفلاح الذى ذاعت شهرته فى العلاج باللمس والهمس والنظرات!.
وهناك زحام شديد فى قرية "قطور" بمحافظة الغربية على الشيخ جاد الذى يعالج الكثيرين ويشفى الأمراض.
والملاحظ أن الناس فى مصر تجرى وراء الكل سواء دجالين أو مشعوذين أو معالجين بالقرآن أو فى الاحتفالات والموالد الدينية المبرمجة على طول العام الهجرى بتواريخ محددة، مثل موالد الشيخ الرفاعى والسيد أحمد البدوى بطنطا والشيخ إبراهيم الدسوقى وسيدى حشن الأنور ومولد سليم أبومسلم بالشرقية وسيدى سالم بالمنوفية ومولد الشيخة شلباية بقرية سبك الضحاك بمحافظة المنوفية ومولد أبوغانم بقرية سمنود بالغربية ومولد سيدى على الروبى بالفيوم ومولد السلطان الفرغلى بأبوتيج بمحافظة أسيوط ومولد الشيخ على بأسوان، بالإضافة إلى الحسين والسيدة زينب، غير الموالد المسيحية فى أنحاء مصر، ومولد يهودى وحيد هو مولد "أبوحصيرة" بدمنهور.
هذه الموالد جميعها يحدث فيها ما يحدث من قصص وحكايات عن الكرامات والخرافات والأساطير والأموال المنفقة بغزارة، ومواسم للضحك على الناس الفقراء الذين قل وعيهم وبعدوا كل البعد عن جادة الصواب والدين، فأصبحوا يعتقدون فيما لا يضر ولا ينفع.
"كتب العلاج"
وننتقل إلى جمهور آخر من هؤلاء المرتادين والمريدين للشفاء والكرامات هم جمهور القراء المثقفين الذين يقبلون على كتب العلاج والطلاسم، فنجد أن سوق الكتب رائج وقد هممت بالمغامرة وشراء أحد هذه المؤلفات، فنصحنى البعض بألا أفعل ذلك حفاظاً على نفسى من أى سوء، فقررت أن أقرأ بعض المؤلفات وأتصفحها عند بائعها، فلم أجد إلا أعمدة بها أرقام وحروف وطلاسم ورموز ورسوم لحشرات وأقوال غريبة وعجيبة لا تصلح لعمل فيلم سينمائى أو تمهيد لنص درامى كما فعلت السينما المصرية من قبل فى أعمال سينمائية تتحدث عن هذه الموضوعات مثل (البيضة والحجر) و(المبروك) و(قنديلي أم هاشم) وغيرها.
ولا ننسى شيئا هاماً لمؤلفى الكتب وهو استرشادهم بالعديد من الأحاديث الضعيفة، وأدى ذلك إلى وقوع حوادث عديدة بسبب إخراج الجان من المرضى، حيث سجلت دفاتر الأمن حوالى 58 حادثة قتل خلال ثلاث سنوات هى أعوام 95-99-.2oo6
ولكتب السحر والشعوذة والدجل حكايات عالمية كثيرة، فنجد فى العالم أشهر دجال فى التاريخ هو (راسبوتين)، وكان أصله فلاحاً من الاتحاد السوفيتى السابق. ومن أشهر الحكايات فى عالم السياسة أن الرئيس الأمريكى السابق بوش الأب قام بدفع مبلغ 5 ملايين دولار للاتحاد العالمى للفلكيين والروحانيين ليقدموا له إجابة عن سؤاله: متى يبدأ فى حرب الخليج؟ فما كان عليهم إلا أنهم قاموا بفحص طوالع صدام حسين وخرجوا بنتيجة واحدة وهى الوقت المناسب للحرب ليلة 15 يناير عام 1991، وهى قمة سطوع نجم الرئيس بوش الأب، وقمة أفوال نجم صدام حسين.
وفى مصر كان هناك حوالى 11 جمعية روحية قبل الثورة توقف نشاطها، ولم يعد هناك إلا جمعية واحدة هى الجمعية المصرية للدراسات الروحية بالإسكندرية، بالإضافة إلى مكاتب للفلكيين أصحاب الأبراج الفلكية وقراءة الطالع، مثل حميد الأزرى عميد الاتحاد العالمى للفلكيين والروحانيين.
أما بخصوص الخرافات المنتشرة فى مصر والدول العربية والمحدد لها عدد 274 خرافة، فقد نشرت دراسة للدكتور عبدالرحمن العيسوى فى عام 1983 استهدفت التعرف على الخرافات المنتشرة فى إحدى الدول العربية ومقارنتها بمثيلاتها فى المجتمعات الأوروبية. وتناولت الدراسة موضوعات كثيرة منها تحضير الأرواح والسحر والحسد والمندل والزار والفأل والحظ ودور الأحجبة والتعاويذ والتمائم وإطلاق البخور والتفاؤل والتشاؤم بالقطط والكلاب.
وقد تناولت الدراسة عدد 2210 فرداً من طلاب المدارس الإعدادية والثانوية والجامعات والمعاهد، تبين أن نسبة الاعتقاد فى الخرافات بين 8 إلى 69%، وأن هناك 68% من عينة الدراسة يعتقدون أن الحسد يؤثر في حياة الناس، ويعتقد 54% أن هناك أرواحاً طيبة وأرواحاً شريرة. أما أقل الخرافات انتشارا بين أفراد عينة البحث فكانت نسبة 8% يعتقدون بمعرفة الحظ عن طريق العرافات، وأن 11% يعتقدون أن من يدخل المرحاض فى الظلام تلبسه الأسياد!
ومن النتائج المثيرة فى هذا البحث أن 47% من أفراد العينة يؤمنون بأن للحظ والصدفة أثراً كبيراً فى حياة الإنسان، وأن 39% من فراد العينة يؤمنون بأنه باستطاعة بعض الناس تحضير الأرواح وأن 35% من العينة يؤمنون بالسحر وأن 28% يؤمنون بأن لكل شخص زميلاً أو زميلة من أهل الجن! يعنى قرين.
وهذا البحث يؤكد على خرافات هامة ترقى إلى درجة الحقائق المؤكدة، ونضيف إليها خرافات هامة يؤمن بها المصريون مثل (طاسة الخضة) (والحذاء المقلوب) وتعليق (المقص المفتوح) الذى يجلب المشاكل و(القطة السوداء)، وما تحويه من أرواح شريرة وخرافة (العروسة الورقية) وخرقها بالإبرة وحرقها و(الخرزة الزرقاء) و(رش الملح)، وكل هذه الخرافات لا تستند إلى منهج موضوعى قابل للتطوير، وخطورة ارتباطها بالخطاب الدينى.
"رأى الدين "
فى كتاب صحيح مسلم أن النبى صلى الله عليه وسلم قال:
"من أتى عرافاً فسأله مجن شى فصدقه، لم تقبل له صلاة أربعين يوماً".
وفى كتاب سنن أبى داود عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد".
وعن البزار والطبرانى أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:
"ليس منا من تطير أو تطير له أو تكهن أو تهكن له أو سحر أو سحر له ومن أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد".
وتصدى القرآن الكريم للدجالين والمشعوذين فقال تعالى فى سورة النمل الآية 65، 66
(قل لا يعلم من فى السماوات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون. ادارك علمهم فى الآخرة، بل هم فى شك منها بل هم منها عمون).
ونسمع عن أناس يصادقون الجن ويجرون معهم علاقات وصداقات ويرد القرآن الكريم على ذلك بقوله فى سورة الأعراف عن الجن:
(إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم. إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون) الآية 27.
ويؤكد أغلب علماء الأزهر أن هناك فجوة بين المعالجين بالقرآن والطب النفسى بالأطباء يجهلون علم الجان ويتهمون القائمين عليه بالشعوذة والدجل، وأصبحت هناك ساحة عراك مزمن بين الطب الواقعى والطب الروحانى رغم صحة النوعين ووجودهما الفعلى فى عالم الواقع ولكن بأسس عملية وقواعد سليمة.
ففى الخارج يخضعون المسائل الروحية للدراسة، هذا ما يؤكده الدكتور أحمد المجدوب الخبير بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية. فهناك علم الباراسيكولوجى الذى يدرس هذه المسائل بطريقة صحيحة.
ويتفق كلام الدكتور المجدوب مع تصريح لكريستين داجواى Christen Degway نائبة رئيس الاتحاد العالمى للفلكيين والروحانيين بباريس أن أعجب أسرار مملكة للسحر يديرها أحد الزعماء هى مملكة كاملة تحت الأرض عبارة عن مدينة كاملة فى بلد عربى كبير يعيش فيها آلاف من السحرة العتاة، ومن يدخلها لا يخرج منها، وهى أقوى مملكة منذ 60 عاماً على الكرة الأرضية، وقد تمكن هؤلاء السحرة بهذه المدينة من إنقاذ أحد الزعماء عندما قام وزير داخليته بمؤامرة للقضاء على حياته بنسف طائرته فى الجو، وتمت الاستعانة بمملكة السحر لإزالة الخطر بسرعة رهيبة أدهشت العالم منذ 28 عاما، هذا ما روته كريستين.
ولمملكة السحر وعالمه أبجديات خاصة وطلاسم مقروءة ليست بسحر إنما هى حروف معينة من لغة النيرجرية التى توصل إليها العلماء من القرن الماضى القرن العشرين، وقالوا أنها أصل لغات كل الكائنات الأثيرية، لذلك فالأرواح تفهمها والأنشطة الشمسية والهواء يفهمها جيداً.
ومتابعة لموضوع السحر، يجب أن نذكر أن أعظم سحرة العالم هو سوكار الذى طاف العالم وأدهش الملايين. وهناك الساحر الأمريكى ديفيد كوبر فيلد الذى يتقاضى مليون دولار عن كل حلقة من حلقاته فى عالم السحر، ويعاونه فى ذلك جيش من الكومبارس يساعدونه فى تأدية فقراته الساحرة. بالإضافة إلى وجود ثلاث جمعيات عالمية كاتحادات للسحرة، الأولى فى إنجلترا وتضم خمسة آلاف ساحر، والثانية فى فرنسا وتضم ثلاثة آلاف ساحر، والثالثة فى أمريكا وتضم 20 ألف ساحر.
أما فى مصر، فلقب الساحر يطلق على الحاوى الذى لا يأتى بسحر متقن ومبهر، إنما يأتى بخيالات وألعاب تأخذ بعيون المتفرجين وتوهمهم أن ذلك سحر، ويذكر أن أول نقابة للحواة فى مصر كانت مسجلة بتاريخ 3- 11- 1969 تحت رقم 253 وكان بها 85 عضواً يحملون لقب حاوى.
تعليق